خبير إقتصادي:باريس 3 لن ينجح إلا بالاصلاح
نجاح مؤتمر مساعدة لبنان مرهون بتقديم الهبات

إقرأ أيضا

الدعم الفرنسي لباريس 3 وهواجس العرقلة

ريما زهار من بيروت: إعلان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عقد المؤتمر العربي والدولي لمساعدة لبنان في 15 كانون الثاني (يناير) يطرح السؤال عن توقيت المؤتمر ومدى استجابة العرب والاجانب له، وهل سيشهد اقبالًا من قبل الدول المانحة في ظل استمرار الخضات الأمنية في لبنان وعدم اكتمال الخطة الاصلاحية للحكومة. من جهة أخرى تبرز مساعدات الضاحية الجنوبية والجنوب والمشاكل الأمنية المتكررة التي قد تؤثر بشكل سلبي جدًا على اقتصاد لبنان، في حين يتم الحديث عن تأثير اقتصادي ايجابي لليونيفيل في الجنوب من خلال صرفهم الاموال فيه وبالتالي مساعدة خزينة الدولة.
يقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة لquot;إيلافquot; من الناحية الجغرافية اذا انعقد المؤتمر في بيروت او باريس فالامر سيان، والمعروف اليوم ان بيروت بعد الحرب التي شاهدناها في تموز(يوليو) الماضي باتت تُخيف الدول والمنظمات التي أصبحت مترددة في القدوم الى بيروت، لان هناك انطباعًا خارجيًا بان الاوضاع لم تستقر، وهذا امر صحيح لاننا لسنا في وضع وقف اطلاق نار بل في وضع نزاعات، وبالتالي من الافضل في هذه الفترة عقد المؤتمر خارج بيروت، اجتذابًا للمساعدات الكبيرة، ونقل المؤتمر من بيروت الى باريس خطوة ايجابية لان المؤتمر لا يمكن ان ينجح من دون دعم فرنسا وقيادتها له، فليُعقد في فرنسا افضل.

نجاح

اما هل يتوقع نجاحًا لهذا المؤتمر؟ يجيب حبيقة:quot;كي ينجح يجب ان تقوم الحكومة اللبنانية بامور كثيرة لم تفعلها حتى الآن، يجب ان تنتهي من موازنة 2006 فقد انتهى العام ولم تكتمل، يجب ان يتم البدء بموازنة 2007 والبرنامج الاصلاحي ليس موجودًا حتى الآن، وبالتالي اذا سُئلت اليوم هل هناك مقومات للنجاح أجيب بالنفي، لكن هذا لا يعني ان كل هذه الامور ممكن ان تستكمل خلال الشهرين المقبلين، ولكن علينا ان نعرف لماذا تتأخر الموازنات، يجب ان تعرض كل هذه الامور على المجلس النيابي واللبنانيين وتحتاج الى وقت اذ لا يمكن quot;سلقquot; مؤتمر كباريس 2، وبالتالي المؤتمر لن ينجح الا اذا قامت الدولة بالاصلاح.
اما التوقيت فارى ان 15 كانون الثاني(يناير) هو موعد قد تكون الحكومة استبقته في هذا الموضوع، لان مدة 3 اشهر ليست كافية جدًا خصوصًا وان عيد الفطر على الابواب ومن ثم الاعياد المسيحية، وممكن القول ان هناك تسرع في التاريخ، ولكن اذا ما حدد هذا الموعد كي يشكل دافعًا للامر فهذا جيد بحد ذاته.

العرب والاجانب

اما هل سيستجيب العرب والاجانب لهذا المؤتمر بزخم؟ يجيب حبيقة:quot;اليوم هناك عطف عالمي على لبنان، وبرأيي المؤتمر ما كان لينعقد لولا نية، خصوصًا لدى الدول العربية، بالمساعدة، ولكن الامر يتوقف على الثلاثة اشهر والتي من خلالها سنعالج موضوعنا الداخلي، اهم ما في الموضوع ان تأتينا اموالًا بشكل هبات، لان لبنان غير قادر على الاقتراض ابدًا، وبالتالي هل الدول اليوم مستعدة لاعطائنا هذه الهبات، بمقدار 6 مليارات دولار؟ المؤشرات العالمية حتى الآن لا تؤكد ذلك ولكن نأمل بعد فترة ان يظهر الاستعداد لاعطائنا مساعدات وهبات.

مساعدات الضاحية

وردًا على سؤال عن مساعدات الضاحية الجنوبية والجنوب هل تؤثر على ميزانية الدولة يقول حبيقة:quot;كلا لانني اعتقد ان معظمها تأتي عبر هبات خارجية وليس من مالية الدولة العامة، وبالتالي لن تؤثر كثيرًا، ويبقى هناك تأثيرًا جزئيًَا.

الخضات الامنية

عن تأثير الخضات الامنية وكان آخرها استهداف وسط بيروت على اقتصاد لبنان يشير حبيقة الى انه تأثير سلبي جدًا لان الدول ستتردد في القدوم الى بيروت، لان الامور الامنية تؤثر على الاقتصاد كثيرًا. من هنا هناك تخوف على امن لبنان واقتصاده دون ان ننسى الكلام المتكرر عن الاغتيالات والتفجيرات.
ويؤثر الامر كذلك على كميات المساعدات التي قد يحصل عليها لبنان، لان من يعتقد ان البلد لا يزال مركزًا للتفجير والاغتيالات لن يهمه ان يهب اموالًا الا اذا كان الوضع هادئًا.

اما هل سيشهد لبنان عودة للسياح العرب خصوصًا خلال فترة الاعياد؟ يجيب حبيقة:quot;الامر غير وارد حتى الآن بكل صراحة، فلن يكون الموسم قويًا على عيد الفطر المبارك فيكفي صاروخ بناية العسيلي كي يلغي الجميع حجوزاته وبالتالي لا يظهر ان لبنان سيستقطب السياح في الاعياد المقبلة.

موازنة

في ارقام موازنة العام 2006 هناك نسبة العجز وصلت الى حدود ال45% الى اين نحن سائرون مع هذا العجز؟ يقول حبيقة:quot;سائرون سلبًا للاسف لان لدينا دين عام تخطى ال40 مليار دولار وعجز 45% والعام المقبل قد يكون العجز اكبر وبالتالي سائرون نحو الاسوأ الا اذا هذه المساعدات اتت بشكل كاف، والدولة حزمت امرها بالاصلاحات، واذا بقينا على حالنا سنتوجه الى مستقبل فيه مشاكل كبيرة منها البطالة وعدم الاستثمار وزيادة الفقر وبالتالي الموضوع السياسي الاقتصادي والاجتماعي كله يتأثر سلبًا.

اليونيفيل

عن تأثير اليونيفيل من خلال صرفهم الاموال في جنوب لبنان على اقتصاده لا يعطي الدكتور حبيقة اهمية لهذا الموضوع ويعتبره موضوعًا اُعطي اهمية كبيرة في الاعلام ولا يستأهل كل هذه الضجة، ولا اعتقد ان اليونيفيل يؤثرون على الوضع الاقتصادي باي نسبة تذكر، لانهم يأتون ببضائعهم من الخارج.