دارفور: السودان يحتج بشدة على تقرير يان برونك

توني بلير يدعو الى المزيد من الحزم مع الحكومة السودانية

الخرطوم: اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التزام بلادها بالعمل مع حكومة الوحدة الوطنية في السودان لبناء سودان موحد ينعم بالسلام والاستقرار. وشددت في رسالة لنظيرها السوداني لام اكول اليوم على ان واشنطن ستستمر في العمل لمساعدة السودان في التطبيق الكامل لاتفاقيتي السلام الخاصتين بالجنوب واقليم دارفور.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية علي الصادق في تصريح صحافي ان رايس اعربت في رسالتها عن الامل في ان تفضي الجهود السودانية -الاميركية المشتركة إلى تحقيق السلام في دارفور ودعم وحدة السودان.

وتأتي الرسالة في الوقت الذي انهي المبعوث الاميركي الخاص للسودان اندرو ناتسيوس زيارة استمرت مدة اسبوع للسودان هي الاولى منذ تعيينه الشهر الماضي.

واجري ناتسيوس خلال زيارته سلسلة من الاجتماعات مع مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين والقادة السياسيين والدينيين وقادة المجتمع المدني والمنظمات غيرالحكومية في الخرطوم وجنوب السودان واقليم دارفور. وقال ناتسيوس في تصريحات صحافية ان هدف زيارته الاولى للسودان هو الاستماع للسودانيين وانه قام بنقل وجهة نظر السياسية الاميركية التي تتضمن التحرك نحو قوة حفظ سلام فعالة واستقرار سياسي لأزمة دارفور وحماية المدنيين العزل من المزيد من العنف.

وغادر ناتيوس البلاد متوجها الى القاهرة حيث سيلتقي مسؤولين رسميين مصريين وآخرين في جامعة الدول العربية على ان يبلغ الرئيس بوش ووزيرة الخارجية رايس بنتائج زيارته واقتراح ما يجب اتخاذه من سياسات.

واكدت تصريحات المسؤولين السودانيين الذين التقاهم ناتيوس موقف الخرطوم الرافض لاستقدام قوات دولية الى دارفور الا انها تحدثت عن الرغبة في مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

ناتيوسفي القاهرة

في هذا الاطار، ذكرت وزارة الخارجية الاميركية ان ناتسيوس وصل الى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولي جامعة الدول العربية حول وسائل احلال الامن في دارفور.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي ان ناتسيوس quot;قد غادر لتوهquot; السودان، حيث قام بزيارة استمرت اسبوعا، وهي الاولى منذ تعيينه مطلع الشهر الجاري مبعوثا خاصا للرئيس جورج بوش الى دارفور.

وخلال زيارته التي قادته الى الخرطوم وجوبا (الجنوب) ودارفور (غرب)، زار معسكر نيالا للاجئين. ولم يلتق ناتسيوس الرئيس عمر البشير، كما اوضح كايسي.واضاف المتحدث quot;يؤسفنا ان ذلك لم يكن ممكنا خلال هذه الزيارةquot;.

واكد المتحدث ان ناتسيوس يأمل في الا تقتصر محادثاته في القاهرة مع مسؤولين مصريين بل تشمل ايضا مسؤولين في جامعة الدول العربية.واوضح كايسي ان quot;الجامعة العربية قدمت بعض الافكار واجرت بعض المناقشات حول الطريقة التي يمكنها بواسطتها المساهمة في المهمة المعززة للاتحاد الافريقي التي يمكن ان تؤدي الى مهمة للامم المتحدةquot;.

وتمارس واشنطن ضغوطا لنشر قوة سلام في دارفور تتألف من 17 الف جندي وثلاثة الاف شرطي قرر مجلس الامن انشاءها في اواخر آب/اغسطس الماضي. ويفترض ان تحل قوة الامم المتحدة هذه محل قوة الاتحاد الافريقي، لكن الرئيس السوداني يعارض ذلك.

ومنذ بداية النزاع بين المجموعات المتمردة وميليشيات الجنجويد المتحالفة مع الجيش السوداني في شباط/فبراير 2003، قضى 200 الف شخص على الاقل بسبب المجاعة والمعارك والامراض في دارفور، كما تقول الامم المتحدة.

من جهة اخرى، سئل المتحدث عن الخلاف بين موفد الامم المتحدة في الخرطوم يان برونك والجيش السوداني الذي اعلنه شخصا غير مرغوب فيه، فقال quot;ان برونك هو موفد الامم المتحدة هناك. وانا مقتنع بأنه سيتابع مهمته ويتحمل مسؤولياتهquot;.

وقد احتجت الحكومة السودانية بشدة اليوم على كلام برونك الذي اكد في تقرير له اخيرا ان الجيش السوداني تعرض لهزائم في دارفور، من دون ان تصل الى حد ان تطلب منه مغادرة السودان كما فعل الجيش.