واشنطن: رغم ان الرئيس الاميركي جورج بوش لم يعد يتباهي بالتعاون القائم بينهما، لا يزال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني مصرا على الحفاظ على موقعه في الحملة الجمهورية للانتخابات التشريعية الاميركية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر.ووفق احصاءات الحزب الجمهوري شارك تشيني منذ كانون الثاني/يناير 2005،في 114 اجتماعا لحشد الدعم المالي اتاحت جمع حوالي 40 مليون دولار لصالح المرشحين الجمهوريين الذين يشاركون في الانتخابات التشريعية في مجلسي النواب والشيوخ في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وبالمقارنة، شارك الرئيس جورج بوش في 81 اجتماعا اسفرت عن حصيلة مقدارها 189 مليون دولار، فيما شاركت لورا بوش ب46 اجتماعا كانت حصيلتها 15 مليونا لصالح الجمهوريين.وتبدو مهمة نائب الرئيس واضحة اذ يتوجه اساسا الى قواعد الحزب الجمهوري الملتزمة لحثها على التصويت في وقت تبدو فيه الظروف غير ملائمة لحزب ادارة الرئيس بوش التي تواجه آثار تدهور الوضع على الساحة العراقية.

ويسعى خصوم الجمهوريين في الحزب الديموقراطي للسيطرة على الاغلبية في الكونغرس ويحتاجون لذلك للفوز بخمسة عشر مقعدا في مجلس النواب الذي سيتم تجديد جميع مقاعده ال435 وستة مقاعد في مجلس الشيوخ الذي ستجرى الانتخابات على 33 من مقاعده المائة.وتشمل الانتخابات ايضا 36 من اصل 50 منصبا من حكام الولايات.

ويعتبر اري فلايشر، الناطق السابق باسم البيت الابيض ان quot;تشيني لا يزال يتمتع بالكثير من الشعبية في القواعد الجمهورية وهو ناجع جدا في مجال جمع التبرعات. كما يملك القدرة ايضا على جذب الصحافة ولفت الانتباه الى المرشحينquot;.

ويدافع تشيني بقوة عن غزو العراق الذي كان من مهندسيه الاساسيين، كما يدعم توجه البيت الابيض في مجال الحرب على الارهاب. وساند تشيني فكرة السماح باجراء تنصت على المحادثات الهاتفية في الولايات المتحدة منتقدا الديموقراطيين الذين اعتبر انهم يفتقدون الى الصلابة الكافية في مواجهة الارهاب.

و قد صرح تشيني لمجلة تايم quot;نحن نقوم باشياء جيدة حاليا. اؤمن بذلك بشدة. والرئيس يؤمن بذلك بشدة. العالم بوضع افضل منذ صار صدام حسين في السجن ويحاكم امام القضاء بدل ان يكون في السلطةquot;، مضيفا quot;سيكون من الصعب اكمال المهمة بيد انني اعتقد انه من المهم جدا ان نكمل العملquot;.

وردا على سؤال حول ردة فعله في ما اذا سيطر الديموقراطيون على مجلس النواب قال تشيني quot;لا اتوقع ذلك. انا متفائل واعتقد اننا سنستمر بالسيطرة على مجلس النواب ومجلس الشيوخ معاquot;.بيد ان تحرك ديك تشيني في اطار الحملة الانتخابية يبدو دقيقا وسط استمرار المصاعب في العراق وانخفاض معدل شعبية حزب الرئيس بوش الى ما دون 40% وتردد بعض اعضاء الكونغرس الجمهوريين في تبني خطه حول العراق.

ولم يأت جورج بوش الذي اعتاد خلال حملته الرئاسية عام 2004 المفاخرة بانه اختار quot;نائبا جيدا للرئيسquot;، على ذكر اسم ديك تشيني ولو مرة واحدة في اجتماعاته الانتخابية.

ويرى الديموقراطيون في عدم ابراز النشاطات التي يقوم بها تشيني لدعم حملة الجمهوريين عبر الصحافة دليلا اضافيا على تراجع نفوذ نائب الرئيس الاميركي.ويشير الناطق باسم الحزب الديموقراكي ستايسي باكستون quot;بامكان نائب الرئيس تشيني ان ينشط لجمع التبرعات لصالح مرشح ما بيد ان احدا لا يريد ان تؤخذ له صور معهquot;.

بالمقابل، رأى مسؤول في البيت الابيض ان تشيني لا يقوم بالكثير من النشاطات العلنية لانه يشارك في quot;نشاطات خاصة في اقامات خاصةquot;.