اندريه مهاوج من باريس: طغت الاوضاع العامة في منطقة الشرق الاوسط والملفات الساخنة التي تعصف بالمنطقة عموما على اجواء المحادثات التي اجراها امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد جابر الصباح مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك .وعلى مدى ساعتين تخللهما غداء عمل بمشاركة الوفد الكوتي المرافق الذي يضم خمسة وزراء الى جانب نظراءهم الفرنسيين .

لبنان

وبعد اللقاء قال الناطق باسم الاليزيه جيروم بونافون ان المناقشات تناولت قضايا دولية عامة وان الطرفين كانا متفقان الى حد بعيد على مقاربة واحدة لتشخيص الازمات الراهنة خصوصا في منطقة الشرق الاوسط .فالنسبة الى لبنان شكر شيراك ضيفه الكويتي على الدعم الخاص المالي والمعنوي الذي قدمه للحكومة اللبنانية وللشعب اللبناني مشيرا بذلك الى الهبة والوديعة المالية اللتين قدمتهما الكويت للبنان خلال حرب تموز الماضية .

الرئيس الفرنسي الذي وضع قضية لبنان في طليعة اهتماماته اطلع الامير الكويتي على مشروع عقد مؤتمر باريس 3 الهادف لتقديم دعم دائم لاعمار لبنان وعبر عن الامل في ان تسير الامور في هذا البلد وفقا لروح الحوار والانفتاح بين كل الافرقاء الداخليين . وبالنسبة الى الاوضاع الفلسطينية الاسرائيلية فان الطرفين كانا متفقين على ضرورة تفعيل الحوار واطلاق عملية السلام وفي هذا المجال اعرب شيراك عن دعمه الكامل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يمثل حسب قوله خيار السلام للشعب الفلسطيني .

إيران والعراق

المشكلة العراقية طرحت خلال اللقاء من مختلف جوانبها وخصوصا من ناحية ايجاد حل سياسي للوضع الراهن لان العنف لا يولد الا العنف فعملية المصالحة السياسية واشراك كل الافرقاء العراقيين فيها تبقى الاطار الانجع للتوصل الى حل وفقا لشيراك الذي شدد على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وابعاد شبح الحرب الاهلية والتدخلات الخارجية ولم يخف شيراك في هذا المجال رغبته برؤية الجيوش الاجنبية تغادر العراق فاعاد التاكيد على ضرورة تحديد موعد زمني لانسحاب القوات الاجنبية.

الرئيس الفرنسي وامير الكويت توقفا طويلا عن الملف النووي الايراني والمحاذير الاقليمية والدولية ومخاوف دول الجوار من ادخال المنطقة في سبق نحو اقتناء السلاح النووي فاكد شيراك امام ضيفه ان بلاده دعت دوما للحوار وان الباب لم يغلق نهائيا امام سلطات طهران وقدم شرحا مفصلا عن الجهود التي قامت بها فرنسا والاتحاد الاوروبي ومجموعة الست اضافة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحصول على ضمانات ايرانية حول نواياها السلمية كشرط اساسي للتوصل الى حل دبلوماسي قبل نقل الملف الى الامم المتحدة. موضحا ان طهران لم تستجب بعد لمطالب المجتمع الدولي.

المحادثات تناولت ايضا ازمة اقليم دارفور وقد اجمع الطرفان على التحذير من تداعياتها السلبية على المنطقة بكاملها اذا لم يتم التوصل الى صيغة توافقية وهو ما سعت فرنسا لتحقيقه من خلال سلسلة اتصالات مع المعنيين توجت بزيارة لوزير الخارجية فيليب دوستي بلازي الى الخرطوم ودارفور .

وفي اليوم الاول من هذه الزيارة وقع الجانبان على اتفاقين امنيين واحد لتبادل المعلومات الامنية والاستخباراتية واخر من اجل شراء وتوريد معدات دفاعية وما يتعلق بها من خدمات ودورات تدريبية واتفقا على ان تتم الاتفاقات في مجال التسلح من دولة الى دولية وليس عبر شركات اومجموعات صناعية في مجال انتاج السلاح وما يتعلق به .

جدول زيارة امير الكويت يشمل لقاءات مع رئيس الحكومة الفرنسية ووزيرة الدفاع ووزير الخارجية وربما مع وزير الداخلية نيوقولا ساركوزي . وغدا يزور معهد العالم العربي متبرعا بمبلغ مليون دولار كما يزور متحف اللوفر متبرعا بمبلغ 5 مليون دولار خصوصا للجناح المخصص للفن الاسلامي .