بهية مارديني من دمشق: بالرغم من الدبلوماسية الشديدة التي اتسم بها وفد الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان الذي انهى زيارته لدمشق اليوم والتقته ايلاف قبل سفره الا انه لايمكن وصف الزيارة الا بالفشل حيث عجز الوفد عن لقاء اللواء بسام عبد المجيد وزير الداخلية السوري والقاضي محمد الغفري وزير العدل السوري رغم ارساله فاكسات من باريس ، حيث مقر الفيدرالية ، الى الرئيس السوري بشار الاسد و وزارة الخارجية السورية لترتيب اللقاءان لتدرس وضع المعتقلين السياسيين في سورية والتحدث عن سلسلة الاعتقالات الاخيرة ، كما فشل الوفد في الحصول على موافقة السلطات للقاء السجناء السياسيين في سجن عدرا في ريف دمشق.

المحامي محمد زارع عضو الوفد ومدير عام المنظمة العربية للاصلاح الجنائي اعتبر في حديث خاص مع ايلافquot; ان ماجرى ليس فشلا بل السبب هو الترتيبات السريعة فقد ارسلنا خطابات قبل وصولنا عن طريق الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان لعدة شخصيات على راسها الرئيس بشار الاسد وخطاب لوزير الخارجية ووزير الداخلية وبمجرد وصولنا طرقنا الابواب وتوجهنا لوزارة الداخلية وقابلنا مدير مكتب الوزير الذي اكد لنا انه سيرتب اللقاء بمجرد ابلاغه من الخارجية وتوجهنا لوزارة الخارجية فقالوا لنا ان فاكسنا لم يصل فاعدنا ارسال الفاكس من مقر الفيدرالية في باريس وكانت اقامتنا قصيرة ووعدنا بترتيب الزيارات خلالها والاتصال بناquot;.

واشار زارع الى ان زيارة الوفد لسورية هيquot; زيارة استكشافية نتعرف بها على اوضاع معتقلي الراي والفيدرالية مهتمة وتتابع المسالة وتوجهنا لنقابة المحامين في سورية وطلبنا تصاريح لزيارة السجون، وذلك كمحامي مصري ، وسبق لي ان وكلت بالدفاع عن معتقلين في سورية تبعا لتوصيات اتحاد المحامين العرب يجوز حضور محامين عرب والحصول على وكالات وانا لدي وكالة قانونية للناشطين ميشيل كيلو ومحمد عبد الله واخرين quot;.

واكد زارع quot;ان الوفد توجه الى نقابة المحامين السوريين وقابل احد اعضاء النقابة وطلب منه اعتماد تصريح زيارة السجن فقال عضو النقابة انه ليس لديه صلاحيات فتوجه الوفد للمحامي العام فكان لديه اجتماعات وكان من الصعب لقائه وعقدنا عدة لقاءات مع رئيس اتحاد الصحافيين في سورية صابر فلحوط وناشطين حقوقيين واسر وعائلات المعتقلين السياسيينquot;.

وحول ما وجدوا لدى عائلات المعتقلين قالت لايلاف امنة ابو عياش عضو الوفد ورئيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان quot;انهم قلقين على ازواجهم وابنائهم ،وقلقون على ما سيؤول اليه الاعتقال ، وقلقون على وضعهم في السجن فهم في اجنحة مع معتقلين جنائيين ولم يستطيعوا التاقلم مع معتقلي الحق العام ، كذلك هم قلقون لايعرفون موعد المحاكمة اهي قريبة ام بعيدة وعلامة الاستفهام كبيرة كما انهم يعيشونبقلق بالنسبة للتهم الموجهة للمعتقلين وحسب القانون السوري انه يمكن ان تصل للمؤبد فهي ماساة اجتماعية بكل معنى الكلمةquot;.

وردا على سؤال عن انطباعها عن الزيارة قالت quot;لااستطيع ان اتحدث عن تواصل كانت اللقاءات لبقة ولائقة ولكن المضمون الذي جئنا لنبحث عنه لم نستطع المقاربة اليه quot;.

وقال زارع quot;اظن ان الابواب مازالت مفتوحة لدى السلطات الى اي مدى لا اعرف فلم يرفض احد لقاءنا وتحركنا في دمشق بحرية كمندوبين للفيدرالية ، ونتمنى في الفترة القادمة ان ينتهي الامر بالنسبة لنا اولاخرينquot;. ونوه زارع الى ان quot;هدف الزيارة هو جولة استكشافية وعمل تقرير مبدئي عن الاعتقالات السياسية وظروفها ومتابعة الامر عن قرب والقرار والتقرير النهائي الذي تتخذه الفيدرالية ليس بيدنا ومن المؤكد انهم سيعيدون ارسال الخطابات مرة اخرى.quot;
وحول سلسلة الاعتقالات الاخيرة تمنى زارع quot;الا تصل الامور الى المحاكمة فمن حق كل انسان ان يقول رايه ومن حق المثقفين ان يشتكوا والا يكون جزاء الراي السجنquot;.

من جانبها قالت ابو عياش quot;ان الاعتقال جاء على خلفية بيان ولاتعلم ان كانت هناك اسباب اخرى واشارت من ناحية اخرى الى مؤتمر في المغرب الشهر القادم حول الاوضاع في دارفور للمنظمات غير الحكومية وستنظمه المنظمة المغربية والفيدرالية الدولية ومركز القاهرة ومركز مغربي للدراسات حول حقوق الانسان والديمقراطية quot;.

وردا على سؤال حول اوضاع منظمات حقوق الانسان في سورية قال زارع quot;جئت الى سورية منذ 3 سنوات وانا قريب من النشطاء في سورية ولدي دون مبالغة عشرات الاصدقاء في منظمات حقوق الانسان واعرف ان المجتمع السوري في هذا المجال لازال في بدايته ولديه عشرات المشاكل ويعمل دون ترخيص وفق مايسمى بالمسكوت عنهquot;.

وتمنى زارع ان تحصل كل المنظمات الحقوقية على التراخيص وان تعمل بشكل قانوني ، ونوه الى ان هناك بعض النشطاء تعرضوا لمضايقات وفض الاجتماعات وان بعض الاعتقالات قد تطول النشطاء في المجتمع المدني وquot;اتصور ان الحل للحكومة والنشطاء ان يعمل الجميع في اطار الدولة وان ينسق النشطاء مع المسؤولين لانه في النهاية منظمات حقوق الانسان هي منظمات وسيطة وجسر تواصل بين المنتهكة حقوقهم والدولة ويجب الاستجابة من المسؤولين حتى يشعر النشطاء بالنجاح في تطوير المكسب الذي يسعون اليهquot;.

وحول التعريف عن الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان قالت ابو عياش ان مقرها الرئيسي في باريس وتضم 144 منظمة مستقلة غير حكومية ناشطة في مجال حقوق الانسان .