مبادرة يسارية لاستئناف جلسات الحوار الفلسطيني

حماس: هناك من يحول الخلافات لخدمته

مشعل: إسرائيل أمر واقع لكن حماس لن تعترف بها

تواصل المعارك الكلامية بين حماس وفتح
وزراء ونواب حماس المعتقلون: ليتوقف سفك الدماء الآن

سمية درويش من غزة: توقعت مصادر سياسية فلسطينية تحدثت إليها إيلاف ، أن تستأنف خلال الأيام المقبلة جلسات الحوار الفلسطيني الفلسطيني تحت سقف زمني محدد بهدف تشكيل حكومة من ألوان سياسية مختلفة ، غير أن الشارع الفلسطيني لا يعلق آماله كثيرا على تلك الحوارات ، لاسيما بعد ان سجلت مؤخرا فشلا ذريعا في محطاتها الأخيرة. ويرى الكثير من المحللين السياسيين ، بأن الحوار المقبل يمثل فرصة أخيرة لكل من فتح وحماس ، لإنقاذ الشعب من شبح الحرب الأهلية الذي يطارده ودفع مقابله المئات من الدماء.

وأشار المحلل السياسي طلال عوكل ، إلى أن جولة الحوار القادمة التي دعت إليها لجنة المتابعة تشكل على الأرجح الفرصة الأخيرة والحد الفاصل بين التفاؤل والتشاؤم ، فإما الاتفاق وإما الدخول في دهاليز المجهول.

من جهته قال المحلل السياسي محمود سعيد لـquot;إيلافquot; ، طالما أن النوايا لا زالت سيئة لن ينجح الحوار ، مشيرا إلى أن تمسك كل طرف بآرائه وعدم تنازله لحد انتقاد نفسه والاعتراف بأخطائه ، لن ينجح الحوار. ودعا سعيد المتحاورين ، إلى النظر للمصلحة العليا بعيدا عن المصالح الحزبية ، والتنازل عن الأوهام والخيالات والنزول عند رغبة الشعب ورفع معاناته المتفاقمة.

وكان رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة ، قد توقع أن تبدأ جولة جديدة من الحوار الوطني بين الفصائل والقوى في غزة ، خلال الأسبوع الـمقبل ، بهدف تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على أن تستمر هذه الجولة لأسبوعين فقط. ولفت عوكل ، إلى ان الوضع الفلسطيني بات بحاجة إلى مبادرات شعبية تدعو إليها وتقودها القوى والفصائل الأخرى بالتنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدني ، والشخصيات الوطنية والثقافية والاجتماعية ، ومع القطاع الخاص من اجل تفعيل الأغلبية التي تظهر غضبا ورفضا متزايدا لاستمرار حالة الاحتكام إلى السلاح من اجل حسم الخلاف.

وبين عوكل في مقاله ، ان التصريحات والتحريضات من قبل المسؤولين ووسائل الإعلام ، كل ذلك لا يؤشر إلى خير ولا يبشر به، غير ان حكم العقل يستنتج مما جرى اننا أمام أيام حاسمة يترتب على القيادات السياسية أن تحدد خياراتها بوضوح ، فإما التخلي عن لغة القوة والتهديد والاتهامات، ولغة السلاح، والانقسام، والذهاب نحو حوار يتمتع بإرادة عالية لتحقيق التوافق الوطني وبأسرع وقت، وإلا فإن الكل كما يتضح يحضر نفسه لمرحلة صعبة من التصعيد.

من جهتها لم تخف صحيفة القدس المقدسية ، خيبة أملها من جلسات الحوار السابقة ، حيث ذكرت بان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بدأ أمس محادثات مع الرئيس محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية وقد تكون هذه هي التصريحات الألف التي نسمع فيها عن بدء حوار كهذا، دون الوصول إلى أي نتيجة ، بل ان الحوار كان في أحيان كثيرة ستارا لإخفاء نوايا أخرى مغايرة تماما، والدليل اننا وصلنا الى ما وصلنا إليه من أوضاع لا تسر احدا.

وأشارت إلى ان الحوار لمجرد الحوار او محاولة الإيحاء بان الأمور تسير كما يجب وان على الجميع انتظار النتائج، قد أدت الى حالة من عدم الثقة في الأقوال والتصريحات ، للوصول رغم كل جولات الحوار وكل الوساطات الفلسطينية والعربية والإسلامية إلى وضع اسوأ مما كان عليه لدى بدء الحوار ، مؤكدة ضرورة ان تكون محكومة بفترة زمنية محددة للوصول بعدها الى مواجهة الحقائق المجردة دون تلطيف او تجميل فإما تكون لدينا حكومة قادرة على فك الحصارين الاقتصادي والسياسي او لا تكون.

ويرى الشارع الفلسطيني تلك الحوارات من اجل الحوار فقط ، وليس من اجل الخروج بنتائج لانتشالهم من أزمتهم المتفاقمة ، ومن وحل الصراع الدامي الذي دفعوا مقابله المئات من الضحايا الأبرياء. وقال محمد عمر في العقد الخامس من عمره لمراسلتنا، quot; الحوار من اجل الحوار ، لا نريده quot;، لافتا إلى جلسات الحوار السابقة وما تمخضت عنه من اقتتال وحرب دامية في الشوارع. وأعرب عمر، عن أمله في أن تتفق خلال جلسات الحوار القادمة كل من حركتي فتح وحماس، والنظر إلى هموم وأوجاع الشارع الفلسطيني ، بعيدا عن التصريحات الملتهبة التي سببت صداعا في رأس المواطن الفلسطيني ، بحسب تعبيره.