إيلاف ndash; الرياض: في مقالٍ نشرته صحيفة الفايننشال تايمز كتب أركيدي أوستروفسكي من موسكو أن الرئيس فلاديمير بوتين أوضح توتراً متزايداً في دائرة الكرملين الداخلية قبل الانتخابات الرئاسية في 2008, وذلك حينما أقال المدعي الرئيسي المتشدد في البلاد.

وتمت إقالة فلاديمير أوستنوف من قبل البرلمان بطلبٍ من الرئيس, وجاءت هذه واحدة من التغييرات الأكثر أهمية في محيط الـ siloviski وهذه تتشكل من الأعضاء السابقين والحاليين في خدمات الأمن الروسي الذين اكتسبوا سلطة كبيرة تحت إدارة بوتين.

وكان أوستنوف ndash; الذي كان مدعياً منذ العام 2000 ndash; قد اشرف على الهجوم على شركة Yukos للنفط في السنوات الثلاث الماضية وعلى اعتقال مالكها السابق ميخائيل خودركوفسكي.

بينما قال الكرملين أن أوستنوف هو من قدم استقالته دون إبداء أية أسباب. وجاءت مغادرته بعد أن طالب بوتين الشهر الماضي في خطاب حالة البلاد بإصلاح الشرطة والأمن وخدمات المدعين العموميين, أي جميع معاقل الـ siloviski.

وفي الشهر الماضي طرد بوتين عدة مسؤولين من ذوي الرتب العالية في خدمة الأمن الفيدرالي, كما طرد رئيس خدمة الجمارك.

وقال المراقبون أن قرار الرئيس جاء دلالة قوية على حربٍ ضارية بين أقسام الكرملين قبل الانتخابات الرئاسية في 2008. وشكّل طرد أوستنوف من عمله ضربة مدوية لإيجور سيشن نائب الرئيس في إدارة الكرملين,كما أنه رئيس لشركة Rosneft النفطية التابعة للحكومة والتي انتفعت من وراء تفكيك شركة Yukos.

وقال المحللون أن إقالة أوستنوف كان علامة على قوة سيرجي إيفانوف وزير الدفاع الروسي والمرشح الأقوى للفوز بالانتخابات لخلافة بوتين في 2008. وكان الرئيس وإيفانوف قد عملا معاً في الـ KGB, الخدمة السرية السوفييتية.

وقال المراقبون في الكرملين أن التوتر بين سيشن وأوستنوف من ناحية وإيفانوف من ناحية أخرى قد وصل إلى حده في الأشهر الأخيرة. إذ تعرضت وزارة الدفاع لسلسلة من الهجمات من قبل المدعين العسكريين, قال عنها المراقبون أنها استهدفت إيفانوف شخصياً.

وكان بوتين رفع من منصب إيفانوف مؤخراً, بأن جعله نائب رئيس الوزراء وسلمه مسؤولية المنشأة الصناعية العسكرية. كما كان تأثير إيفانوف واضحاً كذلك في خطاب حالة البلاد الذي أعطى القضايا الدفاعية اهتماماً ملحوظاً.

وقال مصدر في الكرملين أن إقالة أوستنوف ستؤدي إلى تغيراتٍ أكثر في الحكومة.

أصبح أوستنوف اسماً مألوفاً في روسيا حينما أشرف على الادعاء على خودركوفسكي بتهم الاحتيال والتهرب من الضرائب. وكانت الحملة ضد خودركوفسكي, أثرى رجلٍ في روسيا, نبّهت الأسواق وبعثت المخاوف من أن الكرملين يستعمل النظام القضائي للإطاحة بخصومه.

وأعلنت وكالات روسيا أن من المحتمل أن يخلف أحدهما أوستنوف وهما ديمتري كوزاك وألكساندر كونوفالوف. إذ كان كوزاك رئيساً للموظفين في الكرملين ومقرباً من الرئيس, وهو مسؤول عن إرسال الأوامر إلى منطقة شمال القوقاز. أما كونوفالوف المدعي السابق فهو مبعوث بوتين إلى منطقة فولغا.