المطلة (اسرائيل): يردد جنود اسرائيليون مرهقون ينفذون عمليات توغل ليلية في جنوب لبنان ان quot;الحرب ستكون طويلةquot; وهم مقتنعون بانهم لن يخلعوا لباسهم العسكري قريبا. وقال ضابط امضى ساعات عدة في جنوب لبنان بحثا عن مقاتلين من حزب الله قبل العودة الى اسرائيل للاستراحة ان quot;امد الحرب سيطولquot;. وكل ما يريده هذا العسكري هو quot;القضاء في اسرع وقت ممكن على قدرات حزب الله والعودة الى منزلهquot; كما قال. لكن الواقع يختلف تماما عن الاوهام ويبدو ان الهوة بينهما تزداد يوما بعد يوم اسوة بخطر اطالة امد الحرب.

وقال جندي في الاحتياط في ال25 من العمر يعمل ميكانيكيا في حياته المدنية، وبدت عليه علامات التعب quot;يقولون انهم مقاتلون شجعان. هذا صحيح انهم افضل من الفلسطينيين. لكننا نتفوق عليهمquot;. وغطى لباسه العسكري الغبار الذي يرتفع في كل مرة تعبر فيها دبابة فيغطي الاجواء وتحتجب الرؤية.

وعند قرابة الساعة 5:00 صباحا حلقت مروحية في السماء مع بزوغ الفجر عند الحدود الاسرائيلية-اللبنانية قرب المطلة في اصبع الجليل. وطوال الليل قصفت المدفعية الاسرائيلية مواقع في جنوب لبنان. ورويدا رويدا، تبدأ الدبابات التي نفذت مهمات في الاراضي اللبنانية في الجانب الاخر من الحدود بالعودة الى اسرائيل. ويراقب جندي من قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) من موقعه المشهد. ويفترش الجنود الارض من شدة الارهاق، في حين ينام اخرون نوما عميقا على مقود عرباتهم العسكرية. وعلى مسافة قريبة يستخدم جنود متعبون صناديق الذخائر للنوم عليها.

وقال يوسي (33 عاما) الذي اضطر الى الالتحاق بوحدته تاركا زوجته الحامل وابنه الصغير البالغ الرابعة من العمر، ان quot;حزب الله استعد للحرب طوال ست سنوات منذ انسحابنا من لبنان في العام 2000. ولم يقم احد بايقافهquot;. واضاف quot;يجب الا يكون لدينا اوهام لان هذه الحرب قد تستمر طويلاquot;. وفي سهل قرب الحدود يقف جندي اسرائيلي على دبابته ويتلو الصلوات.

ومن جانبه يقول دومينيك الجندي في الاحتياط (33 عاما) بغضب quot;آمل الا نحتاج الى العودة الى لبنان مستقبلا. لقد سئمنا. ان ايران تستخدم حزب الله ضدنا والولايات المتحدة تستخدم اسرائيل ضد ايران. لتتحارب الولايات المتحدة وايرانquot;. ويقيم هذا الشاب منذ عام ونصف العام في مدريد مع زوجته الاسبانية التي quot;لم تزر يوما اسرائيلquot; وطفلهما quot;وهو في شهره السادسquot;. لكن دومينيك لا يعلم متى سيلتقيهما مجددا لانه كما هو الحال مع الجنود الاحتياطيين الاخرين في وحدته لم يحدد الجيش موعدا لانتهاء فترة الاحتياط.

وعلى بعد بضعة كيلومترات من الجانب الاخر من الحدود تقع بلدة ميس الجبل اللبنانية وتتصاعد من بعض منازلها اعمدة من الدخان بعد استهداف الجيش الاسرائيلي لها. وقال رون (31 عاما) وهو يعمل في حانة quot;كنت احتسي البيرة في حانة في القدس عندما استدعاني الجيش. كل ما اريده هو ان ينتهي النزاع واعود الى دياريquot;. لكنه يعرف جيدا شأنه في ذلك شأن جنود الاحتياط الاخرين ان حلمه لن يتحقق في الغد القريب.