خليفة رامسفلد من الاستخبارات الى البنتاغون

تعيين غيتس يمهد لتغيير محتمل في العراق

51 مرشحاً من أصل عربي بينهم 40 جذورهم لبنانية

شافيز سعيد بهزيمة بوش في الانتخابات

بوش يعلن استقالة رامسفلد و يقدم خلفه

واشنطن: اظهر اختيار الرئيس الاميركي جورج بوش لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.ايه) الاسبق روبرت غيتس لخلافة دونالد رمسفيلد في منصبه كوزير للدفاع استمرار تمسك بوش بمبادئه وعدم تخليه عن سياسته في انتقاء مسؤولي ادارته من بين هؤلاء الذين عملوا مع والده الرئيس الاسبق. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفيأعلن فيه الرئيس الأميركي عن قبول استقالة وزير الدفاع دونالد رمسفيلد من منصبه بعد نحو ستة سنوات من توليه الوزارة، و عن تعيين غيتس خليفة له. وقال تعليقا عن استقالة رامسفلد ان كليهمايدركان ان الوقت قد حان لوجود قيادة جديدة في وزارة الدفاع معربا عن امتنانه لخدماته الى الولايات المتحدة.

وكان غيتس رئيسا للسي اي ايه خلال السنة الأخيرة من فترة الرئاسة الأولى للرئيس بوش وهو عضو في quot;مجموعة مسح العراقquot; التي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والتي اعدت تقريرا حول الاستراتيجية التي ينبغي ان تتبعهاواشنطن في العراق. وقال مصدر مطلع في واشنطن ان مجرد خروج رامسفلد من وزارة الدفاع يعني ان السياسة الدفاعية الاميركية ستأخذ اتجاها جديدا لا سيما في العراق. وقال ان غيتس ليس بعيدا عما يجري هناك ولا شك انه يدرك ان السياسة التي اتبعها سلفه في العراق كانت بين اسباب الخسارة التي مني بها الحزب الجمهوري في الانتخابات.

نبذة عن وزير الدفاع الأميركي الجديد
وسبق لغيتس العمل رئيسا للوكالة المركزية بين عامي 1991 و1993 من فترة رئاسة جورج بوش الأب ويعمل حاليا رئيسا لجامعة (تكساس ايه اند ام) فضلا عن عضويته في مجموعة مسح العراق التي يترأسها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر وهي المجموعة التي تضطلع بمهمة اصدار توصيات بشأن سياسة الولايات المتحدة في العراق والتي ستعلن تقريرها رسميا خلال الايام القليلة المقبلة.

ولد غيتس في عام 1943 في ولاية كانساس وهو متزوج ولديه ولدان وسيكون وزير الدفاع رقم 22 في تاريخ الولايات المتحدة وذلك في حال مصادقة مجلس الشيوخ على قرار ترشيحه.

ويحمل غيتس درجة البكالوريوس من كلية (وليام اند ماري) التي تخرج فيها عام 1965 وحصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة انديانا في عام 1966 ودرجة الدكتوراه في التاريخ الروسي والسوفييتي من جامعة جورج تاون عام 1974 .

وخلال دراسته للماجستير في جامعة انديانا عمل غيتس في وكالة الاستخبارات المركزية ثم عمل في القوات الجوية لفترة عامين قبل ان يعود للعمل في الوكالة كمحلل استخباراتي.

وترك غيتس العمل في الوكالة عام 1974 لينتقل الى مجلس الامن القومي غير انه عاد مجددا الى الوكالة في عام 1979 وظل فيها حتى تم تعيينه نائبا لمديرها في الفترة من 1986 حتى 1989 وقد تم ترشيحه خلال تلك الفترة للعمل كمدير للوكالة الا انه انسحب من الترشيح مع ادراكه عزم مجلس الشيوخ رفضه لدوره المثير للجدل في فضيحة (ايران كونترا) آنذاك. وشغل غيتس خلال تلك الفترة كذلك منصب النائب المساعد للرئيس بوش الاب لشؤون الامن القومي من مارس وحتى اغسطس عام 1989 ثم مساعدا للرئيس ونائبا لمستشار الامن القومي في الفترة من اغسطس 89 وحتى نوفمبر 91 حين تم ترشيحه مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية للمرة الثانية فحصل هذه المرة على موافقة مجلس الشيوخ ليصبح اول مدير للوكالة يتدرج في مناصبها على هذا النحو.

وطوال 26 عاما من العمل في الاستخبارات قضى غيتس تسعة اعوام في مجلس الامن القومي طوال فترات رئاسة اربعة رؤساء امريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء.

وحصل غيتس على عدد من الاوسمة وهي وسام الامن القومي ووسام المواطنين الرئاسيين ووسام الخدمة المتميزة في الاستخبارات الوطنية مرتين ووسام الاستخبارات المتميزة ثلاث مرات. ووصف الرئيس بوش اليوم غيتس بأنه quot;قائد قوي ومتماسك بامكانه المساعدة في اجراء تعديلات ضرورية في سياسة وزارة الدفاع لمجابهة التحديات الحاليةquot;.

وينبغي لاقرار تعيين غيتس في منصبه كوزير للدفاع الحصول على تأييد مجلس الشيوخ الأمريكي الذي تجري حوله معركة قد تطول بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لانتزاع الأغلبية داخله مع احتمالات اعادة فرز الاصوات في ولاية فيرجينيا التي سوف تحدد مسار الهيمنة على المجلس وذلك بعد حصول الديمقراطيين على 50 مقعدا من اصل 100 مقعد يتألف منها المجلس.

تغيير السياسة الأميركية في العراق على قمة أولويات الديمقراطيين

من جهة اخرى، أعرب بوش عن رغبته في التعاون خلال العامين القادمين مع الحزب الديمقراطي الفائز بالانتخابات النصفية للكونغرس غير انه شدد على انه quot;لن يتخلى عن مبادئه خلال مناقشاته مع الديمقراطيينquot;. وعلى الرغم من اقراره بمسؤوليته عن هزيمة الحزب الجمهوري خلال انتخابات الأمس فقد أكد الرئيس بوش انه سيواصل العمل لتحقيق ذات الأهداف في العراق وتحقيق النصر هناك للحيلولة دون تعريض امن الولايات المتحدة للخطر.

وقال ان اعداء اميركا لن يتخلوا عن عدائهم ومحاولاتهم لمهاجمتها بمجرد انتهاء فترة رئاسته الثانية معتبرا ان ذلك يعد سببا لمواصلة العمل للقضاء على هؤلاء الاعداء والانتصار في الحرب على الارهاب. واعترف بوش بأن quot;الوضع في العراق لا يسير على النحو الذي خططت له الادارةquot; مشيرا الى ان ذلك هو السبب وراء اجراء تغييرات في وزارة الدفاع. واعرب بوش عن تهانيه للديمقراطيين لفوزهم بالانتخابات مؤكدا اهمية quot;وضع الانتخابات خلف الجميع والعمل معا لايجاد ارضية مشتركةquot;.

و قد وضع الحزب الديمقراطي الفائز العراق على قمة أولويات سياسته خلال العامين القادمين بعد ان لعبت تلك الحرب دورا هاما في انتزاع الديمقراطيين للأغلبية في مجلس النواب واقترابهم من فعل الشيء ذاته في مجلس الشيوخ. وقال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي هوارد دين اليوم ان quot;قيادات الحزب تتطلع الى النقاش حول الطريق الأمثل للخروج من العراقquot;. واعرب دين في كلمة له بالمقر الرئيسي للجنة عن quot;امل الحزب الديمقراطي في الا يسمع المزيد عن الحفاظ على السياسة المتبعة الفاشلة في العراقquot; مشيرا الى ان حزبه سيكون سعيدا بالعمل مع الرئيس بوش للتوصل الى استراتيجية مختلفة تمكن الولايات المتحدة من تحقيق اهدافها في العراق وسحب القوات الاميركية من هناك.

ووصف الانتصار الديمقراطي في الانتخابات بأنه quot;نصر لأمريكا ومؤشر على اتجاه جديدquot; مشيرا الى ان حزبه بصدد السيطرة على مجلس الشيوخ بعد ثبوت حصوله على الأغلبية في مجلس النواب وهو ما سيمكنه من تبني سياسة جديدة ومحاولة الوصول الى الناخبين الجمهوريين ايضا في مختلف الولايات.
واعتبر دين ان اميركا ظلت مقسمة منذ حصول الجمهوريين على الأغلبية في الكونغرس عام 1994 واحتفاظهم بها طوال 12 عاما مشيرا الى ان حزبه سيكون له سياسة مختلفة عن غريمه الجمهوري.

وتظهر النتائج الرسمية التي يتوالى اعلانها في الولايات الأميركية ان الحزب الديمقراطي قد حصد حتى الآن 227 مقعدا في مجلس النواب خلال الانتخابات التي جرت أمس مقابل 195 مقعدا لصالح الجمهوريين فيما يتبقى 13 مقعدا لم يتم حسم نتائجها حتى الآن من اصل 435 مقعدا يتألف منها المجلس. وفي المقابل تتوزع مقاعد مجلس الشيوخ المائة حتى الآن بواقع 49 مقعدا لكل حزب ويتبقى مقعدان يجري حصر النتائج فيهما هما مونتانا التي اعلن مرشحها الديمقراطي فوزه على غريمه الجمهوري بالفعل وفيرجينيا التي من المتوقع اعادة حصر النتائج فيها لوجود فارق يقل عن واحد في المائة بين المرشحين الاثنين يصب حتى الان في صالح المرشح الديمقراطي.