هل أثرت الحرب على علاقات واشنطن وتل أبيب؟
رئيس معهد بيرس للسلام: لنقل (لا) للأميركيين
خلف خلف من رام الله: على مدار سنوات مضت، نمت بين واشنطن وتل أبيب علاقة عضوية وطيدة تبادل الطرفان من خلالها المصالح والخدمات، وبعد حرب لبنان الثانية تناول الكثير من الكتاب والمحللين أبعاد وتأثيرات الحرب على العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين، ولم تتوان بعض الأصوات في إسرائيل عن التلويح بأن الحرب كانت أميركية- إيرانية بالمقام الأول، ولوحظ هذا الأمر في ارتياب المحللين العسكريين والكتاب الإسرائيليين من بواعث وأفعال الإدارة الاميركية بعد هزال نتائج الحرب.


ولكن رغم العلاقات الحميمة بين الإدارة الاميركية وإسرائيل إلا أن خيطاً من الغموض يبقى يخيم على مدى متانة هذه العلاقات واتساق الأهداف بين الجانبين في جميع القضايا والملفات على الصعيد الدولي، فقد كتب أوري سبير رئيس معهد بيرس للسلام يوم أمس الأربعاء يقول: لنقل (لا) للاميركان، موضحاً أن أميركا تضيق على إسرائيل على المسارين الفلسطيني والسوري لكن مصلحة إسرائيل قد تخالف مصلحة الأمريكيين لذا عليها أن ترفض الضغط الأميركي.
وأضاف سبير يقول: أعلنت حكومات إسرائيل في الماضي بأنها لن تخضع للضغط الأميريي فيما يتصل بالمسيرة السلمية في الشرق الأوسط. كان الافتراض أن الإدارة الأميركية ستضغطنا لإحداث تخليات ذات شأن من اجل تقديم عملية السلام. يوجد اليوم ضغط أميركي من نوع آخر، يهدف إلى منع إسرائيل إحداث تخليات يمكن لها أن تدفع بعجلة السلام إلى الأمام. لا يجب الخضوع لضغط من هذا النوع غيضا.


وأضاف: في السياق الفلسطيني يصر الأميركيون على تطبيق كامل لخريطة طريق الرباعية. يعلم كل إنسان ذي عقل، أن المرحلة الأولى من خريطة الطريق لا يمكن تطبيقها اليوم في ضوء علاقات القوى بين فتح وحماس. أبو مازن وحاشيته ليسوا قادرين على حل القاعدة الإرهابية لحماس. quot;إذا كانت إسرائيل ترغب في العملية السلمية، فعليها أن تكتفي بوقف تام لإطلاق النار وبوقف تام لكل الأعمال الإرهابية من الجانب الفلسطيني. عندما يلتقي رئيس الحكومة أولمرت والرئيس أبو مازن يكفي أن يُعلنا، بالإضافة إلى تبادل الأسرى وإطلاق جلعاد شليت، عن تجديد التفاوض السياسي على أساس الاتفاقات القائمة. تشتمل هذه الاتفاقات على وقف الإرهاب، والاعتراف بإسرائيل وحل الاختلافات بالتفاوض فقط لا بطرق العنفquot;. على حد تعبير سبير.


والذي تابع قائلا في مقاله له: في السياق السوري يعارض الرئيس بوش ووزيرة الخارجية رايس بقوة كبيرة التفاوض الإسرائيلي - السوري. بمقابلة ذلك توجد لنا مصلحة استراتيجية في حل محور الإرهاب: إيران، وسوريا، وحزب الله وحماس. سنستطيع فعل ذلك بالتفاوض السياسي مع السوريين، الذي يقترحه من آن لآخر رئيس سوريا الأسد. من المفهوم أن علينا في التحضير للتفاوض أن نطلب إلى السوريين أن يكفوا عن تأييد حماس وحزب الله.
وأضاف: هذه مصالح استراتيجية من الطراز الأول بالنسبة إلى إسرائيل. علينا أن نفجر الجرح المُمِّد الفلسطيني وأن نتوصل إلى تسوية دولتين تعيش احداهما بجانب الأخرى بسلام وبأمن. وكذلك علينا أن نستعمل التفاوض مع سوريا لإحداث أداة ضغط لتسوية شاملة في الشرق الأوسط، هي الضمان لأمن إسرائيل.


واختتم حديثه قائلا: يحيك في النفس أن سياسة إدارة بوش تهدف إلى تقوية العالم في الاتجاه إلى الدمقرطة والتحلل من الإرهاب، من اجل أن تصبح الدول جزءا من الطيف المشايع للغرب في العالم. من اجل ذلك يُستعمل الضغط على دول مختلفة وتتم محاولة منع الشرعية عنها. مصلحة إسرائيل مغايرة، بعد حرب لبنان الثانية على التخصيص، عندما أصبحت التسويات السياسية السور الواقي ذا القدرة الكامنة لإسرائيل. لا يجوز لنا في هذه المرة أيضا الخضوع للضغط الأميركي. في واقع اليوم علينا أن نظهر من المرونة أكثر مما تتوقع منا صديقتنا الكبيرة، على حد قوله.