الياس توما من براغ : أكد الخبير النووي التشيكي كاريل بوهيم العامل في مكتب الأمن النووي التشيكي بان إيران تمتلك الآن كل ما يلزمها لإنتاج الأسلحة النووية لأنها تمتلك معملا لإنتاج المياه الثقيلة ومفاعلا خاصا ومعملا لتخصيب اليورانيوم الطبيعي كما تمتلك الطاقات العلمية المؤهلة . وأضاف في حديث أدلى به لصحيفة ليدوفي نوفيني التشيكية اليوم إن إنتاج قنبلة نووية يحتاج إلى لا يقل عن 15 كغ من البلوتونيوم أما الوقت الذي يستغرقه تحضير هذه الكمية فهو سر يتم المحافظة عليه بعناية شديدة من قبل مختلف الدول . وأكد أن عملية الحصول على الخبراء في مجال البحث النووي ليست عملية صعبة بل هي الحلقة الأسهل في المعادلة المؤلفة من ثلاثة أركان وهي : المواد ، التكنولوجيا ، والكوادر ولاسيما في الدول التي تمتلك التكنولوجيا النووية .

وردا على سؤال حول إمكانية تصنيع القنبلة النووية في حال وجود دعم مادي غير محدود قال إن الأمر يتوقف على مسألة الالتزام بالاتفاقات الدولية ففي حال الالتزام بها لا يمكن إنتاج أي أسلحة نووية بما فيها القنابل النووية لان إنتاجها يتطلب الحصول على المواد اللازمة مثل البلوتونيوم أو اليورانيوم المخصب وهذه المواد الأولية محصاه بشكل دقيق وتتم عملية بيعها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتوجب على البائع والمشتري أن يتعهدا بان المواد النووية ستستخدم فقط لأغراض سلمية أي لإنتاج الكهرباء أو في الطب وغير ذلك...

وحول إمكانية الحصول على المواد النووية بشكل غير مشروع قال إن ذلك محتمل جدا صحيح أن هذه المواد تبث إشعاعات يمكن كشفها بسهولة بالأجهزة المختصة غير انه من المعروفة أيضا حالات تم إلقاء القبض فيها على أشخاص اشتروا هذه المواد في دول أخرى مما يعني بوضوح بأنهم تمكنوا على الأقل من عبور الحدود بها .

وأضاف أن شراء المواد النووية ليس ضروريا في حال امتلاك الخبراء ليورانيوم طبيعي في دولتهم لأنه منه يمكن خلق المواد النووية وان كان ذلك يعتبر عملية غالية الثمن من جهة وعملية صعبة من جهة استهلاك الطاقة من جهة أخرى.

ورأى أن الدول التي لديها الأموال ومصادر الطاقة الكافية يمكن لها أن تنجح في ذلك أما الوسيلة الثانية للحصول على المواد النووية فهي إنتاجها في مفاعل نووي حيث يتم فيه إنتاج البلوتونيوم وأضاف أن الشيء الأخر الذي يتوجب توفيره هو التكنولوجيا أي الأجهزة اللازمة لتظيف المواد وبرامج كمبيوتر لإدارة العملية الإنتاجية وهذا الأمر قضية مكلفة جدا فمثلا التعامل مع البلوتونيوم عملية صعبة جدا لان العمل يتم في غرق حارة وبدون ملامسة لليد البشرية .

ولفت إلى أن التكنولوجيا الضرورية لتحضير المواد النووية موجودة في سجلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما أن عملية شرائها تخضع لإشراف الوكالة .

من جهته قال المدير السياسي لوزارة الخارجية التشيكية مارتين بوفيشيل بان إيران قد خرجت عن نطاق الإشراف الدولي عندما حاولت تطوير برنامجها النووي بشكل سري وأضاف في حديث لصحيفة ليدوفي نوفيني بان المقدرات التقنية للصناعة الإيرانية عالية جدا ولذلك فان المسالة هي قضية وقت قليل جدا حتى تتمكن إيران من إنتاج الأسلحة النووية واعتبر أن من غير المقبول على الإطلاق بالنسبة لبلده رفض إيران الالتزام باتفاقية باريس التي تم التوصل إليها والتي وعد فيها ممثلو إيران بتوقيف البرنامج النووي الإيراني .

ورأى بان انتخاب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لم يكن له وقع ايجابي على العلاقات الدولية وانه اثر بشكل سلبي على المفاوضات مع الترويكا الأوربية بشأن البرنامج النووي الإيراني ورجح أن تكون هناك علاقة بين التطورات الجارية في الملف النووي الإيراني وبين التهجمات التي يشنها إيران على الدول الغربية .

وكشف عن أن العلاقات بين بلاده وبين إيران ليست جيدة حتى على المستوى الشكلي ولذلك ليس هناك من تواصل أو تعاون بين البلدين وان إيران تأخذ على تشيكيا غير موقفها من الملف النووي وجود إذاعة quot; فاردا quot; التي تبث بالفارسية من براغ في إطار إذاعة أوروبا الحرة الأميركية وأكد أن الإيرانيين العاديين يعتبرون هذه الإذاعة مصدرا قيما للمعلومات على خلاف السياسيين الإيرانيين الذين يعتبرونها أداة للدعاية الغربية .