الحكيم بيحث الحكومة مع السيستاني والبعث يتوعد
مليونا عراقي الى كربلاء وسط مخاوف
أسامة مهدي من لندن : يتدفق عراقيون من مختلف انحاء البلاد على مدينة كربلاء قارب عددهم اليوم المليونان لاحياء مراسيم اربعينية استشهاد الامام الحسين في احتفالات دينية تصل ذروتها الليلة وسط تحديات امنية خطيرة من تعرض هذه الحشود الى اعمال عنف واعتداءات تشعل شرارة حرب اهلية طائفية لن يستطيع احد اطفاءها ولذلك حشدت السلطات حوالي 12 الف عسكري للمحافظة على الامن في المدينة التي احيطت بطوق امني ومنعت المركبات من دخولها في وقت بحث زعيم الائتلاف عبد العزيز الحكيم الاوضاع السياسية مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني ثم يتوجه اليوم الى كربلاء لالقاء كلمة في المحتفلين بينما توعد حزب البعث العراقي باستمرار المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال والحكومة العراقية لمناسبة بدء الحرب التي اطاحت بنظامه في مثل هذا اليوم من عام 2003 .
فلم يعيق انطلاق ثلاثة صواريخ امس على كربلاء (110 كم جنوب بغداد) حيث مرقدي الامام الحسين واخيه العباس (ع) تدفق حشود العراقيين نحو المدينة حيث يواصل مئات الآلاف من الزائرين مسيرتهم إليها سيرا على الاقدام في مواكب حزن يرتدي الرجال والنساء فيها الملابس السوداء حاملين الاعلام السوداء والخضراء وعلى ظهرورهم حقائب امتعتهم حيث يستقبلهم سكانها بتوزيع الطعام والشراب وإقامة الحواجز لتفتيش الزائرين بالتعاون مع الأجهزة الامنية التي وصل عدد افرادها الى 12 الف مسلح . وتظهر الصور التي تنقلها القنوات الفضائية العراقية مباشرة المواكب والهيئات الحسينية القادمة من مدن العراق المختلفة الى كربلاء حيث يقوم سكان المدن التي يمر بها الزوار بتوفير الخدمات التي يحتاجونها على طول الطريق بين مدينتي النجف وكربلاء وبين الحلة والنجف .
وقد اقامت منظمات حكومية انسانية وصحية خياما على هذه الطرق لتقديم الخدمات الصحية للزوار فيما تقوم دوريات من رجال الشرطة والأمن بحماية الزائرين وتأمين الطرق لهم وخاصة طريق بغداد الذي يمر بالمحمودية ومنطقة اللطيفية والإسكندرية والمعروف بمثلث الموت الذي شهد خلال العامين الماضيين مقتل العشرات من الشيعة المتوجهين لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف حيث قامت قوات الأمن بالسيطرة على هذا الطريق ليلا ونهارا لتوفير حماية كاملة للزوار .
وقد اعلن في كربلاء إن القذائف الثلاث التي سقطت على المدينة امس كانت صواريخ بعيدة المدى. وقال العميد رزاق الطائي قائد شرطة كربلاء إن هذه الصورايخ كانت من نوع كراد بعيد المدى يصل مداه إلى 20 كيلو متراquot;. وأضاف إن هذه الصواريخ بحسب اعتقاد خبراء المتفجرات قد أطلقت من مدينة المسيب وهذه المنطقة معروفة بتواجد المسلحين فيها موضحا إن انتشار الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة كبير على الأرض إلا إن استهداف المدينة بالصواريخ يحتاج إلى غطاء جوي لتدميرها في الجو واستمكان مواقع انطلاقها .
ولذلك فقد انتقد محافظ كربلاء عقيل الخزعلي القوات الأميركية لعدم توفيرها الغطاء الجوي لمدينة كربلاء وقال ان المحافظة طلبت من القوات المتعددة الجنسيات توفير غطاء جوي للمدينة لكنه لم يتم توفير سوى على ساعتين في اليوم متذرعة بعدم توفر الوقود الخاص للمروحيات و عدم وجود مناطق للإقلاع والهبوط . وأشارالى ان اطلاق الصواريخ الثلاثة استدعى زيادة عدد العاملين في جهاز الاستخبارات خاصة وان المدينة تحيط بها البساتين والمناطق الصحراوية . واكد الخزعلي ان المحافظة نشرت 8 الاف شرطي اضافة الى 4 الاف اخرين من قوات المغاوير ووحدات حفظ النظام في مختلف مناطق المحافظة بهدف تفويت الفرصة quot;على من تسول له نفسه المساس بهذه الشعائر والطقوس التي يحيها زائري المدينةquot; . واوضح ان المنطقة الغربية الصحراوية ومناطق المزارع والساتين المحيطة تم تأمينها عن طريق نشر قطاعات من الجيش وقوات المغاوير لتفادي وقوع اعتداءات بقذائف الهاون والمدفعية واشار ايضا الى ان دوريات من مكافحة الارهاب والاستخبارات ومعالجة القنابل تقوم بعمليات المسح الميداني لعموم المدينة والطرق المؤدية اليها والبساتين والمقابر لاحتمالات استعمالها من قبل الارهابيين ودعا المواطنين الى المزيد من التعاون مع قوات الشرطة والجيش لافشال مخططات الارهابيين .
وقد منعت السلطات اصحاب الفنادق من ايواء الوافدين بشتى جنسياتهم من دون استحصال الموافقات الرسمية والتاكد التام من هوياتهم واغراضهم الشخصية وحذرت كذلك من تناول الاطعمة والاشربة خارج نطاق المواكب الحسينية خوفا من قيام عناصر اجرامية بدس السم مع الطعام والشراب للزائرين ودعت في بيان وزعته الشرطة وسط المدينة رجال الدين والخطباء الجوامع والشيوخ الوجهاء الى quot;حث المواطنيين للتحلي بالوحدة الوطنية وعدم اثارة النعرات الطائفية خلال مراسيم الزيارة ورص الصفوف من اجل تفويت الفرصة على الارهابيينquot; .
وعلي الصعيد نفسه قال مصدر في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان زعيمه رئيس الائتلاف السشيعي الحام عبد العزيز الحكيم قد اجتمع ليلة امس مع المرجعين الكبيرين للشيعة آية الله السيد علي السيستاني وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم كلا على انفراد .
واشار الى ان الحكيم بحث خلال اللقائين الاوضاع السياسية والامنية في العراق واطلع المرجعين على ملف تشكيل الحكومة العراقية والمباحثات الجارية بين قادة القوى السياسية لانجاز هذه الهمة . وقال المصدر ان الحكيم سيتوجه اليوم الى مدينة كربلاء لمشاركة حشود العراقيين التي توجهت اليها مراسيم الزيارة والقاء كلمة فيها يتناول خلالها مختلف المواضيع المتعلقة يالشان العراقي .
ومن جهة اخرى قال حزب البعث العراقي المنحل ان المقاومة العراقية المسلحة والبعثيين quot;يحيون الذكرى الثالثة للعدوان الإمبريالي الأميركي الصهيوني الصفوي .. بتطور واستمرار مقاومتهم الصلبة العنيدةquot; .
واضاف في بيان له اليوم انه quot;بعد ثلاث سنوات من العدوان والاحتلال والقتل والتدمير والتهجير واطلاق يد القتلة والطائفيين الشعوبيين واستحضار استخبارت الحلفاء والأنظمة العربية العميلة والموساد الصهيوني لا تزال ستراتيجية النصر الأميركي في العراق وهما .. ولا تزال السلطة العميلة تعيش أيامها المستنفذة رعبا وجبنا ولا تزال أنظمة العار والتآمر تعاني أزماتها السياسية والأمنية والاقتصادية وتدفع ثمن غدرها وانعدام رجولتها وتلاشي شرفها، ولا تزال الصهيونية quot;وإسرائيلquot; تقطف ثمار حربها على العراق الموكلة الى الولايات المتحدة ولا يزال العراقيون كما عهدهم يضحون نيابة عن العرب والإنسانية: دما وتدميرا وتهجيراquot;.
واشار الى انه quot;بانعدام واندحار تحقيق ستراتيجية النصر الأميركي كما تمناها واهما بوش الأرعن تتحقق وتنتصر ستراتيجية المقاومة والتحرير كما صاغها باقتدار البعث والقائد صدام حسين وهذه هي حقيقة الحالة المتقابلة على ساحة المواجهة التاريخية المفتوحة في العراق المقاوم .. تتعدد وتتلاشى خيارات النصر الأميركي، ويبقى خيار المقاومة المسلحة غير المرتد مستمرا ومنتصراquot;.
وقال انه quot;باستنجاد الاحتلال بعرب اللسان وعجم الحقد الشعوبي تتمسك قيادة المقاومة والتحرير والبعث بشروطهما المعلنة والتي لا تتعامل أو تستوعب دورا عربيا أو إقليميا ولا بقاء مهما كان للسلطة العميلة وشخوصها ومؤسساتها ولا تواجدا احتلاليا مهما كان ولأي وقت كان ولا برنامجا غير الانسحاب الفوري الشامل لقوات الاحتلال من كل العراق quot;.
التعليقات