عادل درويش من لندن: شن اللورد أحمد أوف روثيرهام، اول مسلم يدخل مجلس اللوردات في برلمان ويستمنستور، هجوما لم يسبق له مثيل على حكومة توني بلير العمالية التي يمثلها في المجلس الأعلى، متهما الوزراء بركوب موجة انتقاد المسلمين بدلا من تقديم عون حقيقي في شكل توفير فرص عمل او الانفاق على مناطق المسلمين الفقيرة ورفع مستوى التعليم، بينما حذر وزير داخلية حكومة الظل من انزلاق البلاد الى نظام التفرقة العنصرية.
وكان اللورد احمد، الذي يعتبر من اهم وجهاء مسلمي بريطانيا واقدمهم في مجلس اللوردات الذي دخله عن حزب العمال كاول مسلم في المجلس البرلماني الأعلى، يتحدث الى برنامج quot; الأحد quot; في البي بي سي، وهو البرنامج المهتم بالقضايا الدينية، والذي يغطى قضايا الاديان الكبرى الرئيسية في بريطانيا وحول العالم وليس المذهب الانجليكي فقط، عندما اتهم رئيس الوزراء بلير ووزراءه quot; باطلاق تصريحات تستهدف خلق عناوين رئيسة من اجل الأصوات الانتخابية الرخيصة، بدلا من تقديم سياسات عملية لاصلاح احوال المسلمين.quot;
واتهم اللورد احمد الوزراء بركوب موجة معاداة المسلمين، محذرا من خطورة تحول ذلك الى quot; شيطنة صورة المسلمين Demonisation of Muslims quot;
وبعد ان استعرض عددا من تصريحات الوزراء بشان المسلمين، بداية من طلب وزير الداخلية من اولياء الأمور مراقبة سلوك اولادهم، وانتهاء باتهامات روث كيللى، وزيرة المجتمعات والانسجام الاجتماعي للامة الاسلاميين بعزل المجتمع المسلم، ومرورا بجدل النقاب الذي اثاره جاك سترو، زعيم كتلة الحكومة في البرلمان، ومحاضرة وزير المالية جوردون براون حول التصدي للارهاب، قال اللورد احمد انه لا يذكر ان وزيرا في حكومة بلير، او بلير نفسه، دعا الى مؤتمر صحافي لإعلان ان الحكومة العمالية ستزيد من ميزانيات التعليم والانفاق في مناطق المسلمين الفقيرة لرفع مستوى التعليم. وتساءل quot; ماذا فعلت حكومة بلير، للتلاميذ المسلمين الذين يقل مستوى تحصيلهم الدراسي عن نصف مستوى تحصيل تلاميذ الأقليات العرقية كالهنود او الصينيين؛ او توفير فرص عمل او تخصيص ميزانية لاعادة بناء وتعمير وتحديث مناطق المسلمين الفقيرة في المناطق الصناعية.quot;
وبينما اعترف اللورد، الذي يحسب من انصار بلير، رغم اختلافه معه في مسائل كالحرب في العراق والتحالف مع الرئيس جورج بوش، ان هناك بين مسلمي بريطانيا متطرفين يريدون عزل المسلمين عن بقية المجتمع، ويريدون افتعال صدامات عنيفة مع الغير، فانه اتهم بلير وحكومته بنكران الجميل .
quot; انا وزملائي من الناشطين بين المسلمين، عملنا بجهد بين المسلمين بعد احداث 7 يوليو المؤسفةquot;، وقال اللورد احمد مضيف اquot; ولم اتلق او احد من المسلمين برقية شكر او كلمة ثناء من بلير او من براون او اي من الوزراء.....تجدهم فقط يركبون موجة انتقاد المسلمين.quot;
واضاف انه، وكثير من المسلمين، يخوضون الجدل حول الاندماج الثقافي الكامل في المجتمع البريطاني الأكبر، وحول قضايا اساسية مثل النقاب، quot; دون ان يتدخل الغير في شؤونناquot;؛ لكن مذيع البي بي سي، اوقفه عند نقطة quot; تدخل الغيرquot; متسائلا عما اذا كان يعترض على اشتراك الساسة المنتخبين، الذين يمثلون المسلمين في دوائرهم في خوض الجدل؟
ورد اللورد احمد بانه لايعترض، لكن يجب ان يوزاي انتقاد الساسة لما يقدمونه من ايجابيات للفقراء في المجتمع، قائلا ان المسلمين من اشد فئات المجتمع البريطاني فقرا، وترتفع بين الشباب نسبة البطالة وكان يتوقع ان يرى اهتماما اقتصاديا وخطوات عملية من جانب بلير ووزير المالية براون لتمويل هذه المناطق وتنشيطها اقتصاديا وتجاريا، حتى لا ينزلق الشباب نحو الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وفي الوقت نفسه تساءل دافيد دافيز، وزير داخلية الظل في حزب المحافظين المعارض، عما اذا كان عدد من زعماء المسلمين ومن الائمة الانعزالين فرض نظام التفرقة العنصرية هنا في بريطانيا بتشجيعهم الجيتوهات الثقافية وانغلاقيتها على المسلمين ؛ وذلك في مقال رأي له في صحيفة quot;الصانداي تلغرافquot; العريقة.
لكن دافيز وزع الاتهامات بالتساوي على زعماء المسلمين، وعلى حكومة بلير العمالية، متهما ايها بغياب سياسة واضحة في التعامل مع المشلكة، تجلت في صمت الحكومة وعدم اتخاذها موقف واضح من اقلية متطرفة دعت الى القتل وسفك الدماء اثناء مظاهرة احتجاج على رسومات الكاريكاتير في صحيفة دانيماركية، رغم مافي دعوة المتطرفين من خرق واضح لعدد من قوانين البلاد، والذي ادى ايضا الى الإساءة لغالبية المسلمين المسالمين.
وحذر دافيز من انزلاق الحكومة، سعيا وراء الصوت الانتخابي الغوغائي الى فرض قيود على حرية الرأي والتعبير، بدلا من حوار قومي علني مفتوح يشمل جميع طوائف الأمة وعل كل مستواياتها.
مقال دافيز كاملا :http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2006/10/15/do1509.xmlamp;sSheet=/opinion/2006/10/15/ixopinion.html )
التعليقات