بهية مارديني من دمشق: يمكن وصف العلاقات السورية الايرانية في العام 2006 بانها باتت علاقات استراتيجية عضوية بين البلدين اللذين وجد كل منها في البلد الاخر ترياقا يمكن ان يمده باوراق اضافية يمكن ان تفيده في مواجهة خصومه .بالنسبة لدمشق فان محللون سوريون يقولون انه يمكن منحها اسبابا تخفيفية في تبرير تحالفها مع ايران لان العرب خذلوها والغرب حاصرها ، وكان الجميع يدفعها في الاحضان الايرانية التي كانت دافئة وسخية جدا ، وقد منحوا السوريون العديد من الاوراق التي كانوا بحاجة اليها خصوصا في مواجهة اطراف عديدة كانت ترغب في رؤية انهيار النظام في سورية .

ايران اعطت سوريا عمقا اضافيا في العراق كما انها مدت سورية بالسلاح والمال كما ان استثمارات ايرانية هائلة دخلت سورية في مختلف المجالات لدرجة ان الايرانيين اقتطعوا لانفسهم مدينة صناعية في حمص بوسط سورية معتزمون انشاء 60 مصنعا فيها كثيرا منها مصانع ثقيلة كما ان الايرانيين تشاركوا مع فنزويلا تشافيز في بناء مصفاة نفط في سورية وهو الامر الذي منح نظام الرئيس بشار الاسد قوة داخلية كبيرة مكنته من اعطاء الموظفين في الدولة عدة علاوات فضلا عن ان النمو الكلي للاقتصاد السورية سجل نموا هاما بلغ نحو خمسة بالمئة بعد ان كان هذا النمو سلبيا في بداية الالفية الثانية .

ايران ايضا وعبر تحالفها مع دمشق اعطت سورية ورقة هامة للضغط على بعض دول الخليج التي باتت تنظر بفتور الى النظام في سورية لابل ان السعودية استقبلت نائب الرئيس المنشق عبد الحليم خدام على اعلى المستويات ومع العلاقات السورية الايرانية فانه من النافل القول بان الحسابات ستتغير وسيكون ثمن استرضاء دمشق وتخفيف علاقاتها مع الايرانيين اكثر تكلفة مما هو متوقعا .اما على صعيد المفاوضات السورية الاسرائيلية فان اسرائيل باتت تتحدث علنا ان انها تريد فك التحالف السوري الايراني عبر مفاوضات مع دمشق بعد ان كان قادة اسرائيل يقولون بان سورية ضعيفة ولاتستحق النظر اليها وانه ليس لديها ماتقدمه .

وفي نفس السياق فان الدعم الايراني والعمق الذي منحته لدمشق مكن الرئيس السوري بشار الاسد من التلويح اكثر من مرة بخيار عسكري ضد اسرائيل كما دفع بالاسرائيليين الى التخوف من القدرة العسكرية المتنامية خصوصا بعد التجربة الاسرائيلية الاخيرة في جنوب لبنان مع حزب الله .باختصار يمكن وصف العام 2006 بانه عام العلاقات السورية الايرانية بامتياز ويمكن وصفه بانه عام الخطأ القاتل للغرب ولبعض العرب لتركهم سورية تنسج تلك العلاقات الوثيقة مع ايران بعد ان حشروها في الزواية ، والجميع يتفق اليوم على ان سورية وايران سويا هما مشكلة كبيرة جدا وعليهم التعامل معها بكثير من الحذر والحرص لان أي خطأ في الحسابات يمكن ان يؤدي الى دفع اثمان اضافية لايكون بمقدور أي طرف دفعها .