لندن- واشنطن : اعتبرت صحيفة الغارديان في عددها الصادر اليوم أن quot;بوش الآن لديه سلاحا واحدا في جعبته وهو الحكم بالإعدام على صدام حسين ؟ الذي أكد أجندة بوش حول الأمن القومي.quot; وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن الجمهوريين، الذين كانوا يعانون في استطلاعات الرأي، بدءوا بالتعويض شيئا فشيئا عن ذلك، لكن الديمقراطيين لا يزالون متقدمين.

وفي صفحة خاصة بالانتخابات، كتب المحلل سايمون تيسدال عن جدال واسع دار في الأيام الأخيرة بين شخصيات بارزة من المحافظين الجدد. فبعد تصريحات لعدد من هؤلاء، بمن فيهم دايفد فروم الذي كتب خطاب بوش حول quot;محور الشرquot;، وريتشارد بيرل المستشار السابق في البنتاغون، ألقت باللائمة على بوش للمصاعب في العراق، اعتبر بعض هؤلاء أن المجلة التي نقلت التصريحات قامت بتشويهها. كما اعتبر البعض الآخر أنه اشترط على المجلة ألا تنشر التصريحات قبل الانتخابات.

لكن الأهم من ذلك في ما كتبه تيسدال أن المحافظين الجدد باتوا مقتنعين بأن الفشل المحتمل في العراق سببه ليس فكرهم وعقيدتهم، بل سوء التنفيذ لدى فريق بوش الأمني. وهم شددوا على أنهم لا يزالون مؤمنين بالعقيدة التي روجوا لها قبل الحرب، مع اعترافهم بأنها ستعاني الكثير في الجيل القادم بسبب فشل التنفيذ.


واشنطن ترفض انتقادات الاوروبيين

من جهتها اكدت الولايات المتحدة انها لم تلعب اي دور في قرار المحكمة العراقية الحكم على الرئيس السابق صدام حسين بالاعدام، بينما رفضت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس انتقادات الاوروبيين لهذا الحكم.

وقال مسؤول اميركي في بغداد قريب من المحكمة التي مثل امامها الرئيس العراقي المخلوع quot;لا علاقة لنا على الاطلاق بالمحاكمة ولا بالاحكام التي صدرتquot;. واضاف هذا المسؤول الذي كان يتحدث عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة ان الولايات المتحدة quot;لم توص باصدار حكم الاعدام الذي هو قرار داخلي عراقي محضquot;. واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كاسي ان عقوبة الاعدام quot;عقوبة الاعدام ينص عليها القانون العراقي منذ بعض الوقت (...) ونحن نترك للجهاز القضائي العراقي والمحكمة الخاصة ان يقررا العقوبات الملائمةquot;.

وقد لقي حكم الاعدام انتقادات واسعة في العديد من الدول الاوروبية الحليفة للولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير احد اقرب حلفاء واشنطن انه يعارض عقوبة الاعدام quot;لصدام او لغيرهquot;. من جهته رأى وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما ان حكم الاعدام quot;غير مقبولquot;. وايطاليا هب واحدة من الدول الغربية القليلة التي تنشر قوات في العراق.
ولقي الحكم ادانة من الاتحاد الاوروبي والفاتيكان وروسيا ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان من بينها منظمة العفو الدولية وquot;هيومن رايتس ووتشquot;.

وقال مسؤولون اميركيون ساهموا في محاكمة صدام حسين لكنهم طلبوا عدم كشف هوياتهم لانهم ممنوعون من مناقشة هذه القضية علينا، ان حكم الاعدام مطابق لاتفاقات الحقوق المدنية الدولية التي تتعلق بمعالجة الجرائم الخطيرة. ورفض هؤلاء المسؤولون فكرة ان المحاكمة لم تكن عادلة او انها انتقامية من اجل مجموعات قمعت في عهد صدام حسين.
وقال مسؤول من بغداد quot;عندما اصدروا حكمهم، كان هناك تصويت بالاجماع من قبل القضاة الخمسة في المحكمة الذين يمثل كل واحد منهم واحدة من المجموعات الاتنية في العراقquot;.

واضاف مسؤول آخر ان quot;تحديد براءته او ادانته كان يعود للمحكمة ولم نحاول حتى التدخل في ذلكquot;. وصرح مسؤول من بغداد ايضا quot;لا علاقة لنا اطلاقا بالاحكام التي صدرت ولا بالعقوبات بحد ذاتهاquot;، مؤكدا مجددا ان quot;الحكم لم يصدر بتوصية من الولايات المتحدة بل كان قرارا عراقيا داخلياquot;. من جهتها، رفضت وزيرة الخارجية الاميركية الانتقادات الاوروبية لحكم الاعدام على صدام حسين. وقالت quot;هذه ليست مسألة اميركية وبصراحة لا يعود للاميركيين ولا للاوروبيين التعليق عليها. انه امر يقرره العراقيونquot;.
واوضحت رايس لشبكة التلفزيون الاميركية quot;فوكس نيوزquot; ان موقف الاوروبيين ضد عقوبة الاعدام quot;قديمquot; لكن لا علاقة له بالحكم الصادر على صدام حسين. وقالت quot;انها قضية عراقية وليست قضية اميركية او دوليةquot;. وانتقدت رايس بشدة الاتهامات بان واشنطن تدخلت في توقيت اعلان الحكم من اجل الانتخابات التشريعية الاميركية. وقالت quot;لا استطيع ان اتصور ان هناك من يفكر بامور كهذهquot;، معتبرة انها quot;اهانةquot; للعراقيين الذين يحاكمون صدام حسين.

من جهة ثانية، اشارت رايس الى ان القانون العراقي ينص على امكانية رفع دعوى استئناف. وقالت quot;سنرى ماذا سينجم عن هذا الاستئناف وسنرى كيف سيطبقون هذا الحكمquot;. وشددت رايس مجددا عى انها quot;مسألة عراقية وليست مسألة اميركية ولا دوليةquot;. اضافت ان quot;العراقيين يستحقون ان يقوموا بها بأنفسهمquot;. واستبعدت رايس خطر ازدياد اعمال العنف في العراق الذي اسهبت وسائل الاعلام في الحديث عنه، اذا ما نفذ حكم الاعدام شنقا بصدام حسين. وقالت quot;سنرى، لأن العراقيين يعرفون ما فعل بهم صدام حسين. ولم يفعل ذلك سوى بالشيعة، ولم يفعله سوى بالاكراد. ثمة ايضا عدد كبير من السنة الذين ألحق الأذية بهمquot;.