الياس توما من براغ: يختار الناخبون في بلغاريا غدا الأحد رئيسا لهم من بين سبعة مرشحين سيتنافسون في هذه الانتخابات من مختلف ألوان الطيف السياسي. وتشير نتائج استطلاعات الرأي المختلفة التي نشرت في العاصمة البلغارية صوفيا إلى أن الرئيس الحالي جورجي بارفانوف الذي يبلغ من العمر 49 عاما يمتلك الفرصة الأكبر لتجديد ولايته الدستورية إذ تشير هذه الاستطلاعات إلى أن الفارق سيكون كبيرا بينه وبين أقوى منافس له من بين المرشحين الستة الآخرين وهو زعيم الحزب القومي المتطرف quot; اتاكا quot; فولين سيدروف .

ووفق هذه الاستطلاعات فان بارفانوف المدعوم من قبل الحزب الاشتراكي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم وائتلاف من اجل بلغاريا اليساري يمكن أن يحصل على نسبة من الأصوات تتراوح بين 40ــ 55% فيما يمكن أن يحصل سيديروف على نصف ما يمكن ان يحصل عليه بارفانوف أي بين 22ــ 28% أما ممثل اليمين نيديلتشو بيرونوف فيمكن له أن يحصل على نسبة تتراوح بين 13ــ 18%.

وبالنظر لكون مختلف الاستطلاعات أشارت إلى أن نسبة المشاركة ستكون ضعيفة أي اقل من النسبة المطلوبة لاعتبار الانتخابات ناجحة من حيث المشاركة وفق القانون الانتخابي البلغاري وهي أكثر من 50% من عدد الذي يحق لهم التصويت ينتظر أن يتم تنفيذ إجراء جولة ثانية في 29 من هذا الشهر بين أقوى مرشحين من جولة الغد .

وعلى الرغم من أن فرص سيديروف بالفوز في الانتخابات الرئاسية البلغارية تعتبر ضعيفة جدا إلا أن حلوله في الاستطلاعات بالمرتبة الثانية من حيث الشعبية يعتبر نجاحا ثانيا واضحا لحزبه الذي نجح في الانتخابات البرلمانية العام الماضي في الحصول على 8% من أصوات الناخبين .

وقد اشتهر سيديروف بعبارات مثل quot;بلغاريا للبلغاريين quot; وبالشكوى من quot; المؤامرة اليهودية ضد الأرثوذكس البلغار كما وعد بالعمل على إلغاء استخدام اللغة التركية في أخبار التلفزيون البلغاري الحكومي.

ويرى المراقبون في صوفيا أن الرئيس الحالي قد قام بدوره في الولاية الدستورية الأولى بشكل جيد الأمر الذي لا تنكره حتى المعارضة فقد تصرف بشكل محايد ومثل بلده بشكل لائق وكان متسامحا تجاه الأقليات القومية ولذلك يشكل الضمانة أيضا بالنسبة للأقلية التركية وللأقلية الغجرية في بلغاريا . وتكمن قوة بارفانوف في هذه الانتخابات أيضا من محدودية شعبية سيديروف ومن أن المرشح الثالث نيديلتشو بيرونوف البالغ من العمر 78 عاما والذي يترأس المحكمة الدستورية لا يتم قبوله من دون تحفظ وذلك بسبب نقص التجربة السياسي له ولذلك فان جزءا من اليمين سيصوت لصالح بارفانوف .

ولا يبدو أن مرشح اليمين بيرونوف سيساعده الدعم العلني الذي أعلنه له محافظ العاصمة صوفيا بوييك بوريسوف الواسع الشعبية في البلاد والذي ينتظر أن يصبح رئيسا للحكومة في المستقبل. وقد تردد بوريسوف طويلا فيما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة أم لا ولذلك قرر في اللحظات الأخيرة عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية . ويبدو انه فعل ذلك لصالح طموحه الأكبر بالوصول إلى مقعد رئاسة الحكومة الذي يعتبر من حيث الصلاحيات التنفيذية أوسع من صلاحيات رئيس البلاد لان بلغاريا تتبنى نظاما جمهوريا برلمانيا وبالتالي فان صلاحيات رئيس الجمهورية تعتبر تمثلية أكثر منها تنفيذية .