أعلى درجات الحذر في فرنسا تحسبا لهجمات إرهابية محتملة |
كوابيس من الماضي وسيناريوهات متعددة طرحتها الصحف الفرنسية وغذت المخاوف من تكرار العمليات التي شهدها لبنان في الثمانيات . فتهديدات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة فتحت الباب على احتمالات عدة للاهداف التي قد تكون عرضة لعمليات ارهابية وجاءت تاكيدا لما كان اعلنه منذ نهار الاحد الماضي القاشي جان لوي بروغيير المتخصص في ملفات الارهاب عندما قال ان المصالح الفرنسية تتعرض لتهديد جدي.
واذا كانت القاعدة مع انضمام الجماعة السلفية للدعوة والجهاد اليها اصبحت شوكة في حلق الفرنسيين كما ترى صحيفة فرانس سوار فان امكانات تحركها لا تقتصرعلى الاراضي الفرنسية وتركت احتمالات عدة على ان يكون لبنان نقطة الضعف التي يمكن للقاعدة ان تضرب فيها وتحديدا استهداف قوة الفينول في جنوبه حيث يسهل ضرب الوجود الفرنسي . فعدم حل مسالة تجريد حزب الله من السلاح يحمل في طياته بذور تفجير الوضع مجددا كما ترى لوموند مستندة الى كلام لمدير التوجيه في الجيش اللبناني الجنرال صالح الحاج سليمان اكد فيه ان الجيش اللبناني لا يمكن ان يقوم بهذه المهمة لان حزب الله يعتبر جزءا من الشعب اللبناني وان دور الجيش هو حماية المقاومة في ضؤ استمرار احتلال الجيش الاسرائيلي اراض لبنانية بينما تفضل الفينول ترك مهمة حل مسالة سلاح حزب الله للسلطات اللبنانية .
هذا الوضع تقول لوموند يهدد بتعريض الفينول لاعتداءات في الوقت الذي يوجه فيه الظواهري تهديداته مباشرة لفرنسا . وهي تهديدات تندرج في اطار توسيع استراتيجية تحرك تنظيم القاعدة في اوروبا وفي مناطق اخرى وبالتالي احتمالات استهداف القوات الفرنسية في لبنان وفقا لما تنقله ليبراسيوين عن خبير في شوؤن الارهاب بما ان حماية ههذ القوات على ارض اجنبية اكثر صعوبة من حماية الاراضي الفرنسية.
وتسرد الصحيفة تاريخ العلاقات بين القاعدة والجماعة السلفية التي سادها الحذر في السنوات الماضية عندما لم يستجب اسامة بن لادن لعرض زيعم الجماعة في عام 2004 خطف فرنسيين في العراق الا ان توافرت الظروف لاندماج التنظيمين المتطرفين الذين هددا منذ عامين فرنسا على خلفية قانون منع المظاهر الدينية في المدارس وهو ما اعتبرته المجموعات الاسلامية حينها موجها ضد ارتداء المسلمات الحجاب .
وهذا الدمج تؤكد فرانس سوار انه يؤكد صعود الحركات الارهابية وصعوبة القضاء عليها
اين ستضرب القاعدة؟ لوفيغارو تنضم الى لوموند وليبراسيون في القول ان النقطة الاضعف هي جنوب لبنان وان الفينول هي الاكثر عرضة لتنفيذ هذه التهديدات الاتية من ثلاثة محاور هي ايران وسوريا وتنظيم القاعدة.
وامكانات الدمج بين هذه المخاطر ومصادرها متعددة ولا نهاية لها لان لكل محور من المحاور الثلاثة مصالح وحسابات قد تدفعه الى استغلال المحور الاخر بطريقة او باخرى . فهناك الحركات الاسلامية التي لا تزال فاعلة في بعض المناطق اللبنانية مدينة طرابلس حيث يتحصن عناصر عصبة الانصار الذين قاتل بعضهم في العراق وعاد الى لبنان اضافة الى وجود مخيمات للفلسطينيين تاوي جماعات متطرفة وفقا لما اورته صحيفة لو فيغارو فكابوس الاعمال التفجرية وخطف الاجانب في هذا البلد كما حصل في الثمانيات يمكن ان يتكرر وفقا لاجندة جهادية دولية كما ان هذه المجموعات الناشطة في لبنان يمكن ان تشكل اداة لهجمات تخطط لها دمشق او طهران كما تقول لوفيغارو مضيفة ان ايران التي قد يصعب عليها استخدام ورقة حزب الله مجددا بعد المواجهات الاخيرة مع اسارئيل قد تعمد الى استخدام جهات بقيت حتى الان في الظل
اما سوريا فتشكل هي الاخرى مصدر خطر خصوصا انها لم تهضم بعد خروج جيشها من لبنان وتقليص نفوذها فيه . فدمشق مصابة بما تصفه لوفيغارو بهستيريا مؤامرة اميكرية ضدها ويمكن ان يدفعها ذلك للتحرك خارج حسابات المنطق ولديها امكانات لتوجيه رسائل مفخخة لاخضامها على الارض اللبنانية .
ومن دون اقامة رابط مباشر تتخوف صحف فرنسا من درود الفعل الغاضبة في العالم الاسلامي على كلام البابا بنديكتوس السادس عشر عن الديانة الاسلامية وتداعيات كل هذه الاجواء على تاجيج الصراع العام بين الحضارتين .
التعليقات