فاخر السلطان - الكويت: يصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى الكويت غدا في زيارة تستمر عدة ساعات يقدم خلالها تهانيه الى امير الكويت الشيخ صباح الاحمد بمناسبة توليه مقاليد الحكم.ومن المقرر ان يجري الرئيس نجاد مباحثات مع الشيخ صباح تتعلق بالعلاقات المشتركة وسبل تعزيز التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية. وسيلتقي نجاد على هامش الزيارة الجالية الايرانية المقيمة في الكويت. ويرافق الرئيس نجاد في زيارته وفد رفيع المستوى يضم مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية محمد رضا باقري اضافة الى عدد من الخبراء وكبار المسؤولين الايرانيين. وتتميز العلاقات الكويتية الايرانية بأنها حسنة منذ أكثر من عقد، لكن البلدين لا يزالان يتداولان في مسألتين مهمتين: الأولى تتعلق بالجرف القاري أو الحدود البحرية التي لم يستكمل ترسيمها بعد، والثانية بالملف النووي الإيراني.

وكشف النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الاسبوع الماضي عن قلق الكويت من البرنامج النووي الايراني، لكنه اكد حكمة الحكومة الايرانية وثقته بها في التعامل مع هذه الازمة. وقال في تصريح صحافي على هامش افتتاح مركز المراقبة الرادارية في جزيرة ام المرادم انه غير قلق من الحكومة الايرانية، فهو يثق بقياداتها السياسية، واشار الى ان الكويت اتخذت كل الاجراءات والاحتياجات اللازمة تحسبا لأي طارئ.

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أكد الاسبوع الماضي بعد اجتماع في ابوظبي بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الذي تطرق الى عدة مواضيع كان من ضمنها عملية السلام في الشرق الاوسط واستحقاقات العملية الديمقراطية بعد فوز حركة حماس بالانتخابات الفلسطينية والملف النووي الايراني بالاضافة الى الوضع في العراق وموضوع الاساءة للرسول الكريم، ضرورة ان يكون هناك التزام من جميع الدول بالقوانين والمعايير واللوائح والانظمة التي تضعها منظمة الطاقة النووية.

وحول ما اذا تم تبني سياسة مغايرة للسابق تجاه الملف النووي الايراني، اكد الشيخ محمد الصباح ان الموقف الخليجي واضح من هذا الموضوع وهو يدعم الحقوق الشرعية الدولية وضرورة ان يتم التعامل مع هذا الملف ضمن الاطار القانوني من خلال منظمة الطاقة النووية، مشيرا الى انه يجـــب ان يكون هـــناك التزام كامل من جميع الاطـــراف عبر الحل الدبلومـــاسي لهـــذا الموضوع.

وبالنسبة إلى قضية الجرف القاري أو الحدود البحرية فإن الكويت تطالب بترسيمها سريعا خاصة وانها ترتبط مع العراق أيضا في خور عبدالله، فيما تعتقد طهران أنها ليست قضية معقدة بل ان الطرفين جادان في انهاء المسألة بالسرعة الممكنة، حسبما جاء على لسان نائب رئيس البعثة الايرانية في الكويت ابو القاسم شعشعي .

واشار شعشعي الى التطورات الحاصلة في النمو الاقتصادي بين البلدين، مؤكدا وجود امكانات هائلة وكبيرة في ايران بالنسبة إلى الاستثمار الاجنبي، وترجمة لذلك من خلال مصادقة مجلس الشورى الايراني على القوانين المختصة بهذا الشأن، وتوثيق الارضية اللازمة، مع وجود نخبة من رجال المال والاعمال في الكويت تساعد على تحقيق هذه الامكانات، مقابل وجود فضاء امن ومربح في ايران، موضحا ان من اهم طموحات واهداف حكومة الرئيس احمدي نجاد هو تنمية وتطوير الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية لتوفير فرص افضل لابناء الشعب، من خلال الخصخصة ودعم القطاع الخاص، وتوفير الارضية للاستثمار الاجنبي شرط التمليك الكامل، وامكان شراء 10% من اسهم اسواق المال والبورصة، وايضا التعاون الكامل مع كافة المؤسسات الاجنبية لاستقطاب رؤوس الاموال، لافتا الى ان الكويت تتبنى الدبلوماسية الاقتصادية، وايران تطمح الى ذلك، مطالبا بمزيد من التبادل التجاري الذي بلغ في اخر احصائية 234 مليون دولار، وهذه النسبة دون الطموح المقترح.