فاخر السلطان من الكويت: افتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد اليوم دور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي ال11 لمجلس الأمة والذي استهله بالنطق السامي إيذانا ببدء دور الانعقاد. يأتي ذلك فيما شملت كلمة رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في الخطاب الأميري في الافتتاح تبني الحكومة لمشروع الدوائر الانتخابية الخمس واسقاط قروض التأمينات للمتقاعدين وإحالة المشروعين إلى المجلس والدعوة إلى التعاون مع النواب. وكان مجلس الوزراء وافق امس على مشروع قانون باعادة تحديد الدوائر الانتخابية الى خمس دوائر وقرر رفعه لأمير الكويت تمهيدا لإحالته الى مجلس الامة ليتخذ الاجراءات الدستورية المناسبة بشأنه.

وقد جاء في النطق السامي لأمير الكويت إلى النواب ما يلي:
quot;لقد اختاركم شعب الكويت بوحي من ارادته الحرة، فهنيئا لكم فوزكم وثقة المواطنين بكم ونحمده تعالى على نعمه في ان جعلنا اقوياء باسلامنا الحنيف وبموارثنا الفاضلة وثوابتنا المبدئية ووحدتنا الوطنية الجامعة وخيارنا الديمقراطي المتجذر في اعماقنا ودستورنا الحكم الفيصل فيما نتفق عليه ونختلف.
ان في حياة الشعوب تجارب ومفارق مساراتها تاريخية وهي تفرض علينا المراجعة الشاملة لرؤانا وافكارنا واعمالنا ورسم خارطة عصرية لواقعنا وموقعنا في مدار الافق العالمية الجديدة.
لقد مضى كثيرا من الوقت الثمين في مساجلات وحوارات استنزفت من الجهد وما كان ينبغي توجيهه الى ما هو اكثر اهمية ونفعا للمصلحة العامة حيث انه لم يعد لدينا من حسن استثمار الزمن وسرعة الانتقال الى مرحلة جديدة من العمل الجاد والتعاون المسؤول والانجاز المتكامل الجميع فيها شركاء غايتنا العمل على اضافة صفحات جديدة من المنجزات والمكتسبات في سجل مسيرة الكويت عبر تاريخها المجيد.
اننا في هذا البلد الطيب ننعم بسجل زاخر بالكفاح والعطاء والابداع سطره الاولون بحروف من نور كما نتمتع باجواء طيبة من الحرية والديمقراطية والاستقرار ولقد تفضل الله علينا بخصوصية متفردة نادرة وهي علاقة الاخوة والمودة.
والثقة الخالصة بين الشعب وقيادته والتي تجلت في احلك الظروف واقساها كما حبانا المولى الكريم فيضا من خيره وفضله وان التاريخ يرحمنا ان قصرنا او تقاعسنا في بناء وطننا والارتقاء به الى المكانة المرموقة.
ان الكويت هي الأم وهي المهد وهي اللحد هي الارض التي نعيش عليها ونعمل من اجلها وندفق في ثراها ليس لنا وجود الا بوجودها ولاعز الا بعزها هي الارث الذي انحدر الينا من الاباء والاجداد والذي علينا ان نحافظ عليه ونضحي من اجله بارواحنا واوصيكم بان تتذكروا دوما بان الكويت ارادة شعب امن بربه وقاس شظف الحياة على رمال الصحراء وبين امواج البحر شعب شريف النفس كريم الخلق نظيف اليد عن اللسان.
واذكروا ان الكويت بسمة على شفاه الابناء وامل في صدور الشباب ودعاء خالص تلهج به قلوب الاباء والامهات فاحفظوا البسمة والامل بالحكمة والعمل الجاد والتعاون الصادق من اجل مصلحة الكويت لتستمر مسيرة الخير لشعب احب الخير وعاش به, ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير صدق الله العظيمquot;.
كلمة رئيس السن
من جانبه أكد رئيس السن في مجلس الامة النائب مشاري العنجري في كلمته بافتتاح دور الانعقاد ان التعاون بين السلطتين يقوم على الالتزام باحكام الدستور وquot;العمل بها نصا وروحاquot; ووضعها موضوع التطبيق الصحيح من جانب المجلس والحكومة على السواء.
وقال ان ذلك الالتزام هو quot;اطار التعاون الذى يضمن بصورة مؤكدة تحقيق الانجازات الكبرى والاهداف الوطنية العلياquot;. واشار الى ان مشاركة المرأة فى الانتخابات العامة الاخيرة كان له الاثر الكبير فى تفاعل الامة quot;بشكل غير مسبوق مع هذه الانتخابات مما ازهرها بصورة ابهرت القاصي والداني وباسلوب حضارى يحق لدولة الكويت ان تفخر بهquot;.

الشيخ ناصر المحمد

كما اكد رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في كلمته رغبة الحكومة quot;الصادقة بالتعاون الايجابيquot; مرحبا بكل نقد موضوعي بناء فيما يعزز الجهود المشتركة باتجاه المزيد من الانجازات. وقال في الخطاب الاميري ان جهود السلطتين التشريعية والتنفيذية لن تؤتي ثمارا الا من خلال quot;التعاون المسؤولquot;.

واوضح ان تعاون السلطتين امر يتطلب الالتزام بثوابت العمل البرلماني بما يحفظ للأدوات الرقابية هيبتها الوظيفية وجوهرها الدستوري. اضاف ان السلطتين التشريعية والتنفيذية مدعوتان الى ايجاد وسائل وأساليب عملية واضحة لبلوغ مرحلة جديدة من التعاون البناء والعمل المشترك المسؤول تجنبا للأزمات واستهلاك الجهود في أمور غير ذات جدوى.

وعن مشروع اعادة تحديد الدوائر الانتخابية الذي تقدمت به الحكومة لمجلس الامة يوم امس اعرب عن الامل بأن ينال هذا الأمر ما يستحقه من الاهتمام وأن يتحقق التعاون المأمول بين المجلس والحكومة لانجازه. وضاف ان هذا المشروع يمثل quot;خطوة جادة في طريق اصلاح النظام الانتخابي ومعالجة سلبياته ودفع المسيرة المباركة للعمل الوطنيquot; .
واشار الى مبادرة الحكومة باسترداد مشروع القانون باعادة تحديد الدوائر الانتخابية الذي سبق وأن تقدمت به الى المجلس في شهر مايو الماضي مؤكدا ان الحكومة الجديدة اقرت في أول اجتماع لها يوم أمس مشروع قانون باعادة تحديد الدوائر الانتخابية.

واكد مجددا ان المشروع المحال على المجلس هو المشروع الذي انتهت اليه اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة سبل معالجة سلبيات النظام الانتخابي القائم وتطويره والذي يقضي بتقسيم مناطق الكويت الى خمس دوائر انتخابية وذلك ليتخذ المجلس اجراءاته الدستورية المناسبة في هذا الشأن.

وتطرق الى المشروع الذي احالته الحكومة على المجلس مؤخرا وهو مشروع قانون التأمينات الاجتماعية والذي يستهدف مساعدة المواطنين المتقاعدين ممن قاموا باستبدال جزء من معاشاتهم. وقال ان هذا الاجراء جاء تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله

ورعاه وتلبية لرغبته السامية في تخفيف أعباء الحياة عن شريحة واسعة من المتقاعدين. واوضح ان اعداد برنامج عمل الحكومة الذي ستباشر به المجلس في افتتاح دور الانعقاد المقبل سيأتي مستوعبا مجمل قضايا وأولويات هذه المرحلة شاملا المقومات التنفيذية اللازمة.

وبعد كلمة رئيس الوزراء غادر أمير الكويت جلسة الافتتاح ليقوم بعدها اعضاء مجلس الامة (نوابا ووزراء) بأداء اليمين الدستورية وذلك لمباشرة أعمالهم وفقا للمادة (91) من الدستور. وتنص المادة على أنه quot; قبل أن يتولى عضو مجلس الأمة أعماله في المجلس أو لجانه يؤدي أمام المجلس في جلسة علنية اليمين الآتية .. أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدقquot;.