إستطلاع : البريطانيون يفضلون بلير وكاميرون
عادل درويش من لندن : صعد وزير المالية البريطاني جوردون براون حملته المستمرة لتثبيت اقدامه لخلافة توني بلير في زعامة الحزب ورئاسة الوزارة فحاول استمالة مؤيدي العمال الجدد ووالمؤيدين لافكار توني بلير، وفي الوقت نفسه ذكر الناس بانجازاته في المالية، كما غازل الأميركيين داعما سياسة الرئيس جورج بوش وحربه على الأرهاب مهاجما القاعدة والتطرف الإسلامي ملشيرا ضمنيا الى اهتمامه بامن اسرائيل وذللك في لقاء مع البي بي سي صباح اليوم.

وقد استغل براون، الذي يحتل اقوى واهم منصب في الحكومة بعد رئيس الوزراء، لقاءه مع البي بي سي اليوم في برنامج quot; اخبار اليومquot; الذي يحدد الاجندة السياسة اليومية، كمقدمة لخطابه الذي يلقيه بعد اربع ساعات ( الثانية عشرة ظهرا) في المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم، والذي سيحدد فيه خطته واستراتيجيته للحزب والحكومة، ويعلن نفسه كخليفة يحمل راية الوسط بعد توني بلير .

وكان كل من بلير وبراون قد استغلا كل لقاء اعلامي في الساعات الأربع والعشرين الماضية للتركيز على جوهر السياسات بدلا من الشخصيات، ومن الذي سيخلف بلير في الزعامة، خشية ان يعتبر الناخب اهتمامات منحصرة بالصراعات الداخلية اكثر من الاهتمام بمصالح الأمة ككل.

وألمح براون الى ان خطته ستعمل على التقليل من مركزية الحكومة، وهو الإنتقاد الكبير الذي واجهته حكومة بلير من المعارضة والصحافة بتركيزها على التحكم البيروقراطي، حيث قال انه يشرك عدد كبير من ذوي الخبرة ومن المجتمعات المحلية.

لكن براون استغل المقابلة صباح اليوم لارسال اشارات مطمئنة الى واشنطن التي تخشى عودة اليسار التقليدي المعادي للأميريكيين والسياسة لأميركية على الحزب الحاكم بعد رحيل بلير المتوقع في مطلع الصيف القادم.

وايد براون السياسة الاميركية في العراق، قائلا انه لايوافق على تقارير وتحللات استخباراتية عن دور الحرب في العراق في توسيع قاعدة الأرهاب، ورفض اتهام اميركا بارتكاب اخطاء اخطاء في العراق مثلما اقترح مذيع البي بي سي، قائلا نتعلم من اخطائنا، واستخدم تعبير تحرير العراق بقوله ان العراق تحرر بالتخلص من صدام حسين الذي كان يدعم الأرهاب ويهدد جيرانه ويهدد اسرائيل.وركز على ضرورة مكافحة الأرهاب والتطرف الراديكالي و كل من يسعى لتأسيس خلافة طالبانية تهدد القيم الأنسانية وتهدد اسرائيل.

وقال ان بريطانيا واميركا تشاركان القيم الأنسانية الليبرالية والديموقراطية والأميركية، ولا مكان هنا لمعادة الأمريكية، وذلك في معرض رده سؤال عما اذا كان يتبع بلير في دعمه للرئيس الأميركي جورج بوش. و معاداة اميركا والسياسة الاميركية تعتبر الوقود السياسي المستمر لليسار في حزب العمال منذ عقود طويلة وحتى قبل العراق وقبل حرب فيتنام.

وفي سؤال عما اذا كان سيتبع النظام الأميركي عبر ادخال شخصيات عامة وتكنوقراط وذوي الخبرة الصناعية الى مجلس الوزراء، وهو مالايحدث في بريطانيا؛ أجاب براون بحذر قائلا quot;لايشترط ان يكون المكان الذي يساهم فيه الخبراء هو مجلس الوزراء، وانما التقليل من المركزية باشراكهم في دوائر اخرى.quot;

والتقاليد البريطانية تركز الساسة المنتخبين كاعضاء في البرلمان في مجلس الوزراء الا في استثناءات نادرة مثل اللورد تشانصلر، وهو رئيس السلك القضائي مثلا. ولذا تجنب براون الوقوع في هذه الخطأ حيث ان كل من اليسار والتقليديين البريطانيين يتهمون بلير بتقليد النظام الجمهوري الاميركي ويتصرف كرئيس لجمهورية في اعرق نظام ملكي دوستوري وأكثره ثباتا.ولم يقع بلير في فخ انتقاد بلير او اظهار ملامح الخلاف في ادارة السياسة بين المالية وداوننج ستريتقائلا انه سيستغل خبرته لتحديد ملامح السنوات القادمة بالتركيز على سياسات تستهدف المصلحة العامة.

لكن استطلاعات الرأي الاخيرة تشير الى تفوق زعيم المعارضة المحافظة دافيد كاميرون لدى الناخب على براون، ويفسر براون ذلك بان الناس بعد تسع سنوات يعبرون عن الرغبة في التغير، وهي ربما اشارة ضمنية الى ان الناخب يرفض بلير ايضا وليس براون.

واضاف براون انه في اللحظة الحرجة سيتسائل الناس عمن يثقون به لادارة مالية البلاد ولتوفير لأمن والرخاء الأقتصادي ودعم تطلعات الأسرة.

لكن اتباع بلير، الذين يحاولون الدفع بشخص اخر لتحديه في الزعامة مثل وزير الداخلية جون ريد، او وزير المعارف الان جونسون ؛ والبليريين بدلا من مهاجمة براون يتركونه لمخالب وانياب الناخب، عبر الصحافة والأعلام طبعا وفي حالة تعثره، سينقضون عليه ويدفعون بمرشح آخر.