الياس توما من براغ : أكدت صحيفة بليتس الصربية الصادرة في بلغراد أن عناصر من المخابرات الأميركية والبريطانية قد انضموا إلى المخابرات وأجهزة الأمن الصربية في البحث عن جنرال حرب صرب البوسنة السابق رادكو ملاديتش الذي تتهمه محكمة جرائمالحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة بارتكاب جرائمحرب وجرائمضد الإنسانية في الفترة التي شهدت فيها البوسنة والهرسك حربا دموية بين عامي 1992ــ 1995 ولاسيما تحميله المسؤولية عن مجزرةبلدة سريبرينيتساالبوسنية التي قتل فيها نحو 8000 من مسلمي البوسنةفي مجزرة اعتبرت الابشع في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .
وأكدت الصحيفة انه يوجد الآن في صربيا العديد من عملاء المخابرات البريطانية والأميركية وأنهم يتعاونون مع جهاز المخابرات الصربي لمعرفة المكان الذي يتوارىفيه ملاديتش عن الأنظار .

ويعتقد أن ملاديتش يتواجد في مكان ما من صربيا تحت حماية قوميين صرب متشددين يعملون في الجيش والشرطةفيما تؤكد الحكومة الصربية أنها تفعل كل ما بوسعها لإلقاء القبض عليه غير أنها لم تفلح حتى الآن في التعرف على مكان إقامته. وتنقل وكالة الاسوشيتدبرس عن مسؤولين حكوميين صربيين رفضوا الإفصاح عن هويتهمبان رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسايعتزم هذا الأسبوع اللقاء بممثلي مختلف الأجهزة الأمنية بسبب إخفاق هذه الأجهزة في إلقاء القبض على ملاديتش . وحسب هؤلاء المسؤولين فانكوشتونيتسا يريد إعداد خطة عمل لإلقاء القبض على ملاديتش تأخذ بالحسبان إمكانية التعاون في هذا الأمرمع أجهزةمخابرات أجنبية من خلال تبادل المعلومات وإرسال خبراء من هذه الأجهزة الأمنية إلى صربيا .

وكان التلفزيون الحكومي الصربي قد أعلن بان وكالة المخابرات المركزية الأميركية قد بدأت المساهمة في البحث عن ملاديتش فيما رفضت السفارة الأميركية في العاصمة الصربية بلغراد التعليق على هذه المعلومات . وقد دفع عدم إغلاق ملف ملاديتش حتى الآن الاتحاد الأوربي في أيار مايو الماضي إلى تعليق المحادثات الخاصة باتفاقية الشراكة والاستقرار غير أن المفوضية الأوروبية أكدت أكثر من مرة أنها على استعداد لمواصلة هذه المحادثات فور عودة تعاون بلغراد مع محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيات السابقة إلى المستوى المطلوب أي بكلمات أخرىإلقاء القبض عليه وتسليمه لاحقا إلى المحكمة .