اولمرت يقبل عليزا قبلة النصر
أسامة العيسة من القدس : لم يرد إيهود أولمرت، القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، وزعيم حزب كاديما، زج عائلته في المعركة الانتخابية للكنيست السابعة عشرة التي انتهت مساء أمس، مع إغلاق صناديق الاقتراع، ولكن رأيه لم يكن حاسما، وربما غير مهما، فتولت الأحزاب المنافسة له، وضع عائلة اولمرت الصغيرة في معمعة المعركة الانتخابية الطاحنة بين الأحزاب التي رأت أن كل شيء فيها جائز ومبرر في السباق إلى الكنيست.
وكوّن اولمرت (60) عاما، عائلته عندما تزوج عليزا عام 1974، وهي شابة يسارية ناشطة في حركات السلام الإسرائيلية، لكن ما الذي جمع بين الاثنين اولمرت اليميني وعليزا اليسارية؟ بالتأكيد ليست السياسة وإنما الحب، وحاول اولمرت، مثلما يفعل الرجال عادة مع النساء اللواتي يحبونهن، أن يقنع عليزا بأفكاره السياسية، ولكنه فشل، ولم يحل ذلك دون ارتباطه بما اعتبرها المراقبون نقطة ضعفه الوحيدة، وهو القانوني صاحب الصفقات البارعة، الذي لم يتخل عن صفته هذه حتى مع ارئيل شارون، عندما كان يصر دائما أن يكون أي وعد من شارون له موثقا بورقة بخطة شارون.
واصبح لاولمرت ثلاثة أبناء، جميعهم تأثروا سياسيا بالأم، واختاروا طريقها، فالابنة أستاذة جامعية وناشطة في منظمة (نساء لمراقبة الحواجز) التي تسجل الخروقات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على الحواجز العسكرية في المناطق الفلسطينية، وابنه شاؤول رافض للخدمة في الجيش الإسرائيلي باعتباره جيش احتلال، أما الابن الأصغر، فسار على درب أبيه وبدلا من الذهاب للخدمة الإجبارية في الجيش ترك البلاد وسافر إلى فرنسا.
وعندما كان اولمرت يظهر في المهرجانات داعيا الإسرائيليين للاقتراع لحزب الليكود الذي انتمى إليه، كانت زوجته تقترع لصالح الأحزاب اليسارية.
ولم يشغل أحد نفسه من الإسرائيليين كثيرا بعائلة اولمرت، حتى بدا انه سيتصدر المشهد السياسي بعد مرض شارون، وانه سيكون رئيس وزراء إسرائيل المقبل.
وشحذ رفاق الأمس في حزب الليكود، الذين يعرفون اكثر من غيرهم أسرار اولمرت العائلية، أسلحتهم خلال فترة الدعاية الانتخابية، والمحوا بشكل مكثف إلى ميول ابنة اولمرت الجنسية باعتبارها مثلية الجنس ، بل ناشطة في المنظمات المدافعة عن حقوق اللوطيين والسحاقيات في إسرائيل.
وقطع اولمرت الطريق على نشطاء حزب الليكود فاعلن للصحافة بان ميول ابنته الجنسية أمر خاص بها، وليس له علاقة بالسياسة والصراع الحزبي، وانه وزوجته يحترمان خيارات الابنة التي تعيش مع شريكة لها في تل أبيب، وطلب من الصحافة التركيز على برنامجه السياسي بدلا من الأمور الخاصة.
وقال اولمرت بأن زوجته ناشطة يسارية، وكذلك ولداه ، وان عائلته تخالفه الرأي، وهو يحترم خيارات عائلته الحزبية والسياسية.
وإذا كانت تصريحات اولمرت حول عائلته أسكتت نشطاء حزب الليكود، ومنعتهم عن تناول حياته الخاصة، فإنها فتحت شهية نوع أخر من المشتغلين بالسياسة الإسرائيلية مثل باروخ مارزيل أحد غلاة المستوطنين الذي قاد الدعاية الانتخابية لحزبه على طريقة زعران المستوطنين في الجيب الاستيطاني بمدينة الخليل، وعشية انتهاء موعد الدعاية الانتخابية، فجر مارزيل أخر قنابله الدعائية بتوزيع تصميم دعائي يصور الشيخ محمد أبو طير رجل حماس البارز يحتضن عليزا زوجة اولمرت.
ولم يستطع اولمرت الرد على مارزيل، فكل شيء في المعارك الانتخابية الإسرائيلية جائزا، وانتظر حتى انتهت عملية التصويت، وفي خطابه الذي ألقاه بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع ليلة أمس الثلاثاء، قدم اولمرت اعتذارا شاهده ملايين المشاهدين في العالم إلى عليزا، على الأذى الذي أصابها بسببه.
وقال اولمرت quot;رفضت ان تكون عائلتي جزء من هذه المعركة، واحترمت قرار عليزا والأبناء بالبقاء مستقلين سياسيا عني، ولكن ما حز بنفسي هو المحاولات التي بذلت للدفع بعليزا والأولاد إلى أتون المعركة الانتخابيةquot;.
واضاف اولمرت في إشارة إلى ما فعله مارزيل quot;كنت أتصور أن هنالك حدودا كان يجب عدم تجاوزها في المعركة الانتخابيةquot;.
وشكر اولمرت عليزا التي كانت حاضرة معه قائلا quot;مع عليزا يصبح كل شيء ممكنا، وكل شيء جيد حدث لي في مسيرتي كان بسبب عليزاquot;.
ونظر اولمرت إلى زوجته قائلا quot;لحظة النصر هذه لك يا عليزاquot;، ثم حضنها.