أحداث عام 2006 في موريتانيا
مضاعفة الأجور واستفتاء دستوري وانتخابات نيابية

سكينة اصنيب من نواكشوط: تودع موريتانيا بعد يومين عاما مليئا بالأحداث السياسية الهامة التي غيرت من شكل الخريطة السياسية التي ستحكم البلاد بعد تسليم العسكريين الذين قادوا انقلاب 3 أغسطس (آب) 2005 على ولد الطايع، زمام الحكم للمدنيين في مارس (آذار) القادم. وكان القاسم المشترك بين جميع الأحداث التي شهدتها موريتانيا خلال عام 2006 أنها مهدت لتأسيس نظام ديمقراطي تعددي، وكان هذا العام أهم وأطول مرحلة من مراحل الانتقالي السياسي في موريتانيا، حفل بنشاطات من أبرزها إجراء استفتاء دستوري يضمن للبلاد التداول السلمي على السلطة ويحرم رئيس الجمهورية من البقاء في السلطة مدى الحياة، ويمنح النساء نسبة %20 من البرلمان والمجالس البلدية.
وبلغت نسبة المؤيدين لها %97، وهو ما مثل تزكية غير مباشرة لحكم المجلس العسكري والانقلاب الذي قاده على الرئيس السابق معاوية ولد الطايع. وتؤكد نسبة المشاركة المرتفعة والتي تجاوزت %76 وعي الموريتانيين لأهمية المرحلة التي يعيشونها وتنبئ بأن تحولا جذريا سيطرأ على الحياة السياسية في الاستحقاقات القادمة.
وشهد العام كذلك اجراء انتخابات بلدية وبرلمانية وإحصاء شفاف للناخبين (تجديد اللوائح الانتخابية).
وأظهرت نتائج الانتخابات النيابية أن المستقلين باتوا يشكلون قوة كبيرة في البلاد، بينما لم يستطع ائتلاف المعارضة الذي يضم 8 أحزاب الحصول على الأغلبية البسيطة في البرلمان الجديد المحددة بـ48 مقعدا وحصل فقط على 41 مقعدا، ورغم ذلك سيظل ائتلاف المعارضة الأقوى في الساحة السياسية الموريتانية.
والى جانب الأحداث السياسية الهامة كانت هناك أحداث اقتصادية واجتماعية وثقافية لا تقل أهمية، فقد تميز عام 2006 ببدء موريتانيا ضخ وتصدير نفطها الخام لأول مرة في تاريخها بمعدل 75 ألف برميل يوميا، وحسمت المشاكل العالقة بين تكتل الشركات الاسترالية لانتاج النفط مع الدولة الموريتانية وجرى التوقيع على اتفاقيات تقاسم الانتاج النفطي مع الشركات العالمية بما يأخذ في الحسبان مصلحة موريتانيا.
وتم العفو عن زيدان ولد حميده الوزير المتهم بتبديد ثروة موريتانية النفطية، وأغلق ملف الفساد الذي شاب تسيير النفط في عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع.
وشهد العام أيضا زيادتين في أجور موظفي القطاع العام مدنيين وعسكريين، بلغت كل منهما نسبة 50 بالمائة. وعلى المستوى الثقافي نظم في موريتانيا لأول مرة مهرجان دولي للشعر شارك فيه العشرات من الشعراء والكتاب والأدباء من القارات الخمس وألقيت فيه قصائد جميلة لشعراء موريتانيين وعرب أثبت الى حد ما أن موريتانيا بلد المليون شاعر.