برودي صاب وبرلوسكوني خاب في الانتخابات
إيطاليا تدخل في مرحلة سياسية متوترة

إقرأ أيضا

تحالف برودي يفوز بالاكثرية في مجلس النواب

هزيمة بيرلسكوني ذات قيمة تاريخية

فوز برودي في الانتخابات الإيطالية

ساعات وينتهي السبق الانتخابي الشرس في إيطاليا

تضارب في استقراء نتائج الانتخابات الإيطالية

إيلاف، روما، وكالات: اعلنت شبكة التلفزيون الايطالية quot;سكاي تي جي 24quot; اليوم الثلاثاء ان اتحاد اليسار بزعامة رومانو برودي فاز في انتخابات مجلس الشيوخ ليصبح مسيطرا على مجلسي النواب والشيوخ ما سيتيح له تشكيل الحكومة الجديدة.

وبحسب معطيات الشبكة الاخبارية الاولى، فان اتحاد اليسار حصل على اربعة من مقاعد مجلس الشيوخ الستة المخصصة للايطاليين في الخارج ليحقق بذلك غالبية مقاعد مجلس الشيوخ (158 من اصل 315).

ولم تتوافر حتى الان النتائج الرسمية الكاملة غير ان النتائج الجزئية التي وردت تؤكد تقدم اتحاد برودي في عمليات فرز الاصوات القادمة من الخارج.

واوضح فرانكو دانييلي المسؤول عن ايطاليي الخارج في اتحاد برودي ان الاتحاد حصل في الواقع على 159 مقعدا في مجلس الشيوخ. وفاز اتحاد برودي على الائتلاف اليميني بزعامة سيلفيو برلوسكوني في مجلس النواب حيث حصل على الغالبية المطلقة بفوزه ب340 مقعدا من اصل 630.

وبذلك تفتح إيطاليا اليوم صفحة سياسية جديدة مع فوز مرشح تحالف الاتحاد لأحزاب يسار الوسط رومانو برودي في الانتخابات التشريعية على رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني الذي سارع إلى الاعتراض على النتائج، في خطوة تنبئ بمرحلة من النزاعات السياسية والإعلامية شديدة النبرة، ستدخل فيها إيطاليا في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة. ويتوقع المراقبون ان تصل هذه النزاعات إلى المحكمة العليا قبل تكليف برودي بتشكيل الحكومة وخاصة وان فترة ولاية رئيس الجمهورية على وشك الانتهاء. وحقق ائتلاف برودي فوزا بأغلبية تقل عن عُشر الواحد بالمائة في انتخابات مجلس النواب، حيث حصل على 48.8 بالمائة من الاصوات، مقابل 49.7 لائتلاف يمين الوسط الذي يتزعمه رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني. وفي إطار هذه النتائج، تعلق الأطراف المتنازعة أهمية كبيرة على الشيوخ الستة المنتخبين خارج إيطاليا والذين لم يعلن عنهم بعد، في تحديد الأغلبية داخل مجلس الشيوخ.

ومهّد الإيطاليون لبرودوي الطريق لتحقيق عوده بالتغيير وتحسين الأوضاع المالية ومكافحة التهرب من الضرائب وعودة الأخلاق إلى السياسة إذ اعتبر quot;أن البلاد واقتصادها وقدرة المواطنين على احتمال مصاعب العيش بلغت مبلغاً لا يُطاقquot;. ولا تعني النتيجة أن ائتلاف اليسار - الوسط سيكون قادراً على تحقيق كل ما يطمح إليه الإيطاليون، فالتباينات بين مكوّناته في ما يختص بالاقتصاد والاشتراعات الخاصة بقوانين العمل والعائلة والهجرة والسياسة الخارجية والشرق الأوسط، كبيرة وعميقة للغاية.

وليست تلك المرة الاولى التي ينجح برودي في هزيمة بيرلوسكوني إذ انتصر عليه عام 1996، ليعود quot;ملك التلفزيونات الخاصةquot; الى الحكم بعد خمس سنوات. لكن المعركة الاخيرة بينهما كانت الأعتى والأشرس منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال برودي، الذي استبق النتائج النهائية بإعلان فوزه فى خطاب مختصر، إن فوز تحالف الاتحاد بنسبة 79.49 في المائة من الاصوات مقابل 73.49 في المائة بفارق 25 ألف صوت انتصارا كفيلا بتشكيل حكومة جديدة بالاستناد على اغلبية عددية تبلغ 340 مقعدا من 618 مقعدا في مجلس النواب وفق قانون الانتخابات الجديد. وتابع quot;سنطوي الصفحة، وعلينا ان نعمل لتوحيد البلاد وتطبيق برنامجناquot;.

واكد برودي في خطابه في الثالثة صباحا بعد ان شكر الاف المؤيدين الذين احتشدوا منذ ظهر الامس quot;طي صفحة بيرلسكونيquot; والعزم على توحيد الشعب الايطالي الذى كشفت الانتخابات عن انقسامه التام والمسارعة في تنفيذ برنامجه السياسي للخروج بإيطاليا من حالة الازمة التي تعانيها منذ سنوات. ووضع زعيم الاتحاد على رأس اولويات الحكومة التى يعتزم تشكيلها المعركة الاستفتائية المقبلة لالغاء قانون الاصلاحات الدستورية الذي اقرته الأغلبية السابقة عنوة باعتبارها تهدد وحدة ايطاليا بالاضافة الى تغيير نظام الانتخابات الذى لا يكفل الاستقرار الحكومى والسياسي.

من جانبه، قال بييرو فاسينو رئيس حزب quot;الديموقراطيون اليساريونquot; الذي يعتبر الفصيل الاساسي في ائتلاف برودي من يسار الوسط quot;مع انهم اعدوا قانونا انتخابيا لتقسيم البلاد ومنعنا من الفوز، فان الناخبين عبر تصويت واضح قلبوا صفحة برلوسكونيquot;.

في المقابل، طالب المتحدث باسم برلوسكوني بالتحقق من تعداد الأصوات بعد تشكيكه بانتصار غريمه. وقال quot;يجري الكلام عن الغاء نصف مليون صوت، لا بد من التحقق من ذلكquot;، فيما لم يدل زعيم اليمين برلوسكوني - الذي احتفظ برئاسة الوزراء لأطول فترة منذ الحرب العالمية الثانية - بأي تصريح رغم ان المؤشرات تدل على إمكانية حصول مواجهة قياسية بين الطرفين حول نتائج الانتخابات.
وحصل تحالف برلوسكوني على 277 نائبا.

ولم تختلف النتيجة كثيراً عن التوقعات بفوز اليسار - الوسط بغالبية في البرلمان نتيجة الاقتراع يومي الأحد والاثنين. ورفضت اوساط حزب quot;ايطاليا إلى الأمامquot; الذي يتزعمه بيرلوسكوني، الاعتراف بالخسارة التي ستكون لها انعكاسات كبيرة على السياسة الخارجية الايطالية، خصوصاً التحالف الذي نسجه رئيس الوزراء مع الرئيس جورج بوش. ومن شأن ذلك ان يؤدي الى سيناريو شبيه بما حصل في اسبانيا مع انتقال الحكم من اليميني خوسيه ماريا اثنار الى اليساري خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو العام 2004، وما نتج عن ذلك من انسحاب القوات الاسبانية من العراق.

وأعلنت وزارة الداخلية صباح اليوم ان رومانو برودي حصل مع حلفائه على 340 مقعدا من أصل مقاعد النواب الـ630 بعد تقدمهم فقط بـ25224 صوتا على ائتلاف اليمين برئاسة سيليفيو برلوسكوني رئيس الحكومة المنتهية ولايته. واضافت الوزارة ان ايا من الائتلافين المتنافسين لم يحصل على اكثرية في مجلس الشيوخ بعد فرز الاصوات اثر انتهاء الانتخابات التي جرت يومي الاحد والاثنين. وحصل اتحاد اليسار على 154 مقعدا من اصل مقاعد مجلس الشيوخ الـ315 في حين حصل ائتلاف برلوسكوني على 155 مقعدا حسب التعداد الرسمي.

وفي هذه الحالة فان الحسم سيكون بايدي الايطاليين الذين يعيشون في الخارج والذين ينتخبون ستة اعضاء من مجلس الشيوخ. وستعرف نتائج انتخابات مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء، الا ان النتائج الاولية اعطت تقدما لليسار. اما في حال حصل اليمين على الاكثرية داخل مجلس الشيوخ فان ايطاليا ستجد نفسها امام اكثريتين تشريعيتين مختلفتين، ما سيجعل من حكم البلاد امرا صعبا. وسيكمل النواب الـ12 الذين ينتخبهم الايطاليون الذين يعيشون في الخارج تشكيلة البرلمان الجديد حسب ما اعلنت وزارة الداخلية.

ورغم الفارق البسيط في الاصوات بين الطرفين في انتخابات مجلس النواب فان رومانو برودي استفاد مع حلفائه من quot;علاوة الفائزquot; التي وردت في النظام الانتخابي الجديد الذي اقر قبل ستة اشهر واعتمد النسبية. وهكذا يحصل الائتلاف الذي يجمع اكبر عدد من الاصوات بشكل آلي على 340 مقعدا من مقاعد مجلس النواب ال630 . ويضاف الى اتحاد اليسار مقعد حصل عليه مرشح عن لائحة صغيرة في وادي آوستا في شمال البلاد ما يرفع عدد نواب هذا الاتحاد الى 341.

يذكران النظام الدستوري الحالي يخص رئيس الجمهورية بتكليف من يراه لتشكيل الحكومة بعد مشاورات مع القوى البرلمانية من المتوقع نظريا ان يتمكن برودي من الحصول على ثقة مجلس الشيوخ اعتمادا على 5 من أصوات اضافية على الاقل

وكانت النتائج متقاربة جدا خلال فرز الاصوات وانتقل التقدم من هذا الفريق الى ذاك مرارا. ففي حين اعطي ائتلاف برودي فائزا في استطلاعات الراي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع في الساعة 13:00 تغ ، عاد هذا الائتلاف وبدا متراجعا بعد ست ساعات امام تحالف برلوسكوني من يمين الوسط. وجاءت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات مرتفعة جدا وبلغت 83.6 بالمئة من اصل 47 مليون ايطالي يحق لهم الاقتراع، حسب ما اعلن وزير الداخلية جيوزيبي بيزانو. وبلغت نسبة المشاركة 81.4 بالمئة خلال الانتخابات التشريعية عام 2001.