بيت حانون: كأن زلزالا مر من هنا
سمية درويش، خلف خلف: واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية والبرية على بلدات شمال قطاع غزة لليوم السابع على التوالي ، رغم إعلانه الانسحاب من بيت حانون منتصف الليلة الماضية ، في حين اعترفت تل أبيب بسقوط أربعة صواريخ من طراز quot;القسامquot; داخل العمق الإسرائيلي. وقتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين في ضربة جوية شنتها الطائرات الحربية على منطقة الواحة شمال غرب غزة ، بعد ساعات من سقوط ستة مواطنين في شمال القطاع.

وكان ثلاثة من المواطنين قضوا صباح اليوم في قصف صاروخي استهدف منزل النائب جميلة الشنطي في مخيم جباليا بينهم امرأة ، في حين قتل ثلاثة آخرين خلال مواجهات مشابهة ، ليرتفع عدد القتلى إلى 9 فلسطينيين. وأكدت حركة حماس ، أن الاحتلال فشل تماما في تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة من وراء اجتياحه لبيت حانون ، مشددة على أن الصواريخ الفلسطينية التي تذرع بها لممارسة اعتداءاتها تشتد كثافة وتصاعدا.

وقال النائب مصطفي البرغوثي رئيس كتلة فلسطين المستقلة ، بان إسرائيل دمرت كل شيء في بيت حانون ، حتى شبكات المياه والصرف الصحي وأعمدة الكهرباء والهاتف كلها أصبحت محطمة. وأكد البرغوثي خلال تفقده المناول المدمرة بالشمال ، بان إسرائيل واهمة إن كانت تعتقد بان ضرباتها ستركع الفلسطينيين ، مشيرا إلى ان تلك الهجمات تزيدهم إصرارا بالتثبت بحقوقهم .

وقد دعت حركة حماس ، إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في التعاطي مع الإعلان الإسرائيلي الجديد بالانسحاب من الشمال ، وضرورة وضع الأمور في سياقات حذرة تماما استنادا إلى التجارب السابقة التي أثبتت زيف نوايا وادعاءات الاحتلال .وقالت حماس في بيان وصل quot;إيلافquot; ، أن خيار الجهاد هو الخيار الوحيد القادر على استجلاب الحقوق والمقدسات ، وإعادة الأوطان إلى أحضان أهلها الشرعيين ، وأن تجارب الأمس واليوم لن تنفك وعظا لنا حول حتمية المقاومة وعقم الخيارات الأخرى.

وكانت البلدة المنكوبة قد انشغلت اليوم بتشييع جثامين عشرات الضحايا الذين قضوا خلال عملية quot;غيوم الخريفquot; التي استهدفت شمال القطاع مطلع الشهر الجاري ، بينما قدرت حجم الخسائر الأولية التي تكبدتها بلدة بيت حانون بلغ أكثر من 10 ملايين دولار.إلى ذلك اعترفت إسرائيل بسقوط أربعة صواريخ من طراز quot;القسام quot; في قلب مدينة المجدل داخل العمق الإسرائيلي ، موضحة بان القصف الحق أضرارا بسيطة.

وتبنت كتائب القسام الجناح المسلح لحماس ، قصف المجدل بأربعة صواريخ ، مؤكدة بان هذا الهجوم الصاروخي يأتي في إطار عملية quot;وفاء الأحرارquot; للرد على الاعتداءات الإسرائيلية.

نفي رفض عباس لمرشح هنية والخضري مستعد للرئاسة

نفى مكتب إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني اليوم ، أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، قد رفض مرشح رئاسة الحكومة القادمة ، في حين ابدى د. جمال الخضري وزير الاتصالات في الحكومة الحالية ، استعداده لقبول منصب رئاسة الحكومة القادمة فيما دعا اليسار الفلسطيني لانتخاب مجلس وطني جديد بالتمثيل النسبي.

وشدد مكتب هنية في تصريح صحافي ، على أن اللقاء الذي جرى بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية ، جاء شاملا ومفصلا ، حيث تم التطرق خلاله لكافة القضايا المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وكانت مصادر فلسطينية ، قد كشفت بان الرئيس عباس رفض مرشح هنية لرئاسة الحكومة القادمة وهو وزير الصحة الحالي د. باسم نعيم.

وأكد د. محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء اليوم ، بان أسماء مرشحي الحكومة المقبلة بجعبة رئيس الوزراء هنية ، موضحا بان المفاوضات مازالت بين عباس وهنية .ولفت عوض ، إلى ان عباس وهنية من المقرر ان يجمعهما لقاء مساء اليوم لاستكمال المشاورات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية واستكمال بعض النقاط التي لن تنجز كإعادة ترتيب منظمة التحرير ، والمجلس الوطني الفلسطيني.

بدوره أبدى الخضري ، استعداده لقبول هذا المنصب quot;رئيس الحكومةquot; بهدف العمل على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة ، غير انه قال لصحيفة عكاظ التي أوردت الخبر ، إلا أن ما أثير حول احتمالات رئاسته للحكومة الفلسطينية الجديدة مجرد تكهنات داخل الدوائر الفلسطينية.

وواضح أبو ناجي ، أن قيادة حماس لم تستمزج رأيه بعد في هذا الخصوص ولم يتلق أي اتصال حتى الآن من أي جهة رسمية حول ترشحه في هذا المنصب ، مشيرا إلى أن القضية هي قضية كيفية إيجاد حكومة وحدة وطنية تتمكن من رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وليس البحث عن الكراسي والمناصب.

كما نفى الخضري ، أن تكون حماس قد تعرضت لضغوط لكي يتنحى هنية عن المنصب ، لافتا إلى أن قبول حماس جاء حفاظا على الوحدة الوطنية التي نادت بها حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية.

وسبق أن تقدم الخضري عبر quot;إيلافquot; بحقيبته لرئيس الحكومة إسماعيل هنية ، وذلك دعما منه لتشكيل حكومة وحدة وطنية والخروج من الأزمة الراهنة.


من جهة اخرى، دعا اليسار الفلسطيني إلى انتخاب مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية بالتمثيل النسبي الكامل في الوطن والشتات ، مؤكدا في السياق ذاته ، على أن أزمة الصراع بين مؤسسات السلطة الفلسطينية quot;رئاسة وحكومةquot; تشترط الحل الوطني بحوار شامل ، وان الصفقات الثنائية لا تحل شيئا ، وتقود يوما بعد يوم إلى تفاقم الصراع والتراجعات عن وثيقة الوفاق الوطني وآليات تنفيذها.

وأكد نايف حواتمه الأمين العام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وحنا عميره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، وعضو قيادة حزب الشعب quot;الشيوعي سابقاquot; خلال اجتماعهما ، على حكومة وحدة وطنية ببرنامج القواسم المشتركة السياسي والأمني ، جبهة مقاومة موحدة ، وانتخاب تمثيل نسبي كامل لمؤسسات المجتمع ، انتخاب مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير بالتمثيل النسبي الكامل في الوطن والشتات.

وبحث اجتماع اليسار ، الاجتياح الإسرائيلي لبلدة بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة ، والاعتداءات المتواصلة على خان يونس ورفح .

وشدد الجانبان في بيان حصلت عليه لـquot;إيلافquot; من العاصمة السورية ، على ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها جميع الفصائل والقوى (27 حزيران/ يونيو 2006) بتشكيل حكومة وحدة وطنية ببرنامج سياسي جديد وموحد مشتق من وثيقة الوفاق ، وتنفيذ دمقرطة مؤسسات المجتمع من اتحادات ونقابات وجمعيات وفق آليات التمثيل النسبي الكامل ، موضحان بهذا يتم تجاوز الانقسام التناحري وتوحيد قوى الشعب في الأرض المحتلة ، وفتح الأفق السياسي وصولا للخلاص من الاحتلال ، وبناء دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس، وضمان حق عودة اللاجئين عملا بالقرار الأممي 194.

ودعا اليسار ، الشعوب والدول العربية لخطوات عملية تعزز صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني على طريق دحر العدوان الإسرائيلي ، وتطبيق قرارات الشرعية العربية والشرعية الدولية ، مدينا في الوقت ذاته ، دعم الإدارة الأميركية للاعتداءات الإسرائيلية وحكومة أولمرت ـ بيرتس ـ ليبرمان.

بلير يطرح مبادرة بريطانية التفافية على حماس

قالت مصادر إسرائيلية اليوم أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعتزم طرح مبادرة التفافية لحماس خلال زيارته القريبة إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. وحسبما قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية فأن بلير سيقدم مبادرة لتعزيز مكانة أبو مازن، ومنع انهيار السلطة وإقامة مؤسسات حكم مستقلة تكون أساس لمؤسسات الدولة الفلسطينية عند قيامها.

وحسب الصحيفة فأنها علمت أن البريطانيين عرضوا أساس مبادرتهم على دول الاتحاد الأوروبي متطلعين الى أن يتبنى الاتحاد الوثيقة كمبادرة عموم أوروبية. ويعتقد البريطانيون بان الأجواء السياسية الحالية تشكل تحديا لمواصلة النشاط الدولي وان رفض حماس قبول شروط الرباعية يستوجب من الأسرة الدولية إيجاد السبل لمساعدة الشعب الفلسطيني.

ويشدد البريطانيون في الوثيقة على أنه في المرحلة الانتقالية لا يجب السماح بانهيار السلطة الفلسطينية، ولهذا يجب تعزيز قدرات المؤسسات الفلسطينية انطلاقا من الالتزام بحل الدولتين كأساس للسلام طويل الأمد في المنطقة. وعلى المدى الفوري سيقترح البريطانيون إصلاحات أساسها تعزيز أبو مازن وتكون غير مرتبطة بتشكيل حكومة وحدة فلسطينية. ومع ذلك، فان تطبيق المراحل التالية للخطة، والتي تتضمن إصلاحات أمنية واقتصادية، منوط بتشكيل حكومة تكون مقبولة من الأسرة الدولية.

تساؤلات إسرائيلية حول نجاعة العملية العسكرية في بيت حانون

وطرحت مصادر عسكرية إسرائيلية علامات استفهام حول مدى نجاعة العملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون شمال قطاع غزة على مدار ستة أيام مضت، وذلك في ظل تواصل إطلاق الصواريخ من قبل النشطاء الفلسطينيين على البلدات الإسرائيلية. وحسبما قالت الإذاعة الإسرائيلية الثانية فأن هناك أصوانا تشير إلى أن الإنجازات التي حققتها العملية العسكرية هناك كانت محدودةً جداً ومؤقتة، بمعنى أن انسحاب القوات الإسرائيلية سوف يمكن الخلايا الفلسطينية من العودة إلى هذه البلدة، غير أن إسرائيل لا ترغب في إعادة احتلال القطاع كما تقول هذه المصادر، وتحاول ممارسة الأساليب التي لجأت إليها سابقاً في مناطق الضفة الغربية، إلا أن الأوضاع في قطاع غزة تختلف كلياً عنها في الضفة، وحقيقة أن العناصر الفلسطينية ما زالت تواصل إطلاق قذائف القسام باتجاه إسرائيل تثبت ذلك، على حد قول هذه المصادر.

إلى جانب ذلك، أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس إلى الجهات المختصّة بالاستعداد من أجل إخلاء بعض النقاط الاستيطانية العشوائية؛ حيث يتم البدء بإخلاء نقطةٍ واحدة من بين ثلاث نقاط، وقد رفضت مصادر في جيش الدفاع الكشف عن موعد إخلاء المستوطنين بالقوة في حال رفضهم إخلاء النقطة الاستيطانية طوعاً، ويشار إلى أن النقطة الاستيطانية المنوي إخلائها هي واحدة من النقاط الثلاث التي صدر قرارٌ بإخلائها منذ شهر شباط الماضي، بسبب الشكاوي المتواصلة التي تتحدث عن أعمال عنفٍ متكررة من جانب المستوطنين بحق جيرانهم الفلسطينيين.

أما النقطتان الأخريان فهما؛ مزرعة كاليم على مقربةٍ من مستوطنة أيلون موريه، ومزرعة عروسي قرب مستوطنة براخا، وكلاهما في منطقة نابلس في الضفة الغربية. وذكرت مصادر في وزارة الدفاع أنه تم الأسبوع الماضي إنهاء المهلة الزمنية التي حددها وزير الدفاع للتفاوض مع مجلس المستوطنات في quot;يهودا والسامرةquot; حول إخلاء بعض النقاط الاستيطانية العشوائية طوعاً.