اندريه مهاوج من باريس: من المقرر ان يقوم النائب اللبناني العماد ميشال عون بزيارة الى فرنسا في الايام او الاسابيع القليلة المقبلة كما اكد لquot;إيلافquot; مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية. وتأتي هذه الزيارة في اطار الاتصالات الحثيثة والدائمة التي تجريها باريس مع اركان السلطة والقيادات السياسية اللبنانية من اجل متابعة الاوضاع الراهنة في لبنان والتطورات المتعلقة بالملف اللبناني ـ السوري وتنفيذ القرارات الدولية اضافة الى الاستحقاقات المقبلة على الساحة اللبنانية وما لها من ارتباطات بالتطورات الاقليمية العامة.

وطرح نبأ زيارة عون اسئلة حول مغزى هذه الزيارة وتوقيتها وحول ما اذا كانت معركة رئاسة الجمهورية في لبنان فتحت جديا الان في ضوء اللقاء التاريخي بين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله والوثيقة التي تم التوقيع عليها بين الطرفين .

فلاول مرة منذ عودته الى بيروت من منفاه الباريسي في ايار ـ(مايو) الماضي يعود العماد عون الى العاصمة الفرنسية ضيفا رسميا quot; في زيارة عمل يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الفرنسيين بينهم وزير الخارجية فيليب دوستي ـ بلازي وربما ايضا الرئيس جاك شيراك اذا كانت اجندته تسمح بذلك وتتلاءم مع موعد الزيارة quot;كما قالت الخارجية .

وستتوج هذه الزيارة ايضا اعادة تطبيع العلاقات بين الطرفين خصوصا ان علاقة عون مع السلطات الفرنسية اتسمت بالبرودة في الفترة الماضية واقتصرت على لقاءات بينه وبين السفير الفرنسي في بيروت في مناسبات محددة غالبا ما كانت على شكل تدخل من قبل السفير لدى عون لترتيب اوضاع ما عرف بفريق 14 اذار (مارس) الذي التف على زعيم التيار الوطني الحر فور عودته الى بيروت وتحالف ضده في الانتخابات النيابية الاخيرة.

وقد حكم التوتر الذي ساد بين عون وتحالف قوى 14 اذار(مارس) وتيار المستقبل علاقة عون بالمسؤولين الفرنسيين وخصوصا بالرئيس جاك شيراك quot;الصديق الشخصي لآل الحريريquot; . وقد بدأ عون يستعيد موقعه على الساحة الفرنسية كquot;محاور جديquot; كما يقول مساعد الناطق باسم الخارجية بعد عدة عوامل بدأت بزيارته الاخيرة لواشنطن وتمايز موقفه عن باقي الافرقاء اللبنانيين حيث اصبح الطرف الوحيد القادرعلى فتح حوار بناء مع حزب الله والرجل السياسي الوحيد تقريبا من ابناء المعارضة السابقة الذي لا يناصب سورية العداء المطلق والقادر على اقامة علاقة متوازنة معها انطلاقا من شعاره الداعي الى بناء الثقة بعدما تحقق المطلب اللبناني الاساسي وهو انسحاب سورية من لبنان . وساعده على احتلال هذا الموقع المميز وفرض نفسه كمحاور جدي عدم قدرة افرقاء 14 اذار(مارس) على طرح مشروع سياسي واضح للوضع الداخلي وبناء الدولة وترتيب العلاقة مع سورية ولكن الاهم من ذلك عدم قدرة هذا الفريق على اختيار شخصية تحظى بالاجماع لخوض معركة انتخابات الرئاسة أكان لتقصير ولاية العماد اميل لحود الذي اعلن استعداده لمغادرة بعبدا شرط ان يحل عون محله او لخوض معركة الرئاسة بعد انتهاء ولاية لحود المجددة.

فهل يشكل عون بنظر فرنسا والولايات المتحدة مشروعا رئاسيا قابلا للتحقيق ؟؟ عون محاور جدي ويتمتع بمصداقية يكتفي بالقول مساعد الناطق باسم الخارجية بينما لا يتردد احد الدبلوماسيين بالقول ان لعون موقعه وتأثيره على الساحة اللبنانية ولا بد من التعاطي معه كممثل لفريق كبير من اللبنانيين وكاحد القيادات الناشطة والمؤثرة على هذه الساحة . وعما اذا كان اتفاق عون مع حزب الله يشكل خطوة ايجابية بنظر فرنسا يقول مساعد الناطق باسم الخارجية ان فرنسا لا تتدخل بشؤون وبامور داخلية بحتة تتعلق بعلاقة الاطراف اللبنانيين بعضهم ببعض ولكن من الناحية العامة فاننا ننظر الى التعاون بين حزب الله وعون من زاوية الشرعية الدولية التي اصدرت قرارات تتعلق بلبنان ونحن معنيون بمتابعة هذه القرارات لذلك فان باريس ترحب بكل خطوة يمكن ان تؤدي الى تنفيذ القرارات الدولية والى تحقيق الاهداف التي حددها مجلس الامن من خلال هذه القرارات بما فيها نزع سلاح الميليشيات وكشف مرتكبي جرائم الاغتيال . ان كل ما يؤدي الى تحقيق ذلك امر مهم بالنسبة الينا .

طبعا هناك سؤال اخر مطروح وهو هل تؤدي خطوة عون مع حزب الله الى نزع فتيل تفجير فتنة ما وبالتالي الى تهدئة الوضع الامني بين حزب الله والفلسطينيين من جهة وحزب الله من جهة اخرى ؟؟ الجواب هو ان فرنسا تؤيد كل خطوة تؤدي الى التهدئة والاستقرار والى الخروج من دوامة العنف كائنا من كان افرقاء هذا العنف.

وربما يكون العماد ميشال عون اصبح بنظر الفرنسيين احد العناصر الرئيسة في تحقيق هذه الاهداف . ربما لان البعض يدعو الى عدم التسرع والى انتظار نتائج زيارته الموعودة لباريس لمعرفة الاتجاه النهائي.