بشار دراغمه من رام الله، عواصم:اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية حماس اليوم اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الاستفتاء بانه quot;انقلاب على
الارادة الفلسطينيةquot; واعلنت انها ستتخذ quot;كل الاجراءات القانونية لعدم اجرائهquot;. وقال مشير المصري المتحدث باسم حماس ان الدعوة الى الاستفتاء quot;انقلاب على الارادة الفلسطينية والتفاف على الشرعية واعلان شرخ وانقسام تاريخي للشعب الفلسطيني وهروب من الحوارquot;. واضاف المصري ان الاستفتاء quot;مرفوض وبالتالي سنتخذ كل الوسائل القانونية للحيلولة دون اجرائهquot;.
واشار المصري الى ان الاستفتاء quot;لا يتوفر له الاساس القانوني والدستوري وهو تجاوز للقانون من قبل راس الهرم في السلطة الفلسطينية وهو ما يعني ان لا عتب على اي مواطن في تجاوز القانونquot; مضيفا quot;من دعا الى الاستفتاء يتحمل تداعياته الخطيرة المترتبة عليهquot;.
وابدى المتحدث باسم حماس وهو نائب في المجلس التشريعي عن كتلة حماس استغرابه quot;للهرولة نحو الاعتراف باسرائيل ودفع الشعب الفلسطيني للتنازل عن ثوابته في الوقت الذي يعلن فيه (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت ان الاستفتاء لا قيمة له ويقول ابو مازن ان الاستفتاء سينهي الحصارquot;.
من جهته قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي لفرانس برس ان حركته ترفض الاستفتاء لانه quot;يمس بالثوابت الفلسطينية ويهيئ الفرصة لاخذ كلمة الشعب الفلسطيني باتجاه الاعتراف بحق اسرائيل في العيش على الاراضي التي احتلت عام 1948 اذا قال الشعب نعم للوثيقةquot;. وناشد البطش الرئيس عباس quot;اعادة النظر في الاستفتاء واعطاء وقت كاف للحوار بدلا من فرض الاستفتاءquot;.
واعلن الرئيس عباس اليوم رسميا موعد الاستفتاء على الوثيقة التي اعدها القادة الفلسطينيون الاسرى لدى اسرائيل في 26 تموز(يوليو) المقبل.
عباس وهنية يلتقيان مساء اليوم في غزة
وفي سياق متصل أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية انه سيلتقي مساء اليوم في غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليبلغه برفضه للاستفتاء الذي دعا الاخير لاجرائه في السادس والعشرين من تموز(يوليو) المقبل حول وثيقة الاسرى. وقال هنية في كلمة امام المئات من النساء من انصار حركتي الجهاد الاسلامي وحماس اللاتي تجمعن للتعبير عن معارضتهن للاستفتاء انه سيطرح على عباس خلال هذا اللقاء quot;مخاطر الاستفتاء الذي يمكن ان يحدث شرخا تاريخيا في حياة شعبنا الفلسطينيquot;.
حماس تخرج من صمتها وتعود لـأيام الشباب
ستة عشر شهرا وحركة حماس تركن سلاحها جانبا. بالرغم من أن كلمة quot;حماسquot; لم تأت عبثا وإنما هي اختصار
لـquot;حركة مقاومة إسلاميةquot;. تلك المقاومة التي توقفت طوال هذه الفترة ولم تقم خلالها حماس بأي نشاط عسكري ضد إسرائيل. وذلك في خطوة منها للعب دور سياسي. هذا في وقت بات يتساءل فيه الشارع الفلسطيني أين مقاومة حماس. أم أنها أغلقت الباب على نفسها واكتفت بالسياسة؟ هذا سؤال يطرحه الكثير من المواطنين المثقلين بالهموم. واليوم ها هي حماس تخرج من لغة الصمت والدبلوماسية وتنفذ ضربات عسكرية ضد إسرائيل هي الأولى منذ نحو عام ونصف. بينما كانت قبل ذلك في طليعة الأحزاب والفصائل الفلسطينية التي تنفذ الهجمات ضد إسرائيل. وبحسب اعترافات الجيش الإسرائيلي فان أكثر من نصف الإسرائيليين الذين قتلوا خلال سنوات الانتفاضة قضوا على يد عمليات حماس.
فنفذت حركة حماس تهديدها وقصفت مناطق إسرائيلية بتسعة صواريخ من طراز قسام. وقالت كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) في بيان لها حصلت (إيلاف) على نسخة منه أنها تمكنت من قصف مستوطنات إسرائيلية ومدينة عسقلان بسبعة صواريخ . وبحسب بيانها فقد قصفت معبر كيسوفيم بصاروخي قسام .ثم تم قصف كيبوتس بئيري شرق مخيم البريج بأربعة صواريخ. و قصفت مدينة عسقلان بصاروخ من طراز قسام. وعادت وقصفت كيبوتس quot;بئيريquot; شرق مخيم البريج بصاروخين. وقال البيان أن عمليات القصف هذه تأتي: quot;ردا على الاعتداءات الصهيونية بحق أبناء شعبنا العزل ومجاهديه الأبرار والتي كان آخرها الجريمة البشعة التي أدت الىاستشهاد أكثر من خمسة عشر شهيداًَ خلال أربع وعشرين ساعةquot;. وقالت الكتائب أنها قطعت على نفسها عهداً بأن ترد على كل جريمة يرتكبها الاحتلال وأن quot;تواصل مسيرة الجهاد و المقاومة ولو كره أعداؤنا والمرجفون .. حتى يتحرر كامل الترابquot;.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام قد أعلنت أمس استئناف عملياتها ضد إسرائيل والتي أوقفتها منذ نحو عام ونصف وجمدتها بشكل كامل منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ويأتي إعلان حماس هذا في أعقاب عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل بحق نشطاء فلسطينيين خلال الساعات الـ24 الماضية. والتي سقط فيها أكثر من 15 فلسطينيا وأصيب 40 بجراح. وأعلنت كتائب القسام أنها ستبدأ بالرد على عمليات الاغتيال الإسرائيلية ودعت كافة خلاياها في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الاستنفار التام وبضرب كافة الأهداف الإسرائيلية في كل مكان.
وفي بيان لها حصلت (إيلاف) على نسخة منه :quot;الزلزال في المدن الصهيونية سيبدأ من جديد وليس أمام قطعان المغتصبين إلا الكفن أو حقيبة الرحيلquot;
وأضافت:quot;يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية إنها حملة مسعورة وتصعيد خطير يطال حتى الآن ما يزيد عن خمسة عشر شهيداً وعشرات الجرحى جلهم من الأطفال والنساء لتؤكد على الوجه القذر للعدو الصهيوني الذي لا يمكن أن يعيش دون القتل والإرهاب والإجرام ومص دماء الفلسطينيين الأبرياء ويمضي في غيه وطغيانه في ظل صمت مطبق من العالم كل العالم والذي يعلو صوته عندما يقتل صهيوني أو مغتصب مجرم على هذه الأرض الطاهرة مطالباً الفلسطينيين بالتوقف عن استهداف المدنيين ولكننا لا نسمع من يستنكر أو يطالب الاحتلال بالتوقف عن هذه الجرائم البشعة الفظيعةquot;. وأكد البيان على أن عمليات الاغتيال والقصف الإسرائيلي هي عبارة عن إجراء مباشر لفتح المعركة وأضاف:quot;هذا يعني بأن الزلزال في المدن الصهيونية سيبدأ من جديد، وليس أمام قطعان المغتصبين إلا الكفن أو حقيبة الرحيلquot; .
وأضحت كتائب القسام إن فصائل المقاومة وفي طليعتها كتائب القسام سوف تختار الوقت والمكان المناسب للرد القاسي والرادع والنوعي وحيثما لا تتوقع إسرائيل. وأضاف البيان: quot;إن هذه المجازر تدل بشكل واضح على إفلاس قادة العدو الصهيوني، وإن النتيجة المرة سوف يحصدها جمهور العدو ومغتصبيه.و ما كان للعدو الصهيوني أن يتجرأ ويتغول على شعبنا بهذه الفظاعة لولا حالة الخور والإرجاف والمواقف المتخاذلة والمنهزمة لبعض المرجفين على الساحة الفلسطينيةquot; . وقالت كتائب القسام إن أي مطالبة عربية أو دولية للشعب الفلسطيني بالتنازل أو الاعتراف بإسرائيل هي مطالبة ظالمة ومتواطئة مع إسرائيل، ولا معنى لها أمام هذه quot;الجرائم الوحشية الجبانةquot; حسب البيان، وأكدت كتائب القسام أن: quot;كل من يضغط على شعبنا وحكومته في هذا الوقت هو متساوق ومتعاون مع العدو ضد شعبنا وقضيتهquot; . واعتبر البيان استهداف المدنيين الأبرياء وقادة أذرع المقاومة لن يزيد حماس إلا إصراراً وثباتاً على مواصلة الطريق وقالت كتائب القسام:quot;إن دماء شهدائنا الزكية التي روت تراب قطاع غزة ستكون مشعلاً يضيء درب الجهاد والمقاومة ولعنة تطارد بني صهيون حتى يرحلوا عن كل أرضنا فلا مقام لهم على ذرة تراب من أرض الرباطquot; .
ايران تتهم الغرب باتباع معايير مزدوجة حيال الفلسطينيين
من جهتها اتهمت ايران الغرب اليوم بازدواجية المعايير حيال الفلسطينيين ودانت الجريمة التي ارتكبها quot;النظام الصهيونيquot; بقتل فلسطينيين ابرياء، حسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وقال وزير الخارجية منوشهر متكي quot;نحن ننتقد ازدواجية المعايير الغربية حيال مساعدة الفلسطينيين، لكن حكومة حماس ستتدبر معيشة الفلسطينيين في هذه الاوقات الصعبةquot;. واكد الوزير عقب محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود الزهار القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) quot;ان جرائم النظام الصهيوني لن تزيد الفلسطينيين الا تضامناquot;.
وجدد متكي وعد ايران بمساعدة الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حماس والتي انتخبت في كانون الثاني(يناير) الماضي. وقال متكي quot;لقد سبق ان قلنا اننا سنقدم 50 مليون دولار لمساعدتهم، وفي المستقبل سنرسل لهم 300 عربة ايرانية الصنع ونستقبل طلابا فلسطينيين في جامعاتناquot;. الا انه لم يكشف عن الطريقة التي سترسل بها طهران العربات المخصصة لاستخدام البلدية والتي وعدت بها في ايار(مايو).
وقد جمدت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مساعداتهما للسلطة الفلسطينية بعد ان فازت حماس في الانتخابات الشتريعية الفلسطينية التي جرت في كانون الثاني(يناير) مما وضع السلطة الفلسطينية على حافة الافلاس. وجاء التعهد الايراني في مؤتمر يعقد في طهران اليوم السبت برعاية الحكومة الايرانية لدعم الفلسطينيين. ودعا المسؤولون الايرانيون خلال المؤتمر الدول الاسلامية الى تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية.
يشار الى ان هذه اول زيارة يقوم بها الزهار الى طهران منذ شكلت حماس الحكومة الجديدة في اذار(مارس). كما تاتي بعد يوم من مقتل عشرة فلسطينيين من بينهم عدد من الاطفال على شاطئ غزة. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن حميد رضا اصفي المتحدث باسم الخارجية قوله quot;نحن ندين الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام الصهيوني بقتله فلسطينيين ابرياءquot;. واضاف quot;نامل في ان تجري الامم المتحدة تحقيقا جديا في المسالة بمعزل عن الدول الكبرىquot;.
وكان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان قال الجمعة ان انان quot;منزعج للغايةquot; من مقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة ويرغب في اجراء تحقيق كامل في الحادث.
التعليقات