أسامة مهدي من لندن: قال باحثون وسياسيون ومثقفون عراقيون ان احد الاسباب الرئيسة للمازق الذي يعيشه بلدهم حاليا وعواقبه هو السياسات الخاطئة التي مارستها ولا تزال الولايات المتحدة الأميركية وأعتماد مبدأ المحاصصة الطائفية في النظام السياسي الراهن وتدخل المؤسسات الدينية في شؤون الدولة اضافة الى ضعف وتراجع دور التيار الوطني الديمقراطي خصوصاً العربي وعجز السلطات الثلاث لاسيما الحكومة عن احتواء الموقف وتنفيذ بنود برنامجها الذي تعهدت به وتلكئها في الحوار الوطني وحل الميليشيات ومكافحة الفساد المالي والاداري وأنهاء الاوضاع الشاذة في كركوك.

جاء ذلك في بيان ختامي صدر اليوم اثر اجتماعات استمرت يومين في لندن بمشاركة اكثر من مائة سياسي وباحث واكاديمي عراقي خلال مؤتمرعلمي عقد في لندن تحت عنوان الدولة المدنية الاتحادية والسلم الأهلي في المرحلة الراهنة وخلص الى صياغة وثيقة مراجعة نقدية للمسيرة السياسية في بلدهم منذ التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003.

واشار البيان الذي ارسل نصه الى quot;ايلافquot; اليوم ان البحوث والمناقشات التي جرت خلال المؤتمر ناقشت المأزق الذي تعانيه العملية السياسية في العراق والناجم عن السياسات الخاطئة التي مارستها ولا تزال تمارسها الولايات المتحدة الأميركية وأعتماد مبدأ المحاصصة الطائفية في النظام السياسي الراهن وتدخل المؤسسات الدينية في شؤون الدولة والسياسات والممارسات الحزبية الضيقة والدور المتفاقم للميليشيات والجماعات المسلحة والتدخل السافر لدول الجوار وتحول العراق الى قاعدة للأرهاب العالمي مما وضع البلاد في بدايات حرب أهلية.

وشدد البيان على ان تجربة الفترة المنصرمة تؤكد أهمية وضرورة تعزيز العمل المشترك والتضامن بين القوى الديمقراطية الكردستانية والقوى الديمقراطية العراقية الأخرى . وخلص المؤتمرون الى اهمية عقد مؤتمر في أقرب فرصة ممكنة للقوى والشخصيات الديمقراطية والليبرالية وكلفوا لجنة دعم الديمقراطية بالتحرك في هذا الأتجاه .. وفيما يلي نص البيان الختامي :

البيان الختامي لمؤتمر
الدولة المدنية الأتحادية والسلام الأهلي

بدعوة من لجنة دعم الديمقراطية في العراق عقد في لندن خلال يومي 27-28 تشرين الأول (اكتوبر ) 2006 مؤتمر حول الدولة المدنية الأتحادية والسلم الأهلي، شاركت فيه نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية العراقية من داخل بريطانيا وخارجها، وحضر عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي جانبا من جلسات المؤتمر .

ناقش المؤتمرون محاور الطائفية السياسية، العشائرية، هجرة الريف الى المدينة، العوامل الخارجية المؤثرة على السلم الأهلي، المشاكل الأقتصادية الأجتماعية الثقافية، الميليشيات، الأرهاب، الحوار والمصالحة الوطنية، أسس بناء الدولة المدنية، الفيدرالية، المسار السياسي بعد سقوط النظام الدكتاتوري، وتفعيل دور القاعدة السياسية والأجتماعية للدولة المدنية. وتناولت البحوث والمناقشات المأزق الذي تعانيه العملية السياسية في العراق، والناجم عن السياسات الخاطئة التي مارستها ولا تزال تمارسها الولايات المتحدة الأميريكية، وأعتماد مبدأ المحاصصة الطائفية في النظام السياسي الراهن، وتدخل المؤسسات الدينية في شؤون الدولة، والسياسات والممارسات الحزبية الضيقة، والدور المتفاقم للميليشيات والجماعات المسلحة، والتدخل السافر لدول الجوار، وتحول العراق الى قاعدة للأرهاب العالمي، مما وضع البلاد في بدايات حرب أهلية، وستتولى لجنة دعم الديمقراطية نشر البحوث والمناقشات.

وبحث المؤتمرون تدهور الأوضاع الأمنية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية والتعليمية والبيئية، وتصاعد البطالة بنسب مخيفة، وآثارها الكارثية على المجتمع. ويجسد هذا الوضع عجز السلطات الثلاث، لاسيما الحكومة عن احتواء الموقف، وتنفيذ بنود برنامجها الذي تعهدت به، وتلكئها في الحوار الوطني وحل الميليشيات ومكافحة الفساد المالي والاداري، وإتخاذ الخطوات العملية لأنهاء الاوضاع الشاذة في كركوك .

وتوصل المؤتمرون الى ان احد الاسباب الرئيسة لهذا المأزق وعواقبه، وجود خلل خطير في المعادلة السياسية يتمثل في ضعف وتراجع دور التيار الوطني الديمقراطي ، خصوصاً العربي الذي يشكل مع نظيره من القوميات الاخرى، ولاسيما الكردي ، الرافعة الحقيقية المأمونة للدولة المدنية الأتحادية، وبحثوا سبل إنهاض وتفعيل هذا التيار عبر تعزيز العلاقات بين قواه وشخصياته وفق برنامج وطني وديمقراطي وأليات عمل مشتركة .

إن تجربة الفترة المنصرمة تؤكد أهمية وضرورة تعزيز العمل المشترك والتضامن بين القوى الديمقراطية الكردستانية والقوى الديمقراطية العراقية الأخرى . وخلص المؤتمرون الى اهمية عقد مؤتمر في أقرب فرصة ممكنة للقوى والشخصيات الديمقراطية والليبرالية، وكلفوا لجنة دعم الديمقراطية بالتحرك في هذا الأتجاه .

ومن جهته قال الدكتورعلي حنوش عضو لجنة دعم الديمقراطية في العراق المنظمة للمؤتمر والتي تتخذ من لندن مركزا لنشاطها لquot;ايلافquot; ان اليوم الاول منه قد شهد بحث موضوع (الدولة المدنية الاتحادية والسلام الاهلي في العراق) فيما جري في اليوم الثاني صياغة الوثيقة البرنامجية عن المرحلة السياسية منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين .. وعلى الوجه التالي :

اليوم الأول :
الجلسة الصباحية: توزع الحضورعلى ورشتين .
الجلسة المسائية : النقاش في محاور الورشتين .

الورشة الاولى: درست السلم الأهلي في المرحلة الراهنة ومحاورها :
1- الطائفية السياسية .
2- العشائرية وهجرة الريف الى المدينة .
3- العوامل الخارجية .
4- المشاكل الاقتصادية, الاجتماعية والثقافية .
5- الميليشيات, الارهاب, الحوار والمصالحة الوطنية .

الورشة الثانية: ناقشت الدولة المدنية الاتحادية ومحاورها :
1- اسس بناء الدولة المدنية .
2- الفيدرالية .
3- المسار السياسي بعد سقوط النظام 9 نيسان .
4- تفعيل دور القاعدة السياسية والاجتماعية لهذه الدولة .

اليوم الثاني:
الجلسة الصباحية :
* لجنة مصغرة اعدت (الخطوط العامة) الركائز الاساسية للوثيقة البرنامجية من قبل لجنة دعم الديمقراطية .
bull;نقاشات جرت لتطوير الوثيقة .

جلسة بعد الظهر :
تمت مناقشة الصيغة النهائية للوثيقة البرنامجية واقرارها .