باريس: اعتبر الخبراء أن الانعكاسات التي تخلفها بقعة النفط الصغيرة الحجم نسبيا، والمنتشرة على الشواطىء اللبنانية، قد تتضاعف بسبب الوضع البيئي
البحر المتوسط من جهة لبنان |
واعتبر كريستيان بوشيه مدير مركز دراسات البحار في المعهد الكاثوليكي في باريس والعضو في الاكاديمية البحرية quot;انه امر مأساوي بالنسبة الى السكان المتضررين لكن سيتم التخلص منها تماما في غضون تسعة اعوامquot;. غير ان القلق يكمن في مكان اخر. واوضح هذا الخبير quot;ان المتوسط بحر يعاني من مشكلات اصلا، خصوصا في القسم الشرقي منه. فقد اكد العلماء ارتفاع حرارته الى حد ان 56 نوعا استوائيا انتقلت لتستوطن فيه آتية من المحيط الهندي او البحر الاحمر عبر قناة السويس. لم يكن في وسع هذه الانواع سابقا العيش في المتوسط على الاطلاق لانه كان باردا بالنسبة اليهاquot;.
وابدى الخبير قلقه وقال quot;ان الارتفاع الكبير في حرارة المياه في هذه المنطقة، وهو اعلى ارتفاع يتم تسجيله، يؤثر سلبا على الحيوانات والنباتات البحرية، ولذلك فان تأثير التلوث البشري مثل بقعة النفط، اكبر بكثير مما هو عليه في المحيط الاطلسي او غيرهquot;. واضاف quot;المشكلة ليست بقعة النفط بحد ذاتها وانما في انتشاره في هذا الوسط الحساس جداquot;، مشيرا الى تناقص كميات المياه في المتوسط بسبب التبخر.
وفي المقابل، فان غياب حركات المد التي تلعب دور المنظف في المحيط الاطلسي لا يشكل عائقا كما قال. لكنه اضاف quot;ان ما نخسره في مجال التنظيف، نكسبه عبر محدودية الانتشارquot;. وبعد اكثر من 17 يوما من انتشار البقعة السوداء، بقيت محاولات التدخل مستحيلة بسبب استمرار الحرب. ويقول مركز التوثيق والابحاث حول حوادث تلوث المياه ومقره برست، غرب فرنسا، فان الوقود المنتشر وهو مادة وسطية بين الفيول الثقيل جدا والديزل، اقل لزوجة من المادة التي تسربت من ناقلتي النفط quot;ايريكاquot; (في 1999 قبالة شواطىء بريطانيا) وquot;بريستيجquot; (في 2002 شمال غرب اسبانيا).
وحذر نائب مدير المركز جورج بينييه من ان بقعة النفط quot;ستصبح اكثر لزوجة مع الوقت واكثر التصاقا وبالتالي اكثر صعوبة لازالتها عن الصخورquot;. وقال غابي خلف مدير المركز الوطني اللبناني لعلوم البحار في البترون (شمال لبنان)، ان التسرب توقف الاثنين. واضاف quot;لكننا لا نعرف بعد ما اذا كان التسرب حصل من خزان واحد او اثنينquot;. وفي اتصال معه من باريس اثر عودته من جولة ساحلية، لفت خلف الى ان اجزاء من الشاطىء كانت لا تزال ملطخة في نهاية الاسبوع الماضي، نظفتها الامواج. اما جنوب العاصمة حتى الجية وخصوصا شاطىء الرملة البيضاء الذي يقصده اللبنانيون للسباحة مجانا في بيروت، فبقي على العكس quot;اسود اللونquot;.
وقال هذا الخبير البيولوجي quot;لم نتمكن بعد من سحب عينات لان مراكزنا تقع في الجية وصيدا (جنوب لبنان)، لكن الحيوانات والنباتات البحرية التي تعيش في الاماكن حيث كثافة النفط كبيرة، ستنفقquot;. لكنه قلل من العواقب الفورية وقال للوهلة الاولى quot;الكارثة جمالية اكثر منها بيئية. ان بحرنا ليس غنيا بالاسماك. كما لا توجد الكثير من طيور البحرquot;. واضاف كريستيان بوشيه quot;انها نقطة فيول في بحر يشبه سلة مهملات، لكنها نقطة اضافية. بدأ الكيل يطفحquot;.
التعليقات