خلف خلف من رام الله: خرجت اليوم الاثنين عدة تصريحات إسرائيلية متناقضة حول المسار السوري التفاوضي دللت على اختلاف الرؤى بين قادة تل أبيب حول هذا الملف. ولكنه يستشف من تصريحات القادة الإسرائيليين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يقود خطاً مناقضاً لوزير الأمن والخارجية في إسرائيل عمير بيرتس وتسيبي ليفني فيما يتعلق بالمفاوضات مع دمشق. وقالت مصادر عليمة اليوم أن أولمرت يتعرض لضغوط من بيرتس وليفني لتجديد المفاوضات مع دمشق وهذا ما دفعه للإعلان أن هناك أمكانية لذلك بشرط وقف سوريا دعمها لما يسميه بالإرهاب.
الإذاعة الإسرائيلية الثانية تقول أن إدوارد جيرجيان المعروف بأنه مقرب من النظام السوري والذي لعب دور الوساطة في الماضي بين دمشق وواشنطن تم تخويله مفوضاً بصلاحية الحفاظ على قنوات حوار مع سوريا ونقل رسائل متبادلة بين الطرفين. وقالت غاي غوتيف مراسل الإذاعة: أن مسألة استئناف الاتصالات مع سوريا تجد آذاناً صاغية في واشنطن انطلاقاً من المصلحة الأمريكية -الإسرائيلية المتمثلة في عزل إيران، وزيادة الضغوط الدولية ضد تسلحها النووي.
وحسب المصادر الإسرائيلية فأنه يسود الاعتقاد أن استمرار الجمود السياسي مع سوريا بموازاة مواصلة إيران مشروعها النووي قد يدفع بدمشق إلى إحياء مشروعها العسكري بدعم إيراني. هذا وقد رجحت مصادر سياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن ثمن إبرام اتفاقية السلام هذه مع سوريا هو الانسحاب الكامل من هضبة الجولان. وهذا ما جاء على لسان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر اليوم أيضاً.
وفي تعقيب حول هذه الأنباء صرح النائب فيصل كلثوم -من مجلس الشعب السوري- في حديث صحافي نشر اليوم الاثنين أن الاتجاه السوري الاستراتيجي واضح، وإن سوريا تسعى إلى إحلال سلام عادل، كما أنها تدعم هذا السلام؛ لأن من شأنه إنهاء الاحتلال، وحين لا يتحقق السلام فإن هناك مقاومة، وقد كان هذا واضحاً في خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير، وإذا لم يتحقق السلام العادل فإنه لا يمكن السماح بالاستمرار في احتلال الجولان. أما فيما يتعلق بجدية إسرائيل في مسألة المفاوضات فقد قال فيصل كلثوم: إنه وبعد الذي حصل خلال 32 يوماً في الحرب السادسة التي شنتها إسرائيل على لبنان، فإن جميع قواعد اللعبة قد تغيرت، وعلى إسرائيل أن تدرك أنه لم يعد من الممكن مواصلة الاحتلال بالقوة.
ويشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس يحاول خلال الأيام الأخيرة بلورة خطة لفتح باب المفاوضات مع دمشق وإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بها من جهة والأمريكيين من جهة أخرى بجدوى استئناف هذه المفاوضات مع دمشق.
وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني قد شكلت طاقم عمل برئاسة يعقوب دايان لبلورة خطة مماثلة في هذا السياق، وعلى ما يبدو فإن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلية يدرس حالياً الخيارات المتاحة لاستنئاف المفاوضات على المسار السوري، ومن بينها: إخراج سوريا من دائرة محور الشر، ووقف تحويل الصواريخ ونقلها بين طهران ودمشق، وتجريد حزب الله من أسلحته، وشلّ حركة حماس، واستكمال محور السلام مع إسرائيل؛ وذلك مقابل الانسحاب من هضبة الجولان.