القاهرة: اعرب الرئيس المصرى حسنى مبارك عن قناعته بان أن يؤدي تنفيذ الحكم باعدام رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين الى quot; تفجير العنف فى العراق وتعميق الخلافات المذهبية والعرقيةquot; . واكد ان توجه بلاده الرئيسي تجاه العراق quot; هو الحفاظ على مصلحة الشعب العراقي ووقف نزيف الدم والحفاظ على وحدة العراق وسلامة شعبه وابعاد خطر التناحر الداخلي quot; . وشدد مبارك في حديث لرؤساء تحرير الصحف المصرية خلال رحلة عودته من جوله اسيوية شملت روسيا والصين وكازخستان على أن بلاده quot; لن تكون تابعة لأي دولة أخرى بأي صورة كانت quot; مضيفا أن مصر تتحدث بلسان مصالحها واستثماراتها وتسعى لفتح كل الاسواق .

وردا على سؤال قال مبارك quot; ان مصر لا يمارس عليها احد أية ضغوط ولا تقبل بذلك والاتفاقيات النووية ليس ضروريا ان تكون مع روسيا او الصين quot; .

واشار الى أنه سيتم تشكيل لجنة من الخبراء النوويين تدرس موضوع المحطات النووية بالكامل وستكون هناك مناقصة عالمية ويفوز بها من يقدم افضل الشروط وارخصها quot; .

وقال انه quot; ستكون هناك اولوية قصوى للامان النووى وربما يكون هناك من يمنحنا خبرات مجانية او تسهيلات فى السداد أو غير ذلك quot;.

وأشار الى أن كارثة مفاعل تشيرنوبل كانت سببا رئيسيا لتأخير توقيع اتفاقات نووية مشيرا الى أن الرئيس الامريكى الأسبق رونالد ريغان quot; كان قد عرض بناء محطة نووية لنا بتسهيلات واختارت الدراسات منطقة الضبعة لاقامتها لكن كارثة تشرنوبيل جعلنا نتخوف من حدوث تسرب اشعاعى خصوصا وان عوامل الامان لم تكن قد تقدمت بعدquot; .

وأضاف ان مصر كانت تعانى فى تلك الفترة من قلة الموارد وعدم وجود بنية اساسية او مرافق ونقص في المياه والكهرباء والهواتف والصرف الصحي وشبكة طرق أو جسور ولذلك فضلت مصر الانتهاء من الاساسيات اولا ثم التفكير بعد ذلك في المحطات النووية.

وعن جولته الأسيوية قال مبارك أن الاقتصاد يقود السياسة وأن جولته استهدفت مصالح مصر واستثماراتها وتركزت على المجال الاقتصادى لأنه يمثل حياة الشعوب مشيدا بالاقتصاد الصينى ووصفه بأنه اقتصاد قوي .

واضاف أن الصين تصدر للولايات المتحدة الأمريكية بما قيمته 700 مليار دولار ولا يهمها أية عقوبات تفرض عليها وتستطيع ضرب الصناعة الامريكية فى مقتل مشيرا الى أن الصين تمثل بعدا اقتصاديا لأمريكا وأنه لو تخلت الصين عن امريكا فسينهار الاقتصاد الامريكي وستزيد نسبة البطالة .

ولم يستبعد الرئيس مبارك دخول استثمارات صينية الى بلاده فى مجالي البترول والغاز لافتا الى تمتع بلاده باحتياطى كبير فى البترول والغاز يكفى لنحو 14 عاما وقال أن ذلك لا يمنع من استمرار الاكتشافات البترولية التى ينبغي أن تزيد خلال السنوات القادمة .

وحول مشكلة دارفور أكد الرئيس مبارك ضرورة حل المشكلة بين الجانبين المتصارعين أولا مبديا استغرابه لانشغال العالم بشكل القوة التى ستتواجد فى الاقليم وحجمها وجنسياتها وتوقيت وصولها وسبل تمويلها .

وقال quot; لقد حاولنا قبل ذلك ايجاد حل توفيقي بأن تكون القوات التى يرسلها مجلس الامن قوات افريقية مطعمة بقوات دولية لكن البشير رفض وقبل بفكرة ان تقتصر القوات الموجودة بدارفور على القوات الافريقية على ان تتلقى دعما ماليا ولوجيستيا من الامم المتحدة quot;.

وعن العلاقات مع سوريا وتطورها قال الرئيس مبارك ان quot; سوريا دولة مهمة واساسية فى المنطقة ورغم ماحدث فى الفترة الاخيرة لكن مصر وانا شخصيا ادافع عن دمشق فى كل المحافل الدولية وانقل وجهة نظرها فيما يتعلق بقضية السلام quot;.

وعن زيارة الوزير عمر سليمان الاخيرة لدمشق اكد الرئيس مبارك انها كانت لصالح القضية الفلسطينية وتسويتها واحداث انفراجة فى الازمة الراهنة بين حماس وفتح ومحاولة المساعدة فى انهاء الموقف المتجمد.

من جانب أخر نفى مبارك تغيير الدستور المصرى فى الوقت الحالى لافتا الى انه quot;سيوزع سلطات كثيرة من سلطاته لكن بحيث لا يتأثر الجهاز التنفيذى ولا تتضارب القرارات quot;.

وطمأن الرئيس مبارك مواطنيه بأن الديون الخارجية على بلاده quot; تحت السيطرة quot; وانه لا يوافق على اية قروض الا بعد ان يتعهد الذى يطلبها بكيفية سدادها مشددا على ان الحكومة لن تسدد قروضا لاحد.

ونفى الرئيس مبارك خصخصة بنكى الأهلى ومصر وقال انه لا خصخصة لاكبر بنكين فى مصر وهما البنك الاهلى وبنك مصر ونهدف لتقويتهما فى المستقبل ليكونا كيانات مصرفية كبرى كما نهدف لتكوين شركات قوية لرجال الاعمال .

وقال أن الخصخصة حققت الكثير للاقتصاد المصرى ونتائجها جيدة لكن طبيعى أن يرفضها البعض لانها تتعارض مع مصالحهم ولان هناك فكرا قديما يريد أن يبعد رجال الاعمال عن الاستثمار .

وعن تجمع احزاب الوفد والناصرى والتجمع وما يمكن أن يقدموه فى الحياة السياسية قال الرئيس مبارك انه مع الاحزاب ويشجعها ويريدها أن تتطور وهو دائما ما يؤكد أن الاحزاب القوية ستساهم فى تصحيح صورة الحياة السياسية فى مصر.