جدة (السعودية): قبل خمس سنوات فرح عبد الله عندما شن 19 انتحاريا، بينهم 15 سعوديا، هجمات ضد الولايات المتحدة اما اليوم فان هذا quot;الجهاديquot; السعودي السابق الذي التقى بن لادن في افغانستان وتم quot;تأهيلهquot; فيما بعد في سجن سعودي، يشعر بالاسف لمقتل مواطنين اميركيين في تلك الاعتداءات.

وقال عبد الله الذي رفض الافصاح عن اسمه بالكامل quot;انقل تعازي الى اسر جميع الضحايا الاميركيينquot; الذين سقطوا في هذه الهجمات. واقر عبد الله (26 عاما) الذي يقطن في مكة المكرمة ان هذا الشعور هو ابعد ما يكون عما شعر به حين وقعت الهجمات في نيويورك وواشنطن واوضح quot;حينها فرحت لانهم علمونا في افغانستان ان اميركا دولة معادية للاسلام وهي التي مكنت لاسرائيلquot; في فلسطين.

وقد بدأت مسيرة عبد الله مع quot;الجهادquot; عندما كان في التاسعة عشرة من عمره حين جنده رجل يسكن حيه للذهاب الى افغانستان والقتال في صفوف حركة طالبان quot;ضد الشيوعيينquot;. وقال quot;خرجت من جدة الى قطر ثم الى باكستان حتى لا تعرف السلطات (السعودية) الى اين انا ذاهبquot;.

وتوجه عبد الله مع الرجل الذي جنده من مدينة كويتا الباكستانية عبر quot;طرق التهريبquot; الى افغانستان حيث بقي في مرحلة اولى في quot;مضافةquot; في قندهار كانت تعرف ايضا ب quot;بيت العربquot; او quot;بيت المجاهدينquot;. ثم انتقل عبد الله الى معسكر تدريب للقاعدة في هلمند في جنوب افغانستان، حيث امضى ثلاثة اشهر تدرب خلالها على استخدام الرشاشات والقذائف المضادة للدروع (ار بي جي) والصواريخ المضادة للطائرات.

واضاف عبد الله انه فوجىء بعد خمسة ايام من وصوله المعسكر بمجيء اسامة بن لادن الذي القى خطبة في مسجد المعسكر quot;ناصحاquot; بمواصلة الجهاد وقتال الاميركان في كل مكان لان الولايات المتحدة quot;هي العدو الاول لانها هي التي مكنت لاسرائيلquot;. وتابع ان بن لادن زار المعسكر اربع مرات خلال مكوثه فيه quot;واقسم بالله انه ستنفذ عمليات استشهادية ضد الاميركانquot; في اشارة الى اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر).

وبحسب هذا الجهادي التائب، فقد كان المعسكر يضم حوالي 600 متدرب كانوا يتلقون محاضرات تدعو الى quot;تكفير الحكام العرب ، وخاصة السعوديون، لانهم ضد المجاهدين ويدعمون اميركا وتوجد لديهم قواعد اميركيةquot;. وبعد انتهاء فترة تدريبه ، التحق عبد الله ب quot;المجاهدينquot; الذين كانوا يقاتلون الى جانب طالبان، قوات القائد الافغاني احمد شاه مسعود وذلك لمدة شهر. وقال عبد الله انه قرر العودة الى السعودية لزيارة اهله بعد ان اتصل بوالدته هاتفيا وبدأت تبكي وتطلب منه العودة. وكان في المملكة عند وقوع الاعتداءات.

واثر اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر) 2001 والحملة الاميركية على افغانستان التي تلتها، اراد عبد الله الذهاب مرة اخرى الى افغانستان للمشاركة في القتال. وتوجه من السعودية الى اليمن الا انه قبض عليه في اليمن وتم تسليمه لاحقا الى السلطات السعودية. واوضح عبد الله quot;امضيت عامين في السجن حيث كانت تأتينا لجنة تدعى لجنة المناصحة منتدبة من وزارة الداخليةquot;. واضاف ان اعضاء اللجنة وهم من رجال الدين كانوا quot;يوضحون لنا المعنى الحقيقي للجهاد في الشريعة الاسلاميةquot;.

وفي الفترة التي كان فيها عبد الله خلف القضبان، قامت عناصر من القاعدة بتفجير موجة من العنف في السعودية بالقيام بهجمات انتحارية استهدفت ثلاثة مجمعات سكنية في الرياض في ايار(مايو) 2003. وقال عبد الله quot;لم اكن اتوقع ان يقوم افراد من القاعدة بمثل هذا العمل (..) ورأيت ان هذا خطأquot;.

وامضى عبد الله في فترة لاحقة ستة اشهر اخرى في السجن بعد ان قبض على اربعة من اقاربه كان يتردد عليهم في مكة المكرمة للاشتباه بانهم يخططون للذهاب الى العراق للقتال ضد القوات الاميركية وحلفائها وتشككت السلطات في انه كان ينوي الانضمام اليهم. واضاف عبد الله quot;كانت لجنة المناصحة تنصحني بالا اصادق المشبوهين ثم تبينت براءتي منهمquot;. وقال عبد الله انه بعد اطلاق سراحه، كانت وزارة الداخلية تصرف له quot;راتبا شهرياquot; حتى وجدت له وظيفة في الدفاع المدني.

كما منحته 40 الف ريال (اكثر من 10600 دولار) لمساعدته على بدء حياة جديدة عندما تزوج قبل شهر. اما نصيحة عبد الله للسعوديين المشتبه بقيامهم باعمال عنف فهي ان quot;يرجعوا عن طريقهم لانه طريق مقفل ويؤدي الى سفك الدماء وازهاق الارواحquot; البريئة.