مهند سليمان من المنامة: أبحرت الشيخة هيا بنت راشد ال خليفة اليوم في السفينة الأممية حيث تولت رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين لتكون بذلك أول امرأة عربية تتولى رئاسة الجمعية العامة وثالث امرأة على مستوى العالم منذ سبعة وثلاثين عاما وسط تحديات كبيرة تقف أمامها من أهمها إصلاح النظام الاداري والمالي في الأمم المتحدة وزيادة عدد أعضاء مجلس الأمن ودعم المنظمات الدولية للمساهمة في تحقيق التنمية والاستقرار وموضوع الاتفاقية الدولية الشاملة لمكافحة الإرهاب المدرجة على جدول أعمال الدورة .
وقال سيد اغا المنسق المقيم لبرامج الأمم المتحدة في البحرين في حفل حضره كبار المسؤولين والسفراء والدبلوماسيين أقامته وزارتا الإعلام والخارجية إن ترؤس الشيخة هيا يعد مناسبة تاريخية بالنسبة إلى البحرينيات والبحرينيين وحكومة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، واكد أن الرئاسة ستساعد البحرين أن تتبوأ مركزا دوليا وإقليميا متقدما. وقال أغا إن هذا الحدث يسطر حقيقة تاريخية للمرأة المسلمة والعربية وكذلك للمرأة في الدول النامية.
ووسط تصفيق حار من السفراء الحاضرين لمشاهدة البث المباشر لتسلم الشيخة هيا منصبها أكد أغا أنها ستواجه قضايا مهمة خلال دورتها كإصلاح الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن وانتخاب أمين عام للأمم المتحدة ، وتسيير العمل في بعض الدوائر والمؤسسات الأممية المهمة الناشئة حديثا كمجلس حقوق الإنسان الذي نجحت البحرين في حجز مقعد فيه ، ولجنة الأمم المتحدة لبناء السلام ، وتقوية الجمعية العمومية ، والتطرق إلى قضايا تخص الأمن والسلام كالوضع في الشرق الأوسط ( العراق ، وأفغانستان ، والسودان ، والصومال وغيرها) ، وكذلك التطرق إلى قضايا أخرى كتغير المناخ والطاقة والبيئة ، ومحاربة المخدرات ، ونشر حقوق الإنسان ، والعدل واحترام القانون الدولي ، والحد من التسلح بما فيه السلاح النووي ، واهم من ذلك كله قضايا المساواة وغيرها.
واكد أن النجاح الدولي لمملكة البحرين وتحديدا رئاسة الجمعية العامة وعضوية أول مجلس لحقوق الإنسان لهو دافع قوي لتقوية أجندة الإصلاح ونسج علاقة قوية مع منظمات الأمم المتحدة في البحرين. وقال إن أسرة الأمم المتحدة في البحرين تقدر وبشكل كبير التعاون الجيد والتواصل الإيجابي الذي هو بمثابة علاقة واضحة لاستمرار الشراكة والدفع بها نحو أفق أوسع وأشمل.
واكد القائم بأعمال وكيل وزارة الإعلام عبدالله يتيم أن اختيار مملكة البحرين لرئاسة هذه الدورة يعني تقدير المجتمع الدولي لها وتأييده للانجازات التي حققتها عبر مسيرتها ويشكل ترجمة حقيقية لمناخ الديمقراطية الذي تعيشه منذ انطلاق المشروع الاصلاحي الوطني لجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى.
وتأتي رئاسة البحرين للجمعية العامة للأمم المتحدة تعبيرا عن نجاح سياسة مملكة البحرين الخارجية والتي تدعم التعاون مع المنظمة الدولية وأجهزتها الأخرى فى كل ما يساهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين واحترام حقوق الإنسان في العالم كله وتطوير أجهزة الأمم المتحدة من أجل الارتقاء بأدائها إلى مستويات أعلى من خلال دعمها وتبنيها للأفكار الجديدة ومبادرات إعادة الهيكلة والإصلاح وذلك من خلال الاتفاق والعمل الجماعي.
كما أن مملكة البحرين تولي اهتماما كبيرا بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والوكالات المتخصصة المنبثقة منها في ظل التزام المملكة بميثاق المنظمة الدولية وما يتضمنه من قواعد ومبادئ وما يصدر عنها من قرارات وتوصيات فضلا عن التصديق على غالبية الاتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمة وبما يتماشى مع تعاليم الإسلام وقيم المجتمع فأقرت معظم الاتفاقيات الخاصة بحقوق الإنسان واتفاقيات البيئة وحقوق الملكية الفكرية وكذلك الاتفاقيات الخاصة بمكافحة المخدرات والتصدي للإرهاب والقضاء على المرض والجهل وتنمية الموارد البشرية وغيرها.
يشار إلى أن الشيخة هيا بنت راشد ال خليفة تخرجتفي كلية الحقوق في جامعة الكويت عام 1974 ثم أكملت دراستها عام 1977 في القانون الدولي العام في جامعة السوربون في باريس وفي عام 1980 انتسبت إلى جمعية المحامين البحرينية ثم نالت عام 1988 شهادة الماجستير في القانون /دبلوم القانون الخاص ودبلوم القانون المقارن/ ومنذ العام 1992 وهي عضو في اتحاد المحامين الدولي كما أنها عضو في محكمة التحكيم في غرفة التجارة الدولية في باريس منذ عام 2000 وعضو في شبكة المرأة العربيةفي عمان في الأردن منذ العام 2005 إضافة إلى أنها تعمل كمحامية ومستشارة قانونية فضلا عن عملها خلال الفترة من 2000 حتى 2004 كسفيرة لمملكة البحرين في الجمهورية الفرنسية وسفيرة غير مقيمة في بلجيكا وسويسرا واسبانيا وممثلة دائمة لمملكة البحرين في منظمة اليونسكو.
التعليقات