تورونتو (كندا) : يشكل الاطفال الضحايا المنسيون لوباء الايدز مع ان كل دقيقة تشهد وفاة طفل يقل عمره عن 15 عاما بهذا المرض بينما يؤدي الفيروس الى وفاة 500 الف طفل سنويا.وقال ارليتي بينل المسؤول في صندوق الامم المتحدة للسكان quot;لقد فشلنا تماما في هذا المجالquot; مضيفا quot;علينا ان نطرح تساؤلات حول اسباب هذا الفشلquot;.ويقدر عدد الاطفال المصابين بالايدز باكثر من 3،2 مليونا معظمهم في الدول الفقيرة.

واجمع الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر الدولي حول الايدز المنعقد هذا الاسبوع في تورونتو (كندا) على ان تحرك الجهات المانحة التي تخصص مليارات الدولارات في برامج محددة لمكافحة مرض الايدز اغفل النساء والاطفال هم الذين يدفعون الثمن.فنسبة انتقال فيروس الايدز من الام الى الطفل تصل الى 45% في الدول الفقيرة. ويولد طفل من كل اثنين وهو يحمل فيروس الايدز ويقضي بعض الاطفال قبل بلوغهم حتى عامهم الثاني.وفي حال فقد الطفل والدته المريضة التي لم تتلق العلاج المناسب فان فرص بقائه على قيد الحياة تنخفض الى النصف.

وقال مدير دائرة الايدز في منظمة الصحة العاليمة كيفين دي كوك ان quot;كل طفل يولد بمرض الايدز يجسد فشلنا المتكرر في وقاية الشابات والنساء وفي التربية الجنسية لتجنب حالات الحمل غير المرغوب فيها وفي اتخاذ الاجراءات الصحية التي قد تمنع انتقال المرض من الام الى الطفلquot;.ودان الخبراء بالاجماع غياب المتابعة الطبية اثناء الحمل. وقال دي كوك ان quot;مخاطر وفاة امراة اثناء حملها تقدر بواحدة من كل ثلاثين الفا في الدول الاسكندينافية في حين تقدر بواحدة من كل 15 امرأة في بعض الدول الافريقيةquot;.وقال بينيل ان quot;احدا لم يعر هذه الارقام اهتماماquot;.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فان سنة بالمئة فقط من النساء الايجابيات المصل في العالم يستفدن من العلاج الوقائي الذي يسمح بتفادي انتقال الفيروس اثناء الولادة.وتربط روث ندواتي طبيبة الاطفال والاستاذة في جامعة نيروبي هذا الرقم ربطا مباشرا بغياب التربية الجنسية في صفوف الشابات.وقالت ان quot;اقل من ثلث النساء بين ال15 وال24 من العمر في جنوب القارة الافريقية يعرفن كيفية تجنب انتقال العدوىquot;.واضافت ان هناك quot;حواجزquot; تحول دون تشخيص المرض لدى الصغار موضحة ان وجود اجسام مضادة من الام في دم الطفل يحول دون كشف الفيروس قبل بلوغ الطفل 18 شهرا. ويجب تشخيص الفيروس من خلال تحاليل مخبرية معقدة ومكلفة.

وتابعت ان quot;عدد المختبرات غير كاف ولا يوجد اي سياسة لبلوغ الاطفال كما اننا نفتقر الى الاخصائيينquot;، مشيرة الى ان البرامج المعمول بها لتقديم العلاجات للراشدين لا تشمل الاطفال.
ويقدر عدد الاطفال في العالم الذين يحتاجون الى علاج عاجل بما بين 660 الفا و800 الف بينهم 600 الف على الاقل في جنوب القارة الافريقية. وبين هؤلاء 270 الف رضيع تقل اعمارهم عن 18 شهرا.

والعقبة الاخرى التي يجب تجاوزها اجتماعية في دول تلجأ الى تهميش المرأة المصابة بالايدز وعدم تامين العلاج لها.وقالت تيريز ندري يومان الاستاذة في طب الاطفال والمسؤولة عن خلية الوكالة الفرنسية للابحاث حول الايدز في ابيدجان ان quot;المشكلة الرئيسية هي تهميش المجتمع للمصابين بالايدزquot;.وهذا الموقف السلبي للمجتمع في بعض الدول ينعكس سلبا على 14 مليونا quot;من المصابين بالايدز اليتامىquot; المعرضين للفقر والتهميش والدعارة مستقبلا.