مجتمعا مع الشيبة وأبو حفص وعاطف وأبو تراب عشية 11 سبتمبر
شريط لزعيم القاعدة يجهّز مسبقاً لغزوة منهاتن
نصر المجالي من لندن: بثت فضائية الجزيرة القطريةأمس تسجيل فيديو يظهر للمرة الأولى زعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن مجتمعا مع منسق الهجمات رمزي بن الشيبة في غضون التحضير للهجمات. ويرصد الشريط تفاصيل من التحضيرات لتلك التفجيرات، ويأتي بث الشريط من جانب الفضائية الممولة من قطر عشية الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية العام 2001 ، ويظهر بن لادن في الشريط وهو يمشي بين رفاق له في أماكن جبلية و قد ارتدى ثوبا داكن اللون وعمامة بيضاء. واجتمع بن لادن أيضا مع رمزي بن الشيبة ومحمد عاطف وهما من قياديي التنظيم. واحتوى التسجيل على وصيتي اثنين من منفذي التفجيرات وهما وائل الشهري وحمزة الغامدي من التابعية السعودية.
ولم تعلن الجزيرة عن أسلوب حصولها على الشريط. ويعود التسجيل، الذي يُذاع لأول مرة، إلى خمس سنوات مضت والتسجيل، وفقا لما أعلنته الجزيرة التي تعودت بث أشرطة فيديو لأسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري، هو جزء من شريط توثيقي للقاعدة عن الهجمات التي أسموها quot;غزوة مانهاتنquot;، احتفالا من التنظيم على طريقته بالذكرى الخامسة للهجمات التي تحل بعد أيام. ويظهر في الشريط بن لادن وهو يسير في جبال أفغانستان مع مسؤول العمليات في القاعدة أبو حفص المصري، فضلا عن الشيبة وعاطف، وكشف الشريط لأول مرة عن مدرب منفذي الهجمات، وهو أردني ويدعى quot;أبو تراب.quot;
|
وترد القاعدة في التسجيل على حجج منتقديها في العالم العربي والغرب، وتبرر الهجوم على الولايات المتحدة بدلا عن إسرائيل. وقالت فضائية الجزيرة إن الدقائق القليلة التي بثتها هي مدة محدودة للغاية من الشريط الذي تتجاوز مدته ساعة كاملة.
شريط المهاجر
كما بثت الجزيرة شريطا صوتيا يعتقد أنه لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو ايوب المصري المعروف ايضا باسم ابو حمزة المهاجر. ودعا فيه المهاجر المسلمين إلى quot;توحيد الصفوفquot; مشيرا إلى قرب تحقيق ما وصفه بالنصر. ويعتقد ان أبو حمزة هو خليفة أبومصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق في شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وانتقد القيادي في التسجيل مشاركة قيادات سنية في الحكومة العراقية، نقلا عن قناة الجزيرة. والتسجيل الصوتي هو الأول للمهاجر منذ توليه قيادة التنظيم خلفا لأبو مصعب الزرقاوي الذي قتل خلال العام الحالي في غارة أميركية كانت استهدفت ملاذا آمنا للتنظيم في السابع من يونيو الماضي، وكان المهاجر قد أصدر من قبل بياناً على الشبكة الالكترونية، توّعد فيه بالانتقام لمقتل الزرقاوي، كما هدد بشن مزيد من الهجمات في العراق.
ولا يزال الغموض يلف الشخصية التي تتولى قيادة تنظيم القاعدة في العراق، خلفا للزرقاوي. وقال الجيش الأميركي إن المهاجر يُطلق عليه quot;أبو أيوب المصريquot; المعروف لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وتشير المعلومات المتوافرة حول المهاجر، إلى أنه قام، بالاشتراك مع الزرقاوي، بقيادة معسكر quot;الفاروقquot; لتدريب عناصر القاعدة خلال العام 2001 أو 2002، ويعتقد أنه قدم إلى بغداد عام 2003، قبل أن يؤسس الزرقاوي الخلية الأولى لتنظيم القاعدة في العراق.
وأكدت مصادر الجيش الأميركي أنها على قناعة من أن المصري لديه قنوات اتصال مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري.
خطابات بوش التهديدية
وتزامن إطلاق التسجيل الصوتي للمهاجر وشريط بن لادن خلال التحضير لهجمات سبتمبر مع زعماء القاعدة قبل خمس سنوات، متزامنا بسلسة من الخطاب للرئيس الأميركي جورج بوش في اطار عدة خطابات متتابعة خلال الأسبوع الأخير تركزت على تنظيم القاعدة. وفي أحدث خطاب في أتلانتا بجورجيا، تعهد بوش quot;بمواصلة الضغط عسكريا واقتصاديا واستخباراتيا على تنظيم القاعدة.quot; وكان الرئيس الأميركي شبه أسامة بن لادن بلينين وهتلر في خطاب ألقاه أمام ضباط عسكريين أميركيين.
وقال بوش مستشهدا بشكل مكثف بأقوال بن لادن وغيره من زعماء القاعدة quot;التهوين من أهمية كلمات أناس أشرار تدفعهم مطامح خطيرة سيكون خطأ رهيباquot;. وقال إن العالم تجاهل كتابات لينين وهتلر quot;ودفع ثمنا رهيباquot; - مضيفا أن العالم لا ينبغي أن يفعل نفس الشيء مع القاعدة. وقد دافع بوش عن استراتيجيته الأمنية مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية.
وقد تزامن خطاب بوش يوم الثلاثاء الماضي الذي تلا إجازة عيد العمال في الولايات المتحدة - مع الموعد الذي تبدأ فيه تقليديا الحملات الانتخابية في البلاد. وقال بوش quot;لقد أوضح بن لادن وأعوانه الإرهابيون نواياهم تماما كما أوضحها لينين وهتلر من قبلهمquot;.
ولكنه أضاف أنه بالإمكان أن تثق الولايات المتحدة وحلفاؤها بالنصر في quot;الصراع الأيديولوجي العظيم للقرن الحادي والعشرينquot; لأنـquot;نا رأينا البلدان الحرة تهزم الإرهاب من قبلquot;. وتطرق الخطاب للكثير من النقاط التي تناولها خطابه الأول في سلسلة من خمسة خطابات راهنة للدفاع عن طريقة إدارته في التعامل مع ما يطلق عليه quot;الحرب العالمية على الإرهابquot;.
وأشار إلى وثيقة تم تحديثها مؤخرا تحت مسمى quot;الاستراتيجية القومية لمكافحة الإرهابquot;، تشمل أهدافا من قبيل الحيلولة دون وقوع هجمات في المستقبل وحرمان الإرهابيين من الحصول على أسلحة دمار شامل. وقال بوش quot;إن الطريقة المثلى لحماية أمريكا هي الاستمرار في وضع الهجومquot;.
وأخيرا، فإن من بين الأهداف الأخرى للاستراتيجية الأميركية حرمان quot;الإرهابيينquot; من السيطرة على أي بلد أو منطقة يمكن أن يستغلوها كملاذ آمن - وهو الهدف الذي ربطه بمواصلة التواجد الأميركي في كل من العراق وأفغانستان. ومع اقتراب إحياء أمريكا ذكرى مرور خمسة أعوام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ربط بوش مجددا السياسة الأميركية في العراق بما وصفه باستراتيجية أشمل لجعل بلاده أكثر أمنا.
التعليقات