سمية درويش من غزة: في ظل الغياب الواضح لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، عن الساحة الميدانية ، باتت أسئلة واستفسارات الفلسطينيين تتهافت على الإذاعات المحلية عقب مسلسل الاغتيالات المتواصل والذي تشنه إسرائيل على رجال المقاومة الفلسطينية.

وتعتبر كتائب القسام ، أكثر المجموعات العسكرية انضباطا بالهدنة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الماضي ، حيث لم تعلن مسؤوليتها عن أي عملية فدائية ، في حين نفذت حركة الجهاد وجناحها المسلح قرابة خمس عمليات تفجيرية بمدن مختلفة داخل العمق الإسرائيلي.

وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت في وقت سابق ، بان جنرالات الجيش والحكومة الحالية في تل أبيب متأكدة بان حركة حماس بعيدة كل البعد عن العمليات العسكرية التي تنفذ ضد إسرائيل ، وهو قرار داخلي اتخذته الحركة منذ شهور .

وتشير المصادر إلى ان قادة إسرائيل يعتقدون بأنه في حال شكلت حركة حماس الحكومة الفلسطينية ، فان السنوات الأربع القادمة لن تشهد أية علميات مسلحة من جانب ذراعها العسكري ضد أهداف إسرائيلية،
وان حماس ستفاوض إسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر للوصول إلى انسحاب إسرائيلي إلى حدود عام 1967، والتوصل إلى حل بشأن القدس يرضي الطرفين.

وقد أعرب إسماعيل هنية رئيس الكتلة البرلمانية التابعة لحركة حماس ، من العاصمة المصرية ، عن استعداد حركته للاتفاق على هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت كتائب القسام ومجموعاتها العسكرية المنتشرة في كافة الأراضي الفلسطينية قد أقلقت السنوات الماضية مضاجع القادة الإسرائيليين بسبب العمليات الموجعة والتي غالبا ما تحصد بها أرواح العشرات من اليهود ، إلا ان هذا الهدوء والالتزام الذي تبديه اقلق اليوم على ما يبدو مشاعر الفلسطينيين عقب كل جريمة اغتيال اسرائيلية.

احد رجال المقاومة يتحدث عبر أثير صوت الشباب المحلي ، ويتساءل عن السكوت الذي تبديه القسام في ظل التصعيد والحرب الإسرائيلية المعلنة على المقاومة ، لافتا إلى أن سكوتها على تلك الاعتداءات وعدم الرد بالعمق الإسرائيلي في حال قدرتها على ذلك ، قد يوقعها بدائرة الحرام ، حسب تعبيره.

فيما اتصل مواطن أخر يصرخ ويستغيث من تحت القصف المدفعي ، ويبدو انه من سكان احد المناطق الشمالية التي تتعرض يوميا للقصف الإسرائيلي ، مطالبا كتائب القسام بالرد على تلك الجرائم وعدم السكوت.
وبين تلك الصرخات الميدانية التي تنادي وتطالب القسام بالرد تبقى الإجابة على هذه الأسئلة اليوم منوطه بالقيادة السياسية التي تحاول اليوم لملمة أوضاعها للحكومة القادمة ، وترتيب قوتها لمواجهة ما هو أصعب على ما يبدو .!