باريس 3 لن يعقد في موعده
أضرار اقتصادية تترتب على التظاهر في لبنان

ريما زهار من بيروت: الاقتصاد في لبنان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسياسة، وحاله في لبنان ليس أفضل من السياسة، خصوصًا بعد التهديد بالنزول الى الشارع، واستقالة الوزراء الشيعة من الحكومة وما يترتب على الامر تأخيرًا في المعاملات، دون ان ننسى ان الثقة اصبحت شبه مفقودة في لبنان في عودة الاستثمارات ، كذلك ما خلفته الحرب من آثار مدمرة اقتصاديًا عليه. في ظل كل هذه الظروف ما هو مصير باريس 3 ، وما مصير الاقتصاد اللبناني بشكل عام؟ عن النزول الى الشارع للتظاهر وخطورته اقتصاديًا يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ quot;إيلافquot; ان الخطورة مباشرة مع الخوف من ان يحدث كما جرى في الاشرفية، وممكن ان تفلت هذه التظاهرات في الشوارع لتشمل تخريب كنائس وجوامع، وبالتالي ندخل في قصة لا نهاية لها، والاضرار يمكن ان تكون مباشرة على المحلات التجارية، وهي تضعف المعنويات، والاضرار غير المباشرة وهي اكبر بكثير في القيمة تشمل الاستثمارات، التي توقفت في لبنان حاليًا، والبطالة سوف تزيد، وسيضعف النمو، واكبر خسارة هي الثقة بالبلد، وثقة اللبنانيين بدولتهم وكذلك الخارج، وستترك شرخًا كبيرًا بين اللبنانيين، سيكون من الصعب إعادة بناء المجتمع واللحمة من جديد، وسيتفسخ البلد معنويًا واجتماعيًا ولا أحد يعرف ما الذي سينتج سياسيًا من الامر، ومن الافضل تجنب الشارع لأن لا احد بإمكانه ضبط الامور.

إستقالة الوزراء

ولدى سؤاله عن مدى تأثير استقالة الوزراء الشيعة اولًا على سير المعاملات في الوزارات وعلى باريس 3، يقول حبيقة:quot; برأيي الوزراء الشيعة اليوم لم تُقبل استقالتهم، وبالتالي من ناحية المنطق سيستمرون في تصريف مهمات الوزارات حتى قبول الاستقالة او الرجوع عنها، ربما لا يأخذون قرارات جديدة، لكن لا يمكنهم عدم توقيع المعاملات، وتصريف الاعمال واجب عليهم، ولا يجب ان يؤثر الامر الا ربما على المشاريع والافكار الجديدة، ويجب أن تؤدى الامور كعادتها.

هذا في المنطق الا انه في الواقع وبما أنلبنان لم ينشئ مؤسسات خلال الـ 16 عاما الماضية، فاليوم يستطيعون عدم المجيء الى الوزارة وعدم تصريف الاعمال ما سيخلق فوضى ولكن هذه سابقة خطرة، فما الذي يمنع الوزراء الموارنة من الاستقالة وكذلك الارثوذوكس والدروز، ولا احد يجب ان يقبل عدم تصريف اعمال الدولة.

وبالنسبة إلى باريس 3 فلن يعقد لان الجو الحالي غير مؤهل للإصلاحات، لانه يجب تقديم ورقة إصلاحات وروزنامة خصوصية، والحكومة حاليًا لا تستطيع القيام بهكذا امر، وبالتالي لن يعقد باريس 3 في وقته، والموضوع الآخر هو تقصير هائل من قبل الحكومة، فلا يمكن اليوم ان نستوعب ان وزارة المالية قدمت موازنة ال2006 الآن، وموازنة ال2007 تحتاج الى اسابيع علمًا ان الموازنة تقدم قبل نهاية العام للسنة المقبلة، هناك إهمال وسوء تحضير وادارة وقلة كفاءة في تحضير الملفات، فكيف سنصل الى باريس3 ولم نقدم الموازنة بعد.

تحرك اقتصادي

وردًا على سؤال عن إمكانية تحرك اقتصادي لمواجهة الأزمة الاقتصادية في لبنان، يجيب حبيقة:quot;النقابات الاقتصادية اليوم مغلوب على أمرها، والمؤسسات اليوم بحالة صعبة جدًا ودورها ان تستمر بالضغط المعنوي والمقابلات من اجل تحريك الوضع، لان التظاهرات لا تحمد عقباها ويجب ان تقوم هذه المؤسسات بضغوط سياسية ومعنوية وزيارة كل الذين يؤثرون في الوضع اللبناني من الداخل والخارج.

وسط بيروت

ويضيف حبيقة ان جلسات التشاور كان تأثيرها سلبيًا من خلال إقفال وسط بيروت، وهذه الاجتماعات ساهمت في إضعاف الحركة في وسط بيروت، ولم اسمع اي سياسي يطالب بهذا الامر. ولدى سؤاله عن ارتباط الازمة الاقتصادية في لبنان بالسياسة، يجيب حبيقة:quot; لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، ولا يمكن ان تأمل في استثمارات ونمو وفرص عمل في الوضع السياسي الحالي، وبالتالي الاقتصاد لا يمكن ان يصبح صحيًا بوضع سياسي خانق، ويمكن ان نقوم بامور كثيرة لحل هذا الامر، ويجب القيام بالتحضيرات والافكار في الوزارات وكأنهم ينتظرون فقط التظاهرات، وبالتالي هناك تقصير في التحضير وتنفيذ بعض السياسات، كدعم المازوت مثلًا وتحتاج الامور الى تحريك.