إقرأ أيضا
خطاب بلير: أكثر من زاوية
عادل درويش من لندن : يخطط رئيس الوزراء البريطاني العمالي توني بليرللبقاء في منصبه حتى نهاية العام السياسي القادم في صيف2007 ، وتعمد الا يدعم وزير المالية جوردون براون علنا، ويخطط لخليفة يؤكد استمرار سياسته الوسطية اما بتولي وزير المعارف آلان جونسون او وزير الداخلية جون ريد، حسب مصادر قريبة من زعامة الحزب.

وفسرت هذه المصادر عدم مصافحة الزعيم البريطانيبلير لـ براون على منصة اللقاء السنوي امس بعد خطابه، الذي وصفه المعلقون بانه افضل واهم خطب زعماء العمال في العصر الحديث، بانه اراد ان يرسل اشارة واضحة الى الحزب بالتفكير مليا في من سيخلفه. وعدد بلير انجازات الحزب التي يعود الفضل فيها لخطه السياسي الذي انحرف به نحو يمين الوسط بعيدا عن سياسات اليسار التي أدت الى هزيمة العمال في انتخابات عام 1979 وبقائهم خارج السلطة لـ 18 عاما. ويرى المراقبون ان قائمة الانجازات هذه التي رددها بلير بمثابة تحذير لليسار، والذي يدعم براون، بان عودة سياسة الحزب الى هذا الخط قد تؤدي به الى الفشل في انتخابات عام 2010.

ومن المتوقع ان يبقي بلير في داوننج ستريت وزعامة الحزب حتى نهاية شهر أيار(مايو) المقبل او الاسابيع الأولى من حزيران (يونيو)، وذلكلخوض الانتخابات المحليات والبلديات تحت زعامته. وحسب اللوائح الداخلية لحزب العمال، فإن الكلية الانتخابيةالمكونة من النواب البرلمانيين، وممثلي الاتحادات العمالية، وممثلي الدوائر، والمجلس القومي التنفيذي، التي تقوم بتقديم المرشحين للزعامة للتصويت عليهم، يستغرق عملها شهرين، والسنة السياسة تنتهي في الأسبوع الثالث من حزيران المقبل، عندما يبدأ البرلمان اجازته السنوية، وهذا يعني عدم تمكن الكلية الانتخابية من اختيار زعيماثناء العام السياسي.
ويقصد بلير من ذلك ان يحطم الرقم القياسي لمارجريت ثاتشر، ويبقي في داوننج ستريت عشرة سنوات، وايضا يثار في الحزب نقاشا حول الشخص الأفضل لحمل التركة والمضي بسفينة العمال حسب خريطة الملاحة التي رسمها هو ومؤيدوه.

واشارات بلير بتعديد انجازات وزارة الداخلية في مكافحة الارهاب والتحذير من تنامي شعور معاداة الأميركيين ndash; وهو من ايدولوجية يسار الحزب التقليديةndash; وخطورة الارهاب العالمي على بريطانيا، يعتبر تقديما ضمنيا لوزير الداخلية الدكتور جون ريدوهو من اتباع بلير المخلصين. كما ان تركيزه على التعليم واهمية الدراسة للحاق بالعالم وفتح ابواب بريطانيا للبحوث العلمية والبيولوجية التي يحظرها القانون الأميركي، هو ايضا اشارة ضمنية الى اهمية برنامج وزير المعارف الان جونسون.
ولذا تتوقع المصادر ان يشهد العام السياسي المقبل، الذي يبدأ بعد أسابيع، اعداد وسط حزب العمال لقيادة جديدة من جون ريد وآلان جونسون نائبا له او العكس لمنع براون من تولي الزعامة ، خاصة مع تناقص شعبيته في استطلاعات الرأي.