طهران: تعرض ايران نفسها لانتقادات حادة بسبب رعايتها غدا الاثنين quot;مؤتمرا دولياquot; يناقش quot;بدون افكار مسبقةquot; مدى حقيقة وحجم محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية او الهولوكوست. وينتظر مشاركة اكثر من ستين quot;باحثا وجامعياquot; من ثلاثين دولة في هذا المؤتمر الذي تنظمه حكومة طهران في 11 و12 كانون الاول/ديسمبر الحالي.

وبرر نائب وزير الخارجية الايرانية منوشهر محمدي الثلاثاء عقد هذا المؤتمر بعدم وجود اي رد على الاسئلة التي طرحها عن هذه المحرقة الرئيس محمود احمدي نجاد الذي لا تعترف بلاده باسرائيل. وقال محمدي quot;سأل احمدي نجاد ما اذا كانت الهولوكوست حدثت ام لا. واذا كانت قد حدثت بالفعل فلماذا يمنع الجامعيون من اجراء ابحاث عن هذا الموضوع ولماذا يلقى بالمشككين فيها في السجون؟quot;. وشكك الرئيس الايراني الذي اعتبر ان النظام الاسرائيل يجب ان quot;يشطب من الخريطةquot;، في مدى حجم المحرقة واعتبر ان اليهود والاوروبيين استخدموا هذه quot;الخرافةquot; لاقامة دولة اسرائيل.

وقد اثار الاعلان عن عقد هذا المؤتمر ردود فعل عنيفة في العديد من الدول.ونددت برلين بquot;اي محاولة ماضيا او مستقبلا، من الذين يسعون الى اعطاء منبر لمن يقلل من شان المحرقة او يشكك في وقوعهاquot;.ووصفت واشنطن بquot;المبادرة المشينةquot; هذا الاجتماع quot;الذي يراد منه اعلاء شان الذين ينفون حقيقة المحرقةquot;.

واكدت برازيليا quot;ادانتها الشديدةquot; فيما اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان quot;كل محاولة لاثارة الشك في حقيقة هذا العمل الرهيب الذي لا يمكن انكاره يجب ان تلقى معارضة حازمة من اي شخص حسن النية ايا كان دينهquot;. واكد محمدي ان المؤتمر quot;سيوفر بدون اي افكار مسبقة الاطار اللازم للباحثين من الجانبين لعرض وجهات نظرهم في حرية تامةquot;.

واوضح ان المؤتمر سيتناول عدة محاور منها quot;معاداة السامية والنازية والصهيونيةquot; وquot;النازية والصهيونية: تعاون ام تعاملquot; وquot;غرف الغاز، نفي ام تاكيدquot; وquot;القوانين التي تعاقب المشككينquot;.وقد سبق ان اثارت ايران موجة استنكار باطلاقها في شباط/فبراير الماضي من خلال صحيفة ايرانية ودار الكاريكاتور مسابقة دولية لرسوم كاريكاتورية عن المحرقة.

ورفضت السلطلت كشف اسماء المدعوين الاجانب للمؤتمر مؤكدة انهم قد يتعرضون بذلك لمصادرة جوازات سفرهم في بلادهم.ويرى معظم مؤرخي الرايخ الثالث ان نحو ستة ملايين يهودي ابيدوا في المحرقة.ويعاقب على انكار المذابح التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية بالسجن في العديد من الدول الاوروبية. وفي شباط/فبراير الماضي اصدرت محكمة نمساوية على المؤرخ البريطاني quot;المشككquot; ديفيد ارفينغ حكما بالسجن ثلاث سنوات بعد ان دافع عن الفكرة القائلة بوجود مبالغة كبيرة جدا في ارقام ضحايا المحرقة.