تدافع على الحافلات
أسامة العيسة من القدس: أصيب العشرات من أهالي بلدة سديروت الإسرائيلية التي تعرضت لرشقات من صواريخ القسام، ولكن هذه المرة ليس بسبب الصواريخ محلية الصنع، وانما نتيجة الازدحام على حافلات خصصها ملياردير يهودي لنقلهم مجانا للاستجمام في مدينة ايلات على ساحل البحر الأحمر.

وبدأت القصة، بعد مقتل إسرائيلية أول من أمس الأربعاء وإصابة آخرين نتيجة قصف المدينة بصواريخ القسام، وما عقب ذلك من فوضى، فبعثت رئيسة لجان الآباء في المدينة برسالة إلى مكتب الملياردير الإسرائيلي المعروف اركادي غايداماك في مدينة القدس، تقترح تنظيم رحلة استجمام لسكان من البلدة للتخفيف عنهم، ووصل الاقتراح إلى رجل الأعمال الذي كان موجودا حينها في العاصمة الروسية موسكو، واستجاب فورا، وأوعز للعاملين في مكتبه بإرسال نحو 1500 من سكان سديروت إلى ايلات على نفقته الخاصة.

وحجز طاقم المكتب آلاف الغرف الفندقية في ايلات، ومع شيوع الخبر اخذ سكان سديروت يتقاطرون على أماكن التجمع ما أدى إلى ازدحام شديد، وإصابة الكثير منهم نتيجة التدافع والتصادم، وحسب شهود عيان فإن امرأة عجوز ديست تحت الأقدام، وبعض السكان وضعوا حقائبهم في الحافلات، ليضمنوا لهم مكانا في الرحلة المجانية.

ووصل رجال الشرطة إلى أماكن التجمع ولكنهم لم يتمكنوا من حفظ النظام، بسبب تدفق السكان الذي استمر طوال الليل، وفي النهاية تم تسيير 20 حافلة إلى ايلات تضم اكثر من 600 إسرائيلي، وما زال أمام رجال الشرطة عملا كبيرا مع استمرار تدفق السكان للالتحاق بالرحلة المجانية.
واثارت خطوة رجل الأعمال الإسرائيلي المثير للجدل، حفيظة عمير بيرتس، وزير الدفاع وأحد سكان سديروت، الذي أصيب حارسه في القصف أول من أمس الأربعاء.

واتهم بيرتس، رجل الأعمال غايداماك بأنه استغل محنة سكان سديروت للظهور على المسرح، مؤكدا ان دولة إسرائيل لن تسمح لرجال الأعمال باستغلال محنة مواطنيها. وقال بيرتس ان الحكومة الإسرائيلية ستقوم بواجبها تجاه السكان، وتعد الخطط لتوفير احتياجاتهم الحياتية، ولن تجعلهم يضطرون إلى طرق أبواب فاعلي الخير.

وأمر بيرتس، يوم أمس الخميس، وبعد مبادرة غايداماك، بإجلاء مئات من أطفال سديروت ومدن أخرى تقع في مرمى الصواريخ، لقضاء بضعة أيام للراحة والاستجمام في منطقة (جيفات اولغا).

وتشير تقارير إلى حالة نزوح جماعي كبيرة من سديروت، إلى خارجها، مع استمرار تساقط الصواريخ الفلسطينية، وعدم تمكن الجيش الإسرائيلي من وقفها.

ويعرف غايداماك، في إسرائيل كملياردير من اصل روسي، ما زالت له صلات واسعة في روسيا، وكصاحب مبادرات تجاه المجتمع الإسرائيلي، وهو ذو نفوذ كبير في مناح اقتصادية عديدة ومتنوعة في إسرائيل من البنوك إلى فرق كرة القدم.

وكان غايداماك، قدم خلال حرب لبنان الأخيرة هبات للإسرائيليين الذين فروا من صواريخ حزب الله وانتقلوا إلى القدس ومدن أخرى، وتعرض مؤخرا لانتقادات من سكان مستوطنة (هار حوما) المقامة على جبل أبو غنيم، جنوب القدس، لانه اشترى عشرات الشقق في المستوطنة لبيعها بالتقسيط المريح للفقراء ومحدودي الدخل، الأمر الذي عارضه سكان المستوطنة لانهم يريدون المحافظة على مستوى طبقي معين في المستوطنة.

ورغم أن غايداماك، لم يكشف عن أي طموح سياسي، إلا أن علاقته مع الوزير الإسرائيلي المتطرف افيغدور ليبرمان، تثير كثيرا من الأسئلة، وقبل دخول ليبرمان للحكومة في الشهر الماضي، نشرت تقارير صحافية تفيد بان ليبرمان يخطط لانقلاب سلمي بمساعدة غايداماك، يوصل الأول إلى كرسي رئاسة الوزراء في إسرائيل.