بشار دراغمه من رام الله: يشهد حزب الليكود الإسرائيلي حالة من التوتر والخلافات الداخلية الكبرى والتي تهدد بتدميره بشكل كامل. فالعاصفة توشك على الاندلاع في الليكود. هذا ما تؤكده الوقائع على الأرض والخلافات داخل الحزب الذي كان حتى الأمس القريب يقود الحكومة بزعامة أرائيل شارون. بينما اليوم لا يحظى سوى بثلاثة عشر مقعدا في الكنيست بزعامة بنيامين نتنياهو. وبدأ رئيس سكرتاريا الليكود وعضو الكنيست يسرائيل كاتس بإعداد ورقة عمل اسمها quot;الفرقعة المضادةquot; والتي ستكون حسب قوله أساسا لخطة الليكود السياسية الجديدة على طريق الثورة الداخلية التي ستمر بها الحركة الهابطة. والفكرة هي وضع الليكود في مركز كتلة يمين - وسط علماني جديد، ويشمل اسرائيل بيتنا بقيادة افيغدور ليبرمان ايضا. ويقول كاتس أن هذا الاتحاد quot;هو الأمل الوحيد أمام الليكود لبلورة بديل معتبر للحكم، وذو مغزى بالنسبة لحزب كديما من اجل العودة الى الحكم في المرحلة القادمةquot;.

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن كاتس يدعي من خلال الوثيقة التي أعدها أن الفرقعة السياسية الكبرى لم تستكمل بعد، وأن عملية الربط وجسر المواقف لم تسر على ما يرام. وفي حزب كديما الذي يقوده أيهود أولمرت تزداد الاختلافات حول خطة الفصل أحادية الجانب وتقول الصحيفة:quot; وليس في الليكود ايضا خط سياسي واضح. الحركة ما زالت مستمرة في الوسط السياسي، والسياسيون يبحثون عن عنوان لهم. كاتس وأتباعه يقترحون بأن يتوجه الليكود نحو تسوية ثنائية الجانب مع الفلسطينيين بحيث تبقى في اطارها تجمعات يهودية في المناطق تحت السيادة الفلسطينية، ويكون بامكان سكانها أن يصوتوا للكنيست، بينما يمكن لعرب اسرائيل أن يصوتوا للبرلمان الفلسطيني. كاتس يُقدر أن هذه التسوية السياسية ستبعد العناصر المتطرفة من الليكود، مثل quot;القيادة اليهوديةquot;، وتساعد الحركة في العودة الى الوسط السياسيquot;.

وفقا لخطة كاتس العملية التي صاغها مع ليبرمان على ما يبدو (المسؤول ايضا عن الاسم المشترك quot;الليكود بيتناquot;)، سيناقش الليكود الخطوط البرنامجية السياسية المذكورة سالفا، ومن ثم يُجري عملية انتساب كبيرة يشارك فيها الحزبان، ومن ثم يتم تشكيل مؤسسات مشتركة. في تشرين الاول 2007 ستجري الانتخابات التمهيدية الداخلية على رئاسة الليكود، وسيحاول ليبرمان أخيرا تحقيق حلمه القديم في السيطرة على الحركة التي بدأ طريقه السياسي من صفوفها. في السنوات الأخيرة جرّب ليبرمان، كما نذكر، كل الوسائل من اجل العودة لليكود، حتى بعد أن أطلق شارون خطة فك الارتباط. وبعد أن فشل وأُقيل من الحكومة، تحول الى معارض شديد لفك الارتباط.

وتعتبر معاريف أن الربط بين الاحزاب كان على الدوام ملاذا للمهزومين والمنبوذين. مناحيم بيغن اكتسب الشرعية لنفسه عندما وحّد حيروت مع الليبراليين وشكل كتلة quot;جاحلquot;. اريئيل شارون قام بتعزيز هذه المنظومة الحزبية وشكل الليكود. وفي عام 1996 بادر الى اقامة كتلة من الليكود وغيشر وتسوميت، استطاعت إحداث انقلاب سياسي جديد وأوصلت بنيامين نتنياهو الى سدة الحكم. وبالمناسبة، لا يُبدي نتنياهو الحماسة لمبادرة كاتس التوحيدية، الامر الذي يُنذر باندلاع معارك داخلية ضارية في الليكود. quot;أنا لا أُضيع وقتي في التمازجات، وانما في اعادة بناء الليكودquot;، قال نتنياهو أمس. من الواضح أنه يدرك أن ليبرمان الذي كان مساعده القريب في عام 1996 سيأتي الى الليكود ويحتل مكانه.

وفي وثيقة كاتس منطق حزبي كبير. الصفقة واضحة. على الليكود أن يوسع صفوفه، ولذلك هو يحتاج الى المهاجرين الروس حتى يتحول الى حزب حاكم مرة اخرى. ليبرمان من ناحيته يعرف أنه يستطيع الوصول الى قيادة الدولة عن طريق الليكود فقط. من المنطقي الاعتقاد أن أطرافا ستحاول عرقلة هذه الخطوة وربط ليبرمان بها. عضو الكنيست افيغدور يتسحاقي، رئيس الائتلاف الحاكم، اقترح الانضمام للحكومة والحصول على ثلاث حقائب من بينها المواصلات (بدلا من شاؤول موفاز)، واستيعاب المهاجرين. وليس أقل من ذلك.