موسكو: أحجم الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي في اللحظة الأخيرة عن السفر إلى موسكو التي وصلها قادة بلدان الاتحاد السوفيتي السابق الأعضاء في رابطة الدول المستقلة ليحضروا اجتماع قمتهم غير الرسمي بغياب الرئيس التركماني نيازوف الذي لم يعد يهتم باجتماعات قمة قادة بلدان الرابطة والرئيس الأرمني كوتشاريان الذي منعته الوعكة الصحية من مغادرة منزله وأيضا الرئيس الأوكراني يوشينكو الذي منعه الوضع السياسي الداخلي المعقد من مغادرة بلاده. أما سآكاشفيلي فهو عدل عن السفر إلى موسكو لأن الجانب الروسي رفض ترتيب اجتماع الرئيسين الجورجي والروسي على انفراد وفقا لما قاله مدير مكتب الرئيس الجورجي.

وأعلن سآكاشفيلي في الوقت نفسه قراره إعفاء quot;خايندرافاquot; من منصبه كوزير مكلف بتسوية النزاعات بسبب quot;تحيزه لروسياquot;. ولم يكن خايندرافا في الحقيقة ممالئا لروسيا ولكنه وقف ضد الحل العسكري لمشكلة استعادة السيطرة على منطقتين خرجتا عن نطاق سيطرة الحكومة الجورجية: ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.

وكان البرلمان الجورجي قد تبنى قرارا يدعو إلى ترحيل القوات الروسية التي تحفظ السلام في المنطقتين المذكورتين من الأراضي الجورجية. ولا يحق لجورجيا في واقع الحال حل مسألة قوات حفظ السلام من جانب واحد لأن المعاهدة التي أرسلت روسيا بموجبها قوات حفظ السلام إلى جورجيا صادق عليها جميع أعضاء رابطة الدول المستقلة. ويقول الجورجيون إن شركاءهم في الولايات المتحدة وأوروبا يؤيدونهم. إلا أن هذا غير صحيح بدليل أن قادة الدول الثماني الكبرى لم يتطرقوا في قمتهم الأخيرة إلى هذا الموضوع في حين عبرت فنلندا التي تترأس الاتحاد الأوروبي عن القلق مما تقوم به جورجيا من أعمال تستهدف قوات حفظ السلام.

ويقول الخبير السياسي الروسي سيرغي ميخييف: إذا انسحبت قوات حفظ السلام فقد تهاجم القوات الجورجية اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وتشعل القيادة الجورجية بالتالي الحرب وهو ما لا تريده روسيا ولا الغرب، إذ يصبح في هذه الحالة خط أنابيب النفط من باكو إلى جيهان في خطر. ومن هنا فقد يكون لروسيا والغرب مصلحة في تغيير الرئيس الجورجي ليحل محل سآكاشفيلي سياسي معتدل يكون بمقدوره تسوية الوضع المعقد من دون أن يشعل الحرب في القوقاز. ولا مكان للحديث عن تحسين العلاقات الروسية الجورجية وسآكاشفيلي على رأس جورجيا. أما إذا حل محله سياسي معتدل فيمكن أن تستخدم روسيا نفوذها مع الابخازيين والاوسيتيين لتسوية المشكلة باعتماد نظام ارتباط فيدرالي أو كونفيدرالي وهو ما يرفضه الجانب الجورجي الآن.

(quot;كوميرسانتquot; وquot;بوليتكومquot;- وكالة نوفوستي)