أسامة العيسة من القدس : في يوم 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ألقى ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، كلمة خلال المراسم التأبينية الرسمية لإحياء ذكرى بولا ودافيد بن غوريون في مزرعة سديه بوكير، في النقب، وبعث ما اعتبر رسائل سلام، للأطراف العربية والفلسطينية، ولكن الأمر بالنسبة إلى ما تبقى من العرب في صحراء النقب، فان الرسالة وصلت أسرع بكثير مما كانوا يتوقعون، حيث هدمت الآليات الإسرائيلية اليوم الأربعاء 17 مبنى لهم في منطقة الطويل، شمال بئر السبع، وقالت الإذاعة الإسرائيلية ان الشرطة اعتقلت أحد سكان المنطقة بعد أن حاول منع الجرافات من هدم مبنى يعود إلى عائلته.

وفي حين كان اولمرت يتحدث عن السلام، فان طلب الصانع العضو العربي في الكنيست، اعتبر هدم هذه المباني اليوم، بمثابة إعلان حرب على العرب البدو في إسرائيل، من قبل مؤسسات الدولة العبرية.

ووصف الصانع، وهو من سكان النقب، هدم المباني، بالجريمة الخطرة، وأنها استمرار لسياسة الحكومة الإسرائيلية ضد عرب النقب.

وتشكل صحراء النقب 60% من مساحة فلسطين التاريخية، وفي عام 1948، هجر اغلب سكان النقب الأصليين من البدو العرب الفلسطينيين، واصبحوا لاجئين في البلدان المجاورة، وعمدت السلطات الإسرائيلية إلى تجميع نصف من تبقى من السكان في 7 مجمعات سكنية، أشبه بمخيمات اللاجئين، أما النصف الآخر فيعيش في إحدى القرى الـ 46 المعروفة باسم القرى غير المعترف بها، وهي قرى غير موجودة على خارطة إسرائيل، ولا تعترف بها الدولة العبرية، وتفتقر لجميع الخدمات مثل الماء والكهرباء والمدارس والخدمات الصحية.

وأنجزت المخرجة الفلسطينية ندى اليسير مؤخرا، فيلما وثائقيا بعنوان (ما تبقى لكم) يتناول صراع بدو النقب للبقاء على أرضهم في ظل سياسات دولة إسرائيل الذي رأى الفيلم أنها quot;تهدف إلى سلب ما تبقى من أرضهم وإنهاء طريقتهم في الحياة والى الأبدquot;.