فرنسا: الوضع في دارفور ينذر بالخطر
محمد الشرقاوي من القاهرة، اوتاوا، الخرطوم، واشنطن:أعلن السودان اليوم أنه لن يرضخ للتهديدات الاميركية والبريطانية في اول رد فعل على اعلان واشنطن ولندن انهما تنظران في امكانية فرض منطقة حظر جوي فوق دارفور غرب السودان التي تشهد حربا اهلية. وقال محمد فضل بدري المسؤول الاعلامي للرئيس عمر البشير لوكالة الانباء السودانية ان التهديدات الاميركية والبريطانية المتعلقة بدارفور لن تشكل ضغوطا على الحكومة السودانية.

واعلنت الخارجية الاميركية الاربعاء ان واشنطن ولندن تعتزمان فرض مثل هذا الحظر في حال رفضت الخرطوم نشر قوة دولية في دارفور. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير طرح هذه الفكرة خلال اجتماع مع الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الماضي وسط استياء متزايد من رفض السودان تطبيق الاتفاقات المبرمة حول نشر قوات لحفظ السلام. ويهدف فرض منطقة حظر جوي الى منع الحكومة السودانية من استخدام طائرات ومروحيات سودانية لمساندة الهجمات على المدنيين في دارفور.

واتهم المسؤول السوداني الادارتين الاميركية والبريطانية بعدم استخلاص الدروس من الماضي في تلميح الى سياستهما في العراق. واضاف ان quot;القوة وحدها والعقوبات الاحادية الجانب والتهديدات لم تسهم يوما في تسوية المشاكل في العالم. اننا حريصون اكثر من اي طرف اخر على ايجاد حل لقضية دارفور في اقرب فرصة لكن فقط من خلال الحوار وتحكيم العقلquot;.

كندا ترحب باتفاق جنيف حول دارفور

بدورها رحبت كندا اليوم باتفاق مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان على ارسال خبراء الى دارفور واعربت عن الامل في وضع الية لمحاسبة المسؤولين عن اعمال العنف. واعرب وزير الخارجية الكندي بيتر ماكاي في بيان عن الامل في ان تتركز المهمة حول quot;الخطورة المقلقة لاعمال العنف ضد المدنيين بما فيها اعمال العنف الجنسية وانعدام الالية لارغام المسؤولين عن الانتهاكات الحالية على تادية الحسابquot;. وتمنى ان تقدم quot;توصيات تمهيدا للقيام بعمل منسقquot;.

وقد توصلت الدول ال 47 الاعضاء في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الى توافق امس الاربعاء على اتفاق لارسال مهمة من الخبراء quot;لتقويم وضع حقوق الانسان في دارفورquot;. واضاف الوزير الكندي quot;نشعر بقلق عميق جراء العقبات التي تعرقل وصول مساعدة انسانية بالغة الضرورة الى درافور، وندعو الحكومة السودانية الى ضمان وصولها الآمن الى الناس المحتاجين، وذلك لاسباب انسانيةquot;.

ناتسيوس لاجراء محادثات حول دارفور

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية اليوم ان الموفد الاميركي الى السودان اندرو ناتسيوس سيزور غدا الجمعة بروكسل لاجراء محادثات حول دارفور مع مسؤولين في الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي. وسوف يتوجه الموفد الخاص للرئيس الاميركي جورج بوش الى السودان غدا الجمعة الى لندن لاجراء محادثات مع مسؤولين بريطانيين في وقت ترغب فيه واشنطن بمهمة للامم المتحدة لانهاء العنف الذي يشهده اقليم دارفور بغرب السودان الذي يشهد حربا اهلية.

واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان ناتسيوس سيتوجه بالواقع الى بروكسل حيث سيلتقي كبير الدبلوماسيين الاوروبيين خافيير سولانا والامين العام للحلف الاطلسي جاب دي هوب شيفر.

وكان ناتسيوس هذا الاسبوع عددا من المسؤولين السودانيين في الخرطوم ولكنه فشل في اقناع الحكومة السودانية قبول نشر قوة دولية في دارفور. واعلن السودان اليوم الخميس انه لن يرضخ للتهديدات الاميركية والبريطانية حول نيتهما فرض منطقة حظر جوي فوق دارفور. ويهدف فرض منطقة حظر جوي الى منع الحكومة السودانية من استخدام طائرات ومروحيات سودانية لمساندة الهجمات على المدنيين في دارفور.

قلق في اليونيسيف من تأثير صراع دارفور علي الأطفال

من جهة ثانيةأبدى عمر عبدي المدير الإقليمي لمنظمة اليونسيف لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا عن قلقه بعد زيارة استغرقت أسبوعا الى السودان ، مشيرا الى انه فى غاية القلق من تأثير الصراع الدائر في دارفور علي الاطفال والنساء والتأثير السالب لهذا الوضع علي المواطنين وعلي المنظمات الانسانية هناك. واستهدفت زيارة عبدي الاضطلاع علي التقدم الذي تم احرازه بالنسبة للأطفال في عام 2006م والوقوف على التحديات التي تواجه التنمية. و رغم اقراره بالخطوات المتقدمة التى احرزت خلال الاثني عشر شهرا الماضية إلا ان المدير الاقليمي لمنظمة اليونسيف يقول ان ازمة دارفور والتي تؤثر علي حوالي 2 مليون طفل ما تزال تلقي بظلالها علي الانجازات التي تم تحقيقها .

وقال عبدي انه علي قناعة بان هناك تقدم يتم احرازه بالنسبة للعديد من الاطفال في السودان ، مشيرا الى ان الوضع في دارفور يظل كالسحابة التي تغطى على كل شئ رايئه او سمعته . مستشهدا بزيارته لجنوب دارفور اشار بعد رصد حالة البؤس والمعاناة التي يعيشها المواطنون والتي تفاقمت نتاج الأحوال التي يواجهها العمل الإنساني . وقال لقد التقيت باطفال وامهات تمزقت حياتهم بسبب هذا الصراع ودمرت منازلهم ، وقتل اقرباؤهم وهم انفسهم في الغالب ضحايا للعنف وكثير منهم اضطروا الي العيش كلاجئين في بلادهم . وبعد سماعي لقصصهم شعرت باسي شديد من اثر هذا الصراع علي حياة هؤلاء الابرياء من النساء والاطفال.

واشار عبدي الي ان الهجوم علي المنظمات الانسانية قد إزداد بإختطاف 14 عربة تابعة لمنظمات العون الانساني خلال الثلاث شهور الماضية في جنوب دار فور وحدها بالاضافة الي هجمات اخري ضد قوافل ومقار منظمات الاغاثة في كل الاقليم. ويلفت عبدي النظر الي مأساة خمسة من الموظفين الفنيين التابعين لهيئة المياه في جنوب دار فور والذين مازالوا مفقودين عقب اختطافهم في اكتوبر الماضي وهم يقومون بمهمة تقويم الوضع الإنسانى . ولاحظ ان هناك تقدما مهما قد احرز بالنسبة للاطفال خلال عام 2006 بما في ذلك عدم تسجيل أي حالة من الاصابة بمرض شلل الاطفال وانخفاض حالات الاصابة بالملاريا والدودة الغينية وارتفاع نسبة التحصين خلال حملات لتحصين الخاصة إضافة الي إدخال قوانين مهمة لمنع تجنيد القاصرين في القوات المسلحة وأيضا إضافة مواد مقوية الي الغذاء.