مقديشو: تواصلت المعارك بالاسلحة الثقيلة في مقديشو صباح الجمعة لليوم السادس على التوالي بين انصار زعماء الحرب المدعومين من الولايات المتحدة وقوات المحاكم الاسلامية. وافاد شهود ان مواجهات يوم الجمعة التي كانت اقل حدة من معارك الايام الاخيرة تسببت بسقوط جريحين احدهما طفل.
وافادت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان عدد الضحايا وصل الى ثمانين قتيلا، فيما اشارت حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس الخميس استنادا الى شهادات ومصادر طبية الى سقوط ما لا يقل عن 78 قتيلا بينهم مدنيون، واكثر من مئتي جريح.
وقال احد وجهاء مقديشو محمد ايمان الذي يشارك في الاتصالات الجارية للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار لوكالة فرانس برس quot;اندلعت معارك عنيفة واصيب شخصان احدهما طفل في السادسة بجروحquot;. وتراجعت ظهرا حدة المعارك، في وقت كان الصوماليون يستعدون للتوجه الى المسجد لاداء صلاة الجمعة. وقال الشيخ محمد ابراهيم جمال لوكالة فرانس برس ان quot;الوجهاء يبذلون جهودا من اجل وضع حد لاعمال العنف، الا ان المعسكرين لم يوافقاquot; على وقف لاطلاق النار، مشيرا الى ان امراء الحرب يشترطون مسبقا انسحاب الميليشيات الاسلامية من المناطق التي احتلوها منذ بداية المعركة.
وتدور الاشتباكات بين مسلحي المحاكم الاسلامية من جهة والتحالف لارساء السلام ومكافحة الارهاب المدعوم من الولايات المتحدة من جهة اخرى.
وقال شهود ان مقاتلين من الجانبين كانوا يتجمعون الجمعة في احياء في شمال العاصمة الصومالية وفي وسطها حيث دارت اعنف المعارك حتى الان، تمهيدا لهجمات جديدة.
وقال الجندي السابق عمر حاجي احمد ردا على سؤال لوكالة فرانس برس quot;ان تنقلات الميليشيات في العاصمة كثيفة وهذا ينذر بمزيد من العنفquot;.
من جهة ثانية، طلب مسؤولون مسلمون كبار استقدام تعزيزات الى العاصمة. وقال حاكم منطقة شبيلا السفلي (جنوب مقديشو) يوسف محمد سيد الذي يتزعم مئات المسلحين quot;المعارك جزء من الحرب على الاسلام وانا ادعم المحاكمquot;. ونزحت مئات العائلات من منازلها بسبب الاشتباكات بالاسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ وقذائف الهاون في شوارع مقديشو.
ويواجه امراء الحرب الذين كانوا يسيطرون حتى الآن على احياء مقديشو تصاعد نفوذ المحاكم الاسلامية وميليشياتها المزودة بالسلاح الثقيل.
وذكر تقرير وضعه خبراء في الامم المتحدة ووزع مساء الاربعاء في نيويورك ان المسلحين التابعين للمحاكم الاسلامية تقدموا على الارض. وهم يسيطرون على quot;حوالى 80%quot; من مقديشو. وقال تقرير خبراء الامم المتحدة ان عناصر المحاكم الاسلامية الذين يشتبه الغرب بان في صفوفهم عناصر من تنظيم القاعدة، نجحوا في التمركز في احياء كان يسيطر عليها سابقا خصومهم الذين quot;تراجعت قوتهم الى حد بعيدquot;.
وحصلت مواجهات عديدة بين الجانبين منذ شباط/فبراير، الا ان معارك هذا الاسبوع كانت الاكثر عنفا. وهي الاكثر دموية في الواقع منذ بداية الحرب الاهلية في الصومال قبل 15 عاما. وتعم الفوضى العاصمة الصومالية منذ بداية الحرب الاهلية في 1991 اثر سقوط نظام محمد سياد بري. وانشئت هيئات سياسية انتقالية قبل سنة ونصف لكنها ما زالت منقسمة وتبدو عاجزة عن فرض النظام في البلاد.
التعليقات