هيئة شيعية: مليشيا أعدمت صدام إرضاء للايرانيين
الهاشمي يبحث وبلير في لندن تداعيات الاعدام
يبدأ نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الاثنين الخامس عشر من الشهر الحالي زيارة رسمية الى لندن تستغرق أربعة ايام يبحث خلالها مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اخر التطورات السياسية والامنية في العراق وخاصة التداعيات التي افرزتها عملية اعدام الرئيس السابق صدام حسين .. فيما قالت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية إن مسلحي ميليشيات مسلحة وصفتها بالصفوية نفذت الإعدام ارضاء للايرانيين.
وابلغ مصدر عراقي عليم quot;إيلافquot; اليوم ان الهاشمي وهو الامين العام للحزب الاسلامي العراقي السني أحد المكونات الثلاثة لجبهة التوافق سيجري يومي الاثنين والثلاثاء اجتماعات مع كبار المسؤولين البريطانيين يتقدمهم بلير ووزيرة خارجيته مارغريت بيكت لبحث تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في العراق والوجود البريطاني العسكري في العراق . واشار الى ان مباحثات الهاشمي في لندن ستتناول ايضا تداعيات اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اثار استياء داخليا وعربيا ودوليا واسعا بالطريقة التي جرى فيها تنفيذ العملية.
واشار المصدر الى أن الهاشمي سيلتقي في لندن ايضا عددًا من الشخصيات السياسية والاعلامية المقيمة في بريطانيا للاستماع الى آرائهم ومواقفهم من الاحداث الجارية في العراق وخاصة بعد الاحتقان الطائفي الذي اثارته ملابسات الاعدام والتصرفات غير المسؤولة التي رافقته بشكل خطر . وتأتي زيارة الهاشمي الى لندن بعد زيارة مماثلة قام بها الى واشنطن حيث عقد اجتماع في الحادي عشر من الشهر الماضي مع الرئيس جورج بوش وبحث معه الاوضاع في العراق. وقد وضع إعدام صدام الحكومة البريطانية في موقف صعب بسبب معارضتها لعقوبة الاعدام.
وللمرة الأولى منذ غزو العراق ينفجر خلاف علني وصريح بين الحكومة العراقية وحكومة توني بلير في بريطانيا وذلك بعد أن شجب نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت الطريقة التي تم بها إعدام صدام حسين قائلا ان اسلوب إعدام صدام كان يبعث على الأسف الشديد وكان غير مقبول على الاطلاق.
وأكد نائب رئيس الوزراء البريطاني المعروف بصراحته واسلوبه المباشر في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية ان هؤلاء المسؤولين عن الطريقة التي جرت بها عملية الاعدام وخاصة بعد اذاعة الشريط المسجل على كاميرا هاتف نقال ldquo;ينبغي أن يشعروا بالخزي وينبغي ادانتهم لأن أحداً لا يؤيد ما جرىrdquo;. وكان بريسكوت يعلق في هذا المجال على سؤال حول التعليقات الطائفية والاسلوب المهين الذي لجأ إليه بعض الذين شهدوا عملية الاعدام على نحو يتسم بالتشفي وروح الانتقام وخاصة الأصوات التي طالبت بأن يذهب صدام إلى الجحيمrdquo;.
ورداً على سؤال آخر عما إذا كانت الحكومة البريطانية قد أبلغت الحكومة العراقية بوجهة نظرها حول طريقة اعدام صدام قال بريسكوت ldquo;أعتقد اننا أوضحنا بجلاء موقف الحكومة البريطانية بالنسبة إلى عقوبة الاعدام وقد نقلنا وجهات نظرنا إليهم كما أشارت إلى ذلك وزيرة الخارجية مارغريت بيكيتrdquo;.
ومن المؤكد ان تفجر الخلاف العلني بين بريطانيا والحكومة العراقية على هذا النحو يعتبر تطوراً جديداً يوضح مدى ضيق لندن من بعض تصرفات مسؤولين عراقيين. وكانت تسريبات صحافية سابقة قد أشارت إلى ضيق وزراء بريطانيين ومسؤولين بتصرفات بعض أعضاء الحكومة العراقية وخاصة حالة التسيب في الأجهزة الأمنية واستمرار الميليشيات المسلحة التابعة لبعض الأحزاب الرئيسة التي تشكل الحكومة العراقية وكذلك الفساد المالي في البلاد.
وكان سفير بريطانيا السابق لدى العراق وليام بيتي قد أعرب عن هذه المخاوف في رسالته الوداعية قبل مغاردته العراق والتي تسربت إلى الاعلام ويحذر فيها من اندلاع الحرب الأهلية الطائفية في العراق.
ومن جهته اكد الحزب الاسلامي بزعامة الهاشمي إن أمر الإعدام لم يُعرض على هيئة الرئاسة وانّ الهاشمي وقيادة الحزب الإسلامي العراقي يرفضان التوقيع على الإعدام بالإجماع لأنها محاكمة مشبوهة في زمن مشبوه وإنهم لن يكونوا شهوداً على تلك المحاكمة السياسية الطائفية الصورية. وأشار إلى ان طائفية المحكمة بانت من خلال الشعارات التي أطلقها القائمون على الإعدام والتي كانت فضيحةً بحق وتُبيّن مدى اختراق الأجهزة الأمنية من قبل أفراد الميليشيات.
وأوضح quot;إن عملية الإعدام جعلت البعض يتنفس الصعداء لأن الشاهد الأول قد اختفى وبقيت الأسماء والصفقات والأسرار طي الكتمانquot;.
ومعروف ان لبريطانيا حوالى 800 الف عسكري يتمركزون في جنوب العراق قتل منهم 115 عسكريا تلقي لندن مسؤولية ذلك على ميليشيات مسلحة تقول انها تنفذ عملياتها بدعم ايراني.
الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية: إعدام صدام إرضاء للايرانيين
اتهمت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية ميليشيات مسلحة قالت انها تنتمي إلى أحزاب وقوى منضوية في الحكومة العراقية بتنفيذ حكم الاعدام بالرئيس السابق صدام حسين ارضاء للايرانيين. وقالت الهيئة التي تعرف نفسها بانها ممثلة للشيعة العرب العراقيين في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم ان الوقائع أثبتت بأن quot;الصفويينquot; كانوا يصرون على جعل محكمة الرئيس السابق سياسية وليست قانونية محكمة حرب وثأر من خلال اغتيال عدد من محامي هيئة الدفاع وما رافقتها من الضغوط والمؤثرات والعيوب والإخلال بسير المحاكمة ومجرياتها.
واضافت ان المجموعة التي كانت ترتدي البزة السوداء بدلاً من زي الشرطة أو الجيش العراقي فهذا يعني أن صدام حسين قد سلم لميليشيات المهدي لكي تنتقم منه إرضاءً لأسيادها في قم وطهران. ودعت العراقيين لان يجعلوا من إعدام صدام حسين نقطة انطلاق للوحدة الوطنية والعمل على إبقاء العراق عربياً مسلماً قوياً وأن لا يَدَعوا أعداء الأمة يعبثون بأمن العراق واستقراره وأن يعيدوا الأحرار للعراق سيادته وأن يواكبوا التطور الحضاري والفكري المعاصر على المستوى القومي والعالمي لينعم العراق بأمنه وإستقراره وفي ما يلي نص بيان الهيئة:
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الهيئـة العـراقيـة للشيعـة الجعفـريـة
البيان السابع والعشرون
التاريخ ـ 06 / كانون2 / 2007
يا أحـرار العـراق
quot;ـ ـ إن تأييدنا لموقف الولايات المتحدة من نظام صدام حسين وسجله في ميادين الحرية والديمقراطية في الداخل والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة قد أصبح من التاريخ. لكن علينا أن لا ننكر أنه كان إبان حكمه يشكل سداً منيعاً أمام التمدد الصفوي وتحجيم إيديولوجيتها من الإنتقال الى العراق ومنطقة الخليج والإضرار بمصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية في المنطقة. لذلك، ولما نرى أيضاً، في ظل حكومة صفوية موالية لإيران والصراع الدائر بين شعب العراق والمد الصفوي في العراق والمنطقة، وبين العالم المتحضر وحكام طهران الذين يشكلون مصدر الإرهاب في العالم فإن صدور حكم يقضي بإعدام صدام حسين سيشكل نصراً ساحقاً للتيار الصفوي في العراق، ولحكومة إيران المارقة ويؤدي الى زيادة العنف المسلح ولربما الى انتكاسة كارثية للعراق وستعطي زخماً قوياً لأعداء السلام والإرهاب والتيار الصفوي في العراق المدعوم إيرانياً ما تسبب بمصاعب كبيرة للإدارة الأميركية في العراق ـ ـ quot;.
من رسالة الأمين العام الى الرئيس بوش في 2006 / 03 / 22
يا أبناء شعبنا العراقي المجيد
إن صدور الحكم بإعدام الرئيس السابق صدام حسين من قبل محكمة صفوية شهد بعدم شرعيتها رجال القضاء وفقهاء القانون من عراقيين وغير العراقيين .. لا تحتكم لأعراف وقوانين دولية لأنها محكمة تشكلت من قبل المحتل وفي ظل حكومة موقتة ضعيفة تفتقر إلى أدنى معاني السيادة و الأساس الدستوري. فهي إذن ليست محاكمة شعب لحاكمه على الإطلاق، لأن الرئيس صدام حسين كان يتمتع بحصانة بصفته رئيس دولة مستقلة بموجب الدستور العراقي وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولا يجوز رفعها بأثر رجعي. وبالإضافة الى كونه كان أسير حرب لدى قوات الاحتلال فلا يجوز محاكمته بالطريقة التي حوكم بها، حيث فرضت إتفاقيات جنيف عدداً من القيود على محاكمة أسرى الحرب تتنافى تماماً مع ما تم تنفيذه من قرارات هذه المحكمة بإصدار حكمها بإعدام صدام حسين. ولا تتفق نهائياً مع القوانين النافذة في العراق ولا مع القوانين والأعراف الدولية.
لقد أثبتت الوقائع بأن الصفويين كانوا يصرون على جعل المحكمة سياسية وليست قانونية محكمة حرب وثأر وإنتقام من صدام حسين، من خلال اغتيال عدد من محامي هيئة الدفاع وما رافقتها من الضغوط والمؤثرات والعيوب والإخلال بسير المحاكمة ومجرياتها وقد شهد بذلك ( رامز كلارك ) وهو فقيه قانوني دولي وأقر بأنها محكمة غير عادلة، لذلك طرده القاضي من القاعة وسوف يذكر التاريخ بأن محاكم النازية والفاشية والشيوعية كانت الأفضل بكثير من محاكم الصفويين وعملاء الإحتلال. لقد كان صدام حسين رجل دولة وقائدا جسورا مرَّغ مع شعبه أنوف قادة الثورة الصفوية في إيران بالوحل عندما كانوا يفكرون بتصدير ثورتهم الى العراق ودول المنطقة. وإن افتقد الى بعض من المرونة والحكمة والتوفيق خلال فترات حكمه.
ولذا أصبح صدام حسين رمزاً للشهادة والشجاعة والتضحية والفداء، سمعَ الحكم برجولته وشجاعته ولم يظهر الخوف على معالم وجهه ولا في عينيه وإعتلى منصة الإعدام وهو مصفد القدمين واليدين، مرفوع الرأس وسط رعاع لا يستحقون الحياة. وفي اللحظات التي سبقت عملية إعدامه ظهر خلالها متماسكاً شجاعاً شامخاً شموخ نخيل العراق وثابتاً ثبوت جبالنا الشماء حتى النهاية وكانت صورته تدل على رجولته وشموخه وقوة عزيمته موجهاً نظرات إستغراب وغضب إلى أولئك الذين صدرت عنهم العبارات التي تتناسب مع أخلاق وجبن هؤلاء الفاسدين. ولم تبد عليه أي إنفعالات بصورة ملفتة عندما بدأ ينطق بالشهادتين. وكانت عيناه مفتوحتان بعد موته لتعبران عن تحديه لخصومه حتى اللحظات الأخيرة.
أما أمر المجموعة التي كانت ترتدي البزة السوداء بدلاً من زي الشرطة أو الجيش العراقي فهذا يعني أن الصفوي نوري المالكي سلم صدام حسين لميليشيات المهدي لكي تنتقم منه نيابة عن مكونات التيار الصفوي في العراق و إرضاءً لأسيادهم الخاسئين في قم وطهران. فعلى الرغم من استخدام الصفويين الأوغاد أعداء العراق والعروبة والأديان السماوية والمبادئ الإنسانية أوطأ وأحقر الوسائل والأساليب التي تشمئز منها النفس البشرية وهتافات رخيصة بحياة مقتدى الرخيص وخونة آخرين، جاعلين من إعدامه أمراً طائفياً تمهيداً لتقسيم العراق. فهيهات أن تنقسم هذه الأمة على نفسها وصدام حسين يصر على وحدتها في وصيته ويهتف بحياة شعبه وحياة فلسطين وحياة الأمة العربية قبل إعدامه.
نعم فعلى الرغم من كل الضغوط النفسية واللا أخلاقية التي وقعت على صدام حسين من قبل عصابات مافيا المخدرات والفساد وميليشيا مقتدى الصدر ومكونات الإئتلاف الصفوي الدموي التي ما زالت تنهش في ما تبقى من لحم العراقيين. فقد أثبت صدام حسين أنه كان حقاً مُلْكـاً لشعبه في حياته وأصبح بعد إستشهاده مََلِكـاً يعيش في قلوب أبناء أمته ودخل التاريخ من أوسع أبوابه الذهبية وسيكبر العراق به وهو في قبره مع التاريخ في كل يوم. كشهادة البطل الليبي الخالد عمر المختار.
إننا بهذه المناسبة الأليمة نناشد أحرار العراق أن يجعلوا من إعدام صدام حسين نقطة إنطلاق للوحدة الوطنية والعمل على إبقاء العراق عربياً مسلماً قوياً بتطهيره من عصابات فيلق بدر وجيش المهدي وكافة مكونات التيار الصفوي المفسدين والمتآمرين والخونة اشباه الرجال وأبناء الطائفة المزيفة والعقائدية الأيديولوجية المريضة والعناصر الإرهابية المجرمة وأن لا يَدَعوا أعداء الأمة يعبثون بأمن العراق وإستقراره وأن يعيدوا الأحرار للعراق سيادته وأن يواكبوا التطور الحضاري والفكري المعاصر على المستوى القومي والعالمي لينعم العراق بأمنه وإستقراره.
التعليقات