الياس توما من براغ: وزع رئيس الحزب الشيوعي التشيكي نائب رئيس مجلس النواب فويتيخ فيليب اليوم على وسائل الإعلام في بلاده أقراصاً مدمجة تحوي صوراً مؤثرة عن آثار التخريب والفظائع التي مارستها إسرائيل خلال عدوانها الأخير على لبنان.

وقال في مؤتمر صحفي عقده في براغ بعد عودته من زيارة قام بها إلى سورية ولبنان أن الصور التي على الأسطوانات التقط بعضها بنفسه وبعضها الأخر احضرها من لبنان. وانه سبق له أن شاهد العديد من الفظائع في مختلف أنحاء العالم لكن ما شاهده في لبنان جعله يصاب بصدمة اكبر. وأضاف لقد تملكني لأول مرة في حياتي شعور بان ما أراه بأم عيني في لبنان لا يمكن تصويره بالكاميرا لأنني شعرت بالتعب الجسدي من جراء ذلك.

وأكد أن الطريقة التي نفذت فيها إسرائيل حربها الأخيرة على لبنان تعارضت مع كل المواثيق الدولية وانه لم يشاهد هدفا عسكريا واحدا جرت مهاجمته وإنما بنى تحتية. وأشار في هذا الإطار إلى أن الجسر الأكبر الذي يربط بين لبنان وسورية لم يعد يصلح للاستعمال. وبالتالي أصبح الطريق من دمشق إلى بيروت يستغرق قطعه ساعتين أكثر على الأقل من المدة الزمنية التي كان يتم بها عادة قطع الطريق. وبنفس الطريقة يمكن التحدث عن البنية التحتية في بيروت وفي بقية المدن اللبنانية.

وأكد أن الشيء الذي صعقه في لبنان بشكل اكبر من الصور التي شاهدها في بلغراد بعد أيام قليلة من قصف الناتو لها هو أن الهدف الرئيسي للهجوم الإسرائيلي كان التجمعات السكنية والبيوت. وأنه إلى جانب البيوت المدمرة يمكن إلى اليوم مشاهدة حفر قطرها 20 مترا وعمقها 5 أمتار. وأكد أن هدف هذه الحرب لم يكن تخفيض القوة العسكرية للبنان أو للآخرين وإنما قتل الناس ولذلك يصعب المهادنة مع هذا الهجوم المقزز الذي تعرض له لبنان. واضاف ان ما شاهده من مآسي دفعه إلى طباعة عدد كبير من الصور التي التقطها خلال زيارته للبنان إضافة إلى صور من أشرطة سي دي اشتراها من لبنان.

إزدواجية المعايير
وأضاف: لقد قال لي ممثلو مختلف القوى السياسية الذين التقيت بهم في لبنان سواء كانوا في الحكومة أو خارجها بأنهم يرجون الاتحاد الأوروبي وكافة دوله أن لا يغفلوا مسالة الخرق اليومي الجاري لسيادة الأجواء اللبنانية. وقال: لقد طلبت وسأطلب ولاسيما من نواب حزبنا في البرلمان الأوروبي أن يثيروا هذا الأمر هناك وأنا سأجعل من هذا الأمر موضوعا لحزب اليسار الأوربي. وأكد أن الأمر هنا لا يتعلق بسياسة يسارية أو شيوعية وإنما بالمزيد من إضعاف دور الأمم المتحدة. مؤكدا انه من غير المقبول الاستمرار في استخدام سياسة المكيالين حيث يجبر احدهم في إشارة إلى سورية التي لم يسمها بالاسم على التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن الدولي في حين لا ينفذ الآخرون القرارات الصادرة بحقهم منذ عام 1967 في إشارة واضحة إلى إسرائيل رغم عدم تسميها.

وأضاف : لقد تواجدت في دمشق في الفترة التي اعلن فيها طوني بلير انه من الضروري أن تساعد سورية وإيران في حل الوضع الكارثي في العراق. وان كل من التقيت بهم من المسؤولين السوريين الرفيعين في الدولة وحزب البعث والبرلمان قد أكدوا لي أن سورية دولة مسؤولة في المنطقة وستساهم في ذلك لكننا نريد إعادة مرتفعات الجولان المحتلة لنا وان هذا الأمر يعتبر طلبا مشروعا لدولتنا.

وأضاف: إذا كان المطلوب تقدم دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن فمن الضروري إجبار كل دولة بنفس الطريقة على احترام قراراتها وعدم خرق المواثيق الدولية والحقوق المدنية والسياسية. وأشار إلى المادة الأولى التي تتحدث عن حق كل دولة بنظامها السياسي الخاص بها وباستخدام مواردها الطبيعية، وبحق تقرير المصير. مشددا على أن اكبر إضعاف لهيبة الأمم المتحدة يقوم بها الذين لا يحترمون القانون الدولي ويخرقونه.

دعوة للحوار
وأشار إلى أن الصور الوثائقية التي التقطها وجلبها معه من لبنان ستعرض على موقع الحزب الشيوعي على الانترنت كي يطلع الناس عليها. وشدد على انه من واجبه ليس السياسي وإنما الإنساني أن يمتلك كل إنسان الأدلة على ما الذي يقوله الآخرون وماذا يفعلونه لان الخلاف بين الأقوال والأفعال هو جريمة في السياسة.

وأكد بان لبنان يحتاج الآن إلى إعادة بناء البنية التحتية للمناطق التي دمرتها إسرائيل. ورأى أن حل الأزمة القائمة الآن في لبنان ممكن فقط في حال عدم مراهنة الحكومة الحالية على دعم الخارج وتعاطيها السياسي بشكل واقعي والتعاون بشكل ايجابي مع مبادرة نبيه بري للحوار الوطني.

وأكد فيليب انه quot;لا توجد عدسة يمكن لها أن تصور الفظائع الحقيقية التي ارتكبت ومعاناة الناس الذين لم يقترفوا أي ذنب بحق الآخرين. ورغم ذلك يعانون من العوز بشكل لا يمكن تصوره بسبب طمع الآخرين الذين يعطون لأنفسهم الحق باتخاذ القرارات الخاصة بمصير دولتهم. أما حياة الناس العاديين فلا تساوي شيئا بالنسبة لهمquot; في إشارة واضحة إلى الإسرائيليين.