الياس توما من براغ -وكالات: أكد توماس فلاينبر الخبير في فريق التفاوض الصربي الخاص بالترتيب السياسي الدستوري النهائي لإقليم كوسوفو أن الحكومة الصربية لا تدعم الفكر ة القائلة بتقسيم الإقليم إلى قسمين صربي والباني التي كانت قد طرحت مؤخرا من قبل رئيسة مركز التنسيق الصربي الخاص بكوسوفو سادرا راشكوفيتش ــ ايفيتش . وشدد في حديث أدلى به لصحيفة quot; بليتس quot; الصربية أن تقسيم الإقليم ليس خطة احتياطية موجودة لدى بلغراد وانه بعد التصريح الذي أدلت به راشكوفيتش ــ ايفيتش اتصل شخصيا بالعديد من الأشخاص في الحكومة الصربية وأنهم أكدوا له بان الحكومة لا تقف وراء هذا الطرح بل هو موقف شخصي لها.

وكانت راشكوفيتش ــ ايفيتش قد صرحت لهيئة الإذاعة البريطانية بان صربيا يمكن أن تكون مستعدة لتقسيم كوسوفو في حال عدم التوصل إلى حل مناسب لبلغراد بشأن الوضع النهائي للإقليم الواقع جنوب صربيا لكنه يخضع منذ عام 1999 للإدارة المدنية الدولية ولقوات كيفور ويطالب الألبان الذين يشكلون أكثر من 90% من سكانه بالاستقلال التام .

وأضافت إذا ما توصل الصرب والألبان إلى قناعة بأنهم لا يستطيعون العيش بشكل مشترك بعد الآن وقبل بذلك المجتمع الدولي فان تقسيم الإقليم يعتبر حلا يمكن أن يتم الاتفاق عليه بين الطرفين لأنه لا يوجد مسؤول صربي يمكن له أن يوقع على معاهدة تمنح الإقليم الاستقلال عن صربيا .وتتبنى قيادات بلغراد موقفا مغايرا لهذا الطرح حتى الآن ولذلك يصر الوفد الصربي في محادثات فيينا الجارية منذ عدة أشهر مع الألبان على الحل الذي يكمن في منح الإقليم حكما ذاتيا واسعا الأمر الذي يرفض الألبان بقوة .

وعلى الرغم من النفي الصربي للطرح القائل بإمكانية تقسيم الإقليم إلا أن بعض المحللين في بلغراد لا يستبعدون مداعبة هذه الفكرة لتفكير بعض المسؤولين الصرب الذين بداوا يدركون بان إصرارهم على حل الحكم الذاتي لم يحقق شيئا ولهذا بدأت تسود لديهم مخاوف من إمكانية فقدان الإقليم كله .

ويرى المحلل السياسي الألباني من إقليم كوسوفو نيجميدين سباهيو أن كوسوفو من دون حرب يمكن تقسيمها فقط عن طريق منح الصرب المناطق الشمالية من الإقليم أي أن نهر ايبار هو الذي يمكن أن يفصل بين الشطرين الصربي والألباني غير ان إشكالية هذا الحل تكمن بان صرب الإقليم لا يقبلون به لان ثلثيهم يعيشون إلى الجنوب من نهر ايبار .
ويشاطر النائب الصربي في إقليم كوسوفو راندييل نويكيتش المحلل الألباني في هذه الرؤية مشددا على أن الصرب لا يمكن لهم أن يقبلوا بهذا الحل أبداquot; لان كنائسنا وأثارنا واديرتنا توجد في جنوب كوسوفو quot; .

و لا تحظى أيضا فكرة تقسيم الإقليم بموافقة الاتحاد الأوربي أو ألبان الإقليم لأنها تجعل الوضع في الإقليم أكثر تعقيدا واقل استقرارا .على صعيد أخر أكد يواكيم ريكار رئيس البعثة المدنية الدولية الذي عين حديثا بان دعم المفاوضات الخاصة بالوضع النهائي للإقليم والتحضير لإنهاء بعثة الأمم المتحدة في الإقليم ستكون لهما الأولوية في عمله وأضاف أن احد أهم الأعمال سيكون بالنسبة له دعم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالمفوضات بين الصرب والألبان مارتي اهتساري من اجل التوصل إلى هدفه المعلن وهو التوصل إلى حل دائم لمستقبل الإقليم في موعد أقصاه نهاية هذا العام .

وكان وزير الدفاع البوسني نيكولا رادوفانوفيتش قد صرح انه يتوقع ان تنتهي مهمة قوة الاتحاد الاوروبي في البوسنة (يوفور) في 2008 لتنهي بذلك وجودا عسكريا دوليا من اجل السلام منذ 16 عاما في هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وقال الوزير البوسني لصحافيين بعد لقائه نظيره السويسري صمويل شميد quot;نتوقع ان تكون القوة الاوروبية آخر مهمة تحمل تفويضا من الامم المتحدة (...) ستنهي مهمتها في 2008 على ابعد حد على الارجحquot;. وعبر عن امله في ان تصبح البوسنة قبل 2008 عضوا في برنامج الشراكة من اجل السلام لحلف شمال الاطلسي، صيغة التعاون العسكري التي اختارها الحلف مع الدول الشيوعية السابقة، موضحا انه يأمل ان quot;تكون الشروط لانهاء مهمة القوة الاوروبية قد توفرت حتى ذلك التاريخquot;. وكانت قوات دولية لحفظ السلام وصلت الى البوسنة بعيد اندلاع الحرب بين مختلف القوميات التي دمرت البلاد بين 1992 و1995 . وحلت القوة الاوروبية التي كلفت تطبيق الجانب العسكري من اتفاق دايتون للسلام الذي انهى حرب البوسنة، في 2004 محل قوة احلال الاستقرار التي كانت تابعة للحلف طلسي. وقد خفض الوجود العسكري الدولي الذي كان يتألف من ستين الف جندي بعد الحرب، تدريجيا. وتضم القوة الاوروبية اليوم 6300 عسكري.