سفير إسرائيلي سابق في المانيا واثق برؤيته:
حماس وحكومة كاديما- العمل ستتفاوضان حتماً

اعتدال سلامه من برلين: تقف حكومة التحالف الاسرائيلية المقبلة والتي ستتشكل من حزبي كاديما والعمل أمام سؤال يصعب عليها ان ترد عليه اليوم، وهو كيف ستتعامل مع حركة حماس الإسلامية. لكن السفير الاسرائيلي السابق في المانيا آفي بريمور الذي يعيش في برلين، وهو من حزب العمل، يتوقع مباشرة الطرفين التفاوض قريباً. وقد تحدث إلى مجلة quot;دير شبيغلquot; عن الانتخابات الإسرائيلية والنسب الضئيلة التي نالها حزبا كاديما والعمل، معتبراً أن هذه النتيجة لا تعني بالضرورة مواجهة صعوبات كبيرة في عملية تشكيل الحكومة، فالصعوبة كانت ستبرز لو ان الجبهة اليمينية تمكنت من بناء حكومة وحدها او توافرت لها المعطيات كي تحول دون بناء كاديما حكومة. والجبهة اليمينية مفتتة اليوم وضعيفة، لذا بات التحالف بين الحزبين متاحاً ومتوقعاً. وسيعجل في تحقيق رغبة كاديما بتشكيل حكومة مع حزب العمل إقبال عدد من الأحزاب الصغيرة على المشاركة فيها. وبرر السفير تأكده من جلوس quot;حماسquot; والحكومة الاسرائيلية المقبلة الى طاولة المفاوضات بالقول إن quot; كبار السياسيين الاسرائيليين من المعسكرين اليميني واليساري شددوا خلال الحملات الانتخابية على القول إنهم لن يتحدثوا مع حماس أبداquot;. لكن رئيس حزب كاديما ايهود اولمرت لم يكرر خلال خطابه عشية انتصاره في الانتخابات ما كان يقوله في السابق quot;سوف ننسحب من جانب واحد فحسب من الاراضي الفلسطينيةquot; بل استبدل بهذه العبارة أخرى قائلاً : quot;سوف نتفاوض مع الفلسطينيين ونريد العودة للتفاوض معهمquot;، وهذا التغيير جاء نتيجة ضغوط حزب العمل.
وتخضع وعودة المفاوضات إلى شروط منها تنازل حماس عن اعمال العنف والارهاب والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، لكن السفير بريمور لا يعتقد انها في وضع يمكنها من انكار كل مواقفها السابقة فورا وبسرعة، quot;والحال نفسه ينطبق علينا، فلن نقول رسميا اننا سنتفاوض مع حماس حالا. الا ان المرء ينتظر قبول حماس لاسرائيل كشريك في المفاوضات حتى لو لم تعلن ذلك رسميا، يضاف الى ذلك ايقافها إعمال الارهاب التي تقوم بها المجموعات المتطرفةquot;.
في الوقت نفسه تحدث السفير السابق عن الوضع النقيض أي اذا لم تعترف حماس على المدى البعيد باسرائيل، فقال : quot;سوف تختفي هذه الحركة في هذه الحال، فهي تعرف انها لم تنتخب لأسباب عقائدية بل نتيجة حالة طارئة وللضرورة ، والشعب الفلسطيني ينتظر منها تحقيق تحسن فوري لاوضاعه المعيشية المتدهورة، وهذا ما لا يمكن لحماس تحقيقه من دون التعاون مع اسرائيل، لان كل شيء يخضع لمراقبتنا من الفضاء وحتى الماء. لكن أكرر أنه بسبب الضرورة ولأسباب براغماتية يحتاج كل منا إلى الآخر. حماس تحتاج إلينا ونحن بحاجة اليها، لذا اعتقد بان المفاوضات خلف الكواليس سوف تبدأ قريبا وبعد ذلك ستأخذ طابعاً رسمياquot;.