اعتدال سلامه من برلين: مددت الحكومة الالمانية امس مهمة قواتها العاملة في وحدات quot;إيسافquot; الدولية في افغانستان لسنة أخرى، وذلك في ظل تأزم الوضع الأمني وتزايد خطورة قوات quot;طالبانquot; التي تنامت بغفلة عن القوات الدولية وعادت الى تكثيف إعتداءاتها وطالت أخيراً العاصمة كابل. ومع ان عدد الجنود الألمان سوف يرتفع الى 3000 فإن هذه القوات لن يتوسع انتشارها ليشمل مناطق اخرى، بل ستبقى في العاصمة ومزار الشريف وقندوس مع وضع قواعد واسس جديدة لخطة إعادة الاعمار. وتصل تكاليف مهمات السنة المقبلة الى 450 مليون يورو، يصرف جزء منها لرفع مستوى الامن لدى القوات خاصة خلال دورياتها الجوالة، خصوصاً أنها لا تملك حتى الان سيارات مصفحة كافية للحماية من هجمات المتمردين او انفجار الالغام الارضية.
لكن بعض السياسيين الالمان يشككون بفائدة هذا المهمات، لأن الوضع في افغانستان لا يحتاج في رأيهم الى جنود بقدر ما يحتاج الى التغلب على المشكلة الاقتصادية والبطالة التي تتسبب بالجوع لدى الكثير من العائلات الافغانية. فالبرامج الانمائية لم توفر اماكن عمل لهم مما يجعل التحاقهم بقوات طالبان مصدر عيش سهلاً، كما ان مزارعي المخدرات لم يعرض عليهم البديل الحقيقي من اجل التخلي عن زراعة هذا السم القاتل.
وقد نجحت الجمعية الالمانية للتعاون الانمائي في شكل محدود في اقناع عدد قليل من المزارعين في جنوب افغانستان بالتحول من زارعة الافيون الى زراعة الورد الجوري لاستخراج العطر منه، لأن ارباح الورد تساوي تقريبا ارباح الافيون.
ويقول مسؤولون في الجمعية الالمانية للتعاون الانمائي ان الخطر الذي يصعب القضاء عليه على الاقل في القريب المنظور هو زراعة المخدرات في المناطقة الخطرة في جنوب افغانستان، ويعتمد الارهابيون عليها لتمويل عملياتهم العسكرية ضد قوات quot;ايسافquot;، وهم لا يزرعونها فحسب بل لديهم مختبرات لصنع الهيرويين وتجار لترويجها.
وتقف الحكومة الافغانية عاجزة عن مواجهة أمراء المخدرات وترويجها وتطالب قيادة quot;ايساف بتأهيلquot; الجيش الافغاني والشرطة وتزويدهما المعدات اللازمة لذلك، علماً أنها تحتاج أيضاً إلى دفع مرتبات مناسبة للجنود كي يقوموا بعملهم على اكمل وجه. الا ان كابول تدرك تماما ان مكافحة المخدرات غير مدرجة في قائمة مهمات quot;ايسافquot; ومن ضمنها الوحدات الالمانية.